ترحيب أمريكي بالحوار المباشر بين السعودية وإيران
قال مسؤول في إدارة بايدن لشبكة “سي إن بي سي”، الاثنين، إن الولايات المتحدة ترحب بأنباء الحوار المباشر بين السعودية وإيران، في وقت تتصاعد فيه التوترات في منطقة الشرق الأوسط..
وأضافت جينيفر جافيتو، نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون إيران والعراق في مكتب الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية: “فيما يتعلق بالإعلان عن إجراء محادثات مباشرة بين السعودية وإيران، فإننا نرحب بذلك. نرحب بأي محادثات مباشرة تؤدي إلى مزيد من السلام والاستقرار في المنطقة”.
جاءت هذه التصريحات أثناء زيارتها لمعرض إكسبو دبي 2020. وتعد جافيتو أعلى مسؤول أميركي يحضر الحدث حتى الآن.
كان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أكد عقد جولة محادثات مباشرة أولى مع حكومة إيران الجديدة الشهر الماضي، مشيرا إلى أن الجولة الأخيرة حدثت في 21 سبتمبر.
وأضاف فرحان خلال مؤتمر صحفي الأحد: “لا تزال هذه المحادثات في المرحلة الاستكشافية، نأمل أن تضع أساس لمعالجة المواضيع العالقة بين الطرفين”.
وأجريت ثلاث جولات من المحادثات السعودية الإيرانية في العراق في الشهور التي سبقت تنصيب الرئيس الإيراني الذي يعتبر من غلاة المحافظين إبراهيم رئيسي في أغسطس الماضي.
فيديو | #وزير_الخارجية: المفاوضات مع الجانب الإيراني في مرحلة استكشافية.. ونأمل أن تضع أساسا لمعالجة المواضيع العالقة بين الطرفين#الإخبارية pic.twitter.com/eK9jZTCeuD
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) October 3, 2021
وتدعم كل من السعودية وإيران أطرافًا متعارضة في العديد من النزاعات الإقليمية والصراعات في المنطقة، وفي مقدمتها اليمن وسوريا ولبنان. كما اتهمت الرياض طهران بمهاجمة بنيتها التحتية النفطية وتزويد المتمردين الحوثيين في اليمن بصواريخ تستخدم لمهاجمة المملكة.
في حين لم تتحدث أي من الرياض وطهران عن حدوث اختراق كبير في المحادثات، أعرب الجانبان عن دعمهما لتخفيف التوترات.
مفاوضات الاتفاق النووي
وفي سياق متصل، تأمل الولايات المتحدة “بالعودة سريعا”إلى طاولة المفاوضات مع إيران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، حسب ما قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية بعد تصريحات صادرة من إيران تذهب في الاتجاه نفسه.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته خلال محادثات هاتفية مع صحافيين لفرانس برس”نأمل في أن نتمكن من العودة بسرعة نسبيا إلى فيينا” حيث تجرى المفاوضات “وسنطلع حينها على نواياهم”.
وبشأن إسرائيل والولايات المتحدة أكد “لدينا التشخيص نفسه بأن البرنامج النووي الإيراني تجاوز الحدود كثيرا”. وعشية زيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي لواشنطن، أعرب عن قلقه خصوصا من مراكمة إيران لليورانيوم المخصب.
وعلى صعيد المهلة التي تحتاجها إيران نظريا للحصول على المواد المستخدمة في صنع قنبلة نووية، قال المسؤول الأميركي إنها “تراجعت من 12 شهرا إلى أشهر قليلة” وهذا أمر “مقلق”. إلا ان واشنطن لا تزال “تؤمن بقوة أن السبيل الدبلوماسي يبقى الأفضل لحل هذه المشكلة”.
وقالت جافيتو: ” نحن مستعدون بحسن نية للعودة إلى الامتثال المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة. نأمل أن تفعل إيران ذلك أيضًا. نعتقد أن هذا في مصلحتهم”.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت الاثنين، إن إيران تتطلع لاستئناف المفاوضات النووية مع القوى العظمى قبل مطلع نوفمبر بغية أحياء الاتفاق النووي. وقد توقفت المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني في يونيو الماضي.
وتوصلت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا) إلى اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، أتاح رفع الكثير من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. الا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية مذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب أحاديا منه العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران. من جهتها، قامت الأخيرة بعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، بالتراجع تدريجا عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.
وبدأت القوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام في محاولة لإحياء الاتفاق، بعد إبداء الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن استعداده لإعادة بلاده إليه. وأجرى الأطراف المعنيون ست جولات من المباحثات بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو، من دون أن يحدد بعد موعد جديد لاستئنافها.