عالم بدون الوان .. قصيدة للشاعرة فاطمة الزهراء الحقوني

كنت أسقيها كل يوم ببعض مني،
بروح الزهر، والحب والتمني،
كنت أشدو لها أحلى الألحان،
وأترنّم لها من الوجدان،
كنت أزخرفها بالفيروز، الزمرد والمرجان،
حتى تكون الأسنى في كل الأزمان،
كان لكل وردة فيها اسم وعنوان،
جوري، عنبر، نرجس وأقحوان،
لكن الأقرب إلى مهجتي كانت بدون عنوان،
كان لها الحظ الأوفر من الإعزاز والهيام،
كانت تضيء حدقيتي وتثمل وجداني بسحرها الفتان،
لكن حبور صدري لم يُكتب له الدوام،
حيث العشق والغرام أصبحا في خبر كان،
تكسرت مزهريتي فتكسرت معها كل الأحلام،
خانت العهد فوخزت الفؤاد برمح الآلام،
جلست القرفصاء أمام ما تبقى! مقفقفة بدون كلام
حينها علمت أنه توارى زمن الوفاء و حل محله الخذلان،
جمعت ما تبقى من الورود فزرعتها في أبعد بستان،
إلاّ خليلتي ذبلت، فدفنتها في مقبرة الأحزان،
ودفنت معها بعضا مني أو كلِّي، لم أعد أعر الاهتمام،
منذ ذلك الحين، وأنا أعيش في عالم بدون ألوان،
كانت تلك قصتي بدون زيادة أو نقصان،
أطفىء اليوم شمعتها الأولى، فأنا لا أجيد النسيان
لا أدري، هل أشعل شموعا أم نيران؟
أم أحتفل فقط في الظلام !!
فالنور والعتمة بالنسبة لي سيان،
هذا المساء سأشرب من كأس الحنين والأشجان،
وأغفو لأحقق بقايا أحلامي في المنام،
حيث أنسج خيوط الأوهام !
بدون كلل ولا ملل ولا هذيان.
مزهريتي كانت حياتي، وزهرتي كانت ربما شخصا، شيئا أو مكان،
لم يتبقى لي منها سوى حروفها المتجذرة في اسمي “زهراء” والمحفورة في قلبي الولهان.
كل عام وأنا ماقتة للزهر ووفية الأحزان.
نامي يا “أنا” لقد أتعبك غدر الزمان،
نامي فلترقد روحك في سلام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى