هجمات “11 سبتمبر”.. 20 عاما مضت والحرب “باقية وتتمدد”
20 عاما مضت على أحداث غيرت وجه العالم، ورسمت مسارات سياسية جديدة، حتى باتت خطا فاصلا بين ما قبلها وما بعدها.
فهجمات تنظيم “القاعدة” التي أدمت أمريكا في مثل هذا اليوم قبل عام 2001، كانت بداية سلسلة من الأحداث التاريخية المتسارعة، بينها الغزو الأمريكي لأفغانستان، فيما يعرف بالحرب ضد الإرهاب.
لكن الذكرى العشرين لهذه الهجمات تثير سؤالا مهما حول نهاية الحرب ضد الإرهاب، بقدر ما تثير أحزان أقارب الضحايا والناس حول العالم.
ماذا حدث؟
وتفصيلا، شن 19 إرهابيا في 11 سبتمبر/أيلول 2001، هجمات انتحارية منسقة بـ4 طائرات مدنية مخطوفة، اخترقت اثنتان منها برجي التجارة العالمي في نيويورك.
الطائرة الثالثة ضربت -بعد ساعة من انهيار البرجين- وزارة الدفاع (البنتاجون) في فيرجينيا. أما الرابعة وهي من نوع بوينج 747، فكانت في طريقها إلى العاصمة واشنطن لكنها تحطمت في حقل بشانكسفيل غربي بنسلفانيا.
على الفور أخلت وزارتا الدفاع والخارجية وكما أخلى أيضا البيت الأبيض والسكان والعمال من جنوب منهاتن، ووضعت القوات المسلحة الأمريكية في أعلى حالات التأهب.. لكن كان ذلك بعد أن أصيب بالفعل أكثر من 6 آلاف شخص وقتل 3 آلاف آخرين، فضلا عن خسائر مادية قدرت بـ10 مليارات دولار.
وبعد أيام أصدر الكونجرس قانونا يخول الرئيس باستخدام القوة ضد كل من ساعد وخطط ونفذ هذه الهجمات، واتهم الرئيس الأسبق، جورج بوش، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن بالمسؤولية عن الهجمات، وطالب حركة طالبان التي كانت تسيطر على أفغانستان بتسليمه وطرد التنظيم.
رفضت طالبان تسليم بن لادن فبدأت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بغزو أفغانستان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2001، في حرب انتهت بهزيمة طالبان في في شهرين فقط.
وفي 11 فبراير/ شباط 2008، وجهت وزارة الدفاع الأمريكية الاتهام للباكستاني الجنسية خالد شيخ محمد و4 آخرين من “القاعدة” بتنفيذ هجمات “11 سبتمبر”.
وبعد 10 سنوات من المطاردة، وبالتحديد في الثاني من 2 مايو/ أيار 2011، قتلت فرقة كوماندوز أمريكية خاصة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مجمع بمدينة أبوت آباد الباكستانية.
رقعة تتمدد
ورغم كل هذه الأحداث وتحقيق الولايات المتحدة كثير من النجاحات في مسار الانتقام من منفذي هجمات سبتمبر، إلا أن الحرب ضد الإرهاب لم تنته بعد، وفق مراقبين.
وفي هذا الإطار، كتب الكاتب الأمريكي، مارك لاندلار، في مقال بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم السبت “عندما أخبر الرئيس جو بايدن الشعب الأمريكي في 31 أغسطس/آب الماضي، أن آخر طائرة شحن غادرت كابول، منهية عقدين من المغامرة العسكرية الأمريكية في أفغانستان، دافع عن الخروج ببيان بسيط: لن استمر في هذه الحرب إلى الأبد”.
وتابع “مع ذلك تستمر الحرب، فبينما قام بايدن بإنزال الستار على أفغانستان، كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) تعمل بهدوء على توسيع قاعدة سرية في عمق الصحراء، حيث تدير رحلات بطائرات بدون طيار لمراقبة مقاتلي “القاعدة” و”داعش” في ليبيا، وكذلك المتطرفين في النيجر وتشاد ومالي”، على حد قوله.
وأضاف “كما استأنفت القيادة العسكرية في أفريقيا الضربات بطائرات بدون طيار ضد حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة في الصومال، وتدرس وزارة الدفاع الأمريكية ما إذا كانت سترسل العشرات من مدربي القوات الخاصة إلى الصومال لمساعدة القوات المحلية في محاربة التنظيم”.
ومضى قائلا “حتى في كابول نفسها، كانت الضربة الأمريكية بطائرة بدون طيار لمخططي الهجوم على مطار المدينة الشهر الماضي، تنذر بمستقبل العمليات العسكرية ضد “داعش” في أفغانستان”.
هل انتهت الحرب؟
الكاتب الأمريكي قال أيضا في مقاله “بعد عشرين عاما من الهجمات الإرهابية في سبتمبر 2001، لا تظهر ما يسمى بالحرب على الإرهاب أي بوادر على الانتهاء”.
وتابع “أنها تتلاشى أحيانا، وتقف إلى حد كبير في الظل وخارج العناوين الرئيسية، وتندلع أحيانًا وبشكل مفاجئ، كما حدث في عام 2017، عندما نصب مسلحو “داعش” كمينًا لجنود أمريكيين ومحليين خارج قرية في النيجر، مما أسفر عن مقتل أربعة أمريكيين”.
واستطرد قائلا “الحرب ضد الإرهاب دارت فصل عديدة منها سرا، وبمشاركة شركاء حول العالم، وطالت أماكن بعيدة مثل منطقة الساحل أو القرن الأفريقي”، مضيفا “الخسائر الأمريكية، في معظمها، محدودة”.
وأضاف “النجاح لا يقاس بالاستيلاء على عاصمة أو تدمير قوات العدو، ولكن بتفكيك التنظيمات قبل أن تتاح لها فرصة ضرب أراضي الولايات المتحدة أو مصالحها الخارجية مثل السفارات والقواعد العسكرية”، متابعا “وفقًا لهذا المقياس، كما يقول خبراء مكافحة الإرهاب، كانت الحرب على الإرهاب ناجحة، لكنها لم تنته بعد”.