رحماء بينهم .. بقلم: فضيلة الشيخ سعد الفقي
في ظل ضغوطات الحياه وتسارع وتيرتها .. عندما تنصهر وسط جموع الناس سوف تستمع الي أهات المكلومين هذا يشكوا اليك ضيق ذات اليد وقله الزاد وطول السفر وذاك يشكوا اليك من حياته التعيسه التي لامخرج منها وثالث يشكوا اليك من عقوق الأبناء وشح العطف والحنان الذي كان ينتظره بعدما أبلي بلاء حسنا وواصل الليل بالنهار من أجل تربيه أولادة.
حاله من السخط والضجر يعاني منها الجميع وعندما أجلس وحيدا أفكر في كل حاله علي حده وأتساءل هل هي حاله عامه أصابت الجميع أم انه السخط الذي أصبح مرضا اجتماعيا يوشك أن يلتهم الأخضر واليابس.
التراحم الذي كان ذهب ولم يعد فلم يعد هناك توقير للكبير ولاتقدير للصغير . نكران الجميل الذي كان أحد أهم سمات الناس في الماضي أين ذهب ؟.
العطاء هو الأخر لم يعد موجودا الكل يغرق ولايجد من يحنوا عليه ويأخذ بيديه الي بر الأمان هكذا يصف الكل مايعانيه . الرحمه قيمه نبيله لايعرفها الا العظماء ومن أجلها كانت بعثه النبي الأكرم صلي الله عليه وسلم.
(وما أرسلناك الا رحمه للعالمين) الرحمه بالبشر والحيوان والنبات والجماد الرحمه بالخصوم والأعداء .صحابه النبي صلي الله عليه وسلم كانت الرحمه عنوان لهم (رحماء بينهم) الرحمة تؤلف القلوب وتجمع الشمل وتقضي علي الضغينه والأحقاد . وتعيد الافراد والمجتمعات الي سيرتهم الأولي حيث الفطره السليمه النقيه الطاهرة .
مجتمع لايعرف الرحمه مصيره حتما التهاوي والسقوط والاندثار .