لماذا تحفر مصر أنفاقًا عملاقة تحت قناة السويس وعلاقتها بالسعودية؟

بعد أيام من افتتاح نفق الشهيد أحمد حمدي 2 بمدينة السويس، والذي يقع أسفل قناة السويس ضمن مجموعة من الأنفاق افتتحتها مصر مؤخرا، كشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات عن تفاصيل الجدوى الاقتصادية والأمنية والتنموية لهذا المشروع العملاق، وعلاقته السعودية وغيرها من البلدان.

وقالت الدراسة التي نشرتها وسائل إعلام مصرية، إن هذه الأنفاق تمثل تعزيزًا للعمق الاستراتيجي لمصر، مشيرة إلى أن أنفاق شرق بورسعيد تصل إلى شمال سيناء وتربط رفح شرقا بالسلوم غربا عبر الطريق الدولي الساحلي، وهو ما يضمن الربط بين المحافظات والموانئ والمطارات المصرية مثل منفذ السلوم البري وميناء جرجوب، ومطاري العلمين وبرج العرب، ومينائي العريش وشرق بورسعيد البحريين، ومزرعة غليون ومدينة الأثاث بدمياط.

أما عن أنفاق الإسماعلية التي تصل لوسط سيناء، فإنها تربط مدينتي السلوم وجرجوب الحدوديتين بالعوجة من خلال محور الضبعة والطريق الدائري الإقليمي وطريق الإسماعلية.

أما عن نفق الشهيد أحمد حمدي 2، فإنه يربط الحدود الغربية والقاهرة والمدن السياحية مثل شرم الشيخ، ومنها إلى الأردن والسعودية، وبناء على ذلك، أن هذا الربط الجغرافي بباقى الجمهورية وخلق شبكة من الطرق والمحاور التي تربط محور القناة بالمشروعات الجديدة الأخرى لا يساعد على تعظيم الاستفادة الاقتصادية نتيجة لنقل الأفراد والبضائع فحسب، بل أنه يساعد على تعزيز التواجد الأمني نتيجة للتوسع العمراني.

وأشارت الدراسة إلى أن هذه الأنقاق تؤدي بدورها إلى مد موجة التنمية لشبه جزيرة سيناء بجذب الاستثمارات بما فيها الاستثمار الأجنبى المباشر وإقامة المشروعات الاقتصادية فى الضفة الشرقية لمصر، وبالتالى تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على أى أطماع فى سيناء وكذلك، القضاء على أى مشاريع ترمى لنشر الفوضى وتفتيت البلاد.

ولفتت الدراسة إلى أن هذه الأنفاق لا تقتصر على كونها مشروعا لربط طرق فحسب، بل إنها نموذج لمشروع تنموى متكامل يراعى الجوانب الاقتصادية التى تؤثر بدورها على الجانب الاجتماعى والأمني.

وتتكون أنفاق بورسعيد من نفقي طرق اتجاه واحد (حارتان) ونفق سكك حديدية اتجاه واحد (مساران)، ومن المقرر أن تعبر الأنفاق تحت قناة السويس وتصل بالتالي إلى شبه جزيرة سيناء.

يشمل المشروع أيضا تنفيذ عدد من الطرق السطحية لوصل الأنفاق بشبكة الطرق القائمة وخدمة المشروعات المستقبلية في المنطقة.

وسيتم حفر قناة جانبية جديدة في البحر المتوسط للسماح بدخول وخروج السفن إلى شرق بورسعيد بعيدا عن القوافل المارة بقناة السويس.

وتقع مدينة الإسماعيلية في منتصف الطريق بين بورسعيد شمالا وقناة السويس جنوبا، وسيبلغ طول النفق الواحد في هذا المشروع حوالي 6 كيلومترات من غرب القناة إلى الاتجاه الشرقي إلى سيناء داخل نفقين للسيارات أحدهما متجه إلى شرق القناة، والآخر سيكون للعودة من سيناء إلى غرب القناة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى