قلت أرجع اعيش فيها .. بقلم نهلة سليم

المكان : دوسلدورف – المانيا
الزمان 27/8/2021
الظرف : تأثري ببعدي عن وطني مصر واقلاع جذوري منها فأردت أن اعود اليها وأنا علي قيد الحياة ولو حتي بكلماتي تلك

قلت إرجع أعيش فيها

قلت أرجع وألحق أعيش فيها

ومعملش زي غيري اللي كتب عايز اندفن فيها

مين اللي قال أني عشت بريها

دا في اي مكان اروحه روحي ساكنه فيها

والغربة زي المركب اللي في وسط البحر تحسبها من بعيد بشراع لكن تقرب منها متلاقي ولا شراع فيها

الغربة شفت فيها اللي محدش يقدر عليها

شفت كل شيء علي حقيقته حتي الأخ لاقيته

غريب مثليها

والعجيب إن الصديق الصدوق اللي تقابله فيها بيكون لك كل حاجة فيها

دي الغربة غربة واللي يفكر انه مش غريب يبقي بيضيع اللي باقي من عمره فيها

هو مفكر إنه سعيد وكيف سعيد والحب بقي مجرد كلمةً في أغنية من ألأغاني اللي سمعها في بلده وهي دي اللي بقت له منه ليتغني بيها

مفيش في الغربة حب فيها فيها لأخفيها

الحب بتشوفه مع أول خطوة علي ارض بلدك
بتشوف ناس بشوشه وشها بيضحك بتقول لك نورت بلدك . الحب بتشوفه في بلدك عند الناس اللي متعرفكش ومفيش مصلحة ليها

قلت ألحق اعيش فيها ومعملش زي غيري اللي ملحقش و كتب انه عايز يندفن فيها

بلدك مش مجرد وطن لا بلدك هي جدرك اللي قلعته من جذوره وحبيت تزرعه في ارض تانية
وياريت علي كدا وبس جنيت علي اولادك بزرع جدورهم فيها

وكل اللي انزرعوا في غير ارضهم لا طرح ولا جمع
فيها

الطرحة غريبة ملهاش أصل لأن أصلها انت وأنت اللي فرطت فيها

الغربة لها توب واحد هو توب ضياع الأصل
وعديم الأصل يشوفك لابسه يفكرك مثله هو معه حق ما انت وهو زي بعض غرباء فيها

الغربة اللي ضيعت حتى ذاتك فيها

لما بتنزل بلدك بتشعر إنك بتعود ليها

قلت ألحق وارجع أعيش فيها
دا مفيش زي الوطن اللي من غيره مثل السفينة
اللي ملهاش مينا