أزهار عبد الكريم تكتب:  الحب الكاذب !!!

كانت تقف في هدوء وثبات تنظر من خلال زجاج النافذة ولكنها كانت شاردة الذهن حين دخل إلى الغرفة واقترب منها في هدوء ووضع يده على كتفيها الرقيقة وهو يهمس لها معتذراً عم بدر منه في حقها لم أكن أقصد ما فعلت أرجوك اعتبريها نزوة ولن تتكرر وأخذ في الحديث إليها ولكنها لم تنطق بكلمة وكأن ما فعله أكبر من أن يداويه كلمة آسف وأن الجرح الذي في قلبها أعمق من أن يلتئم بمجرد بعض الكلمات. كانت تحدث نفسها أي منطق عجيب هذا الذي يتحدث به هل تصارحني بحبك لي وعدم قدرتك عن الاستغناء عنى في نفس الوقت الذي تعترف فيه بحبك لأمرأة أخرى يالأ هذه السخرية تملكها الجزع والألم والحزن ولكنها لم تجرؤ على الاعتراض ولم تجد املأ أو جدوى من الكلام فلزمت الصمت والعزلة وقلبها يتمزق حزناً.
استرسل هو في حديثه أنا لا أستطيع الاستغناء عنك فأنا أحبك وأحب عائلتنا.
اختنقت الكلمات في حلقها طويلاً تصورت لحظة أنها لن تقدر على نطق هذه الكلمة التي ستحطم قلبها حتماً ولكنها لم تلبث أن استجمعت حروف الكلمة وقالت في صوت مختنق ضعيف أريد الانفصال
تراجع في ذهول وقال في جزع أكيد أنت لا تدري ماذا تقولي
ولكنها أصرت على كلامها بل أعرف تماماً ماذا أقول.
نظر إليها نظرة طويلة تملاها الدهشة والحيرة ثم غادر الغرفة دون أن ينطق أي كلمة أخرى. في هذه اللحظة أحست أنها على وشك الانهيار فلم تعد تستطيع الوقوف فتهاوت فجأة على الأرض وكأن ساقاها عجزتا عن حملها فقد أرهقها الثبات الكاذب أرهقها الصمت الظاهري وضجيج الرأس الذي لا يهدأ أرهقها تجاوز أشياء أكبر من قدرتها على التحمل لأن الأمر مختلف هذه المرة فليست كل الجروح قابلة للشفاء….
دمت بألف خير وسعادة
تحياتي لكم جميعاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى