نهلة سليم تكتب : رسالة إلي بشار الأسد

كنت أظنك فقط جنيت علي الشعب السوري العظيم وذلك بالجرائم التي ارتكبتها في حقه ولكنك في الواقع جنيت علي نفسك أنت لأنه بيدك اخرجت شعباً طيبَ الأعراقِ بمرتزقة سيخلعوك من كرسيك أينما شاءوا

كيف تفرط في هذا الشعب الدؤب الذي لا يعرف للهزل طريقاً كيف تفرط في شعب الذي إذا ذهب لجهنم جعلها برداً وسلاماً وذلك بعمله المخلص وعشقه له وبهذا العمل يستطيع أن يعيش في بلاد الهند والسند ويخلق مئات الدول يستطيع أن يعلق علي بابها كلمة سوريا لأن سوريا هي الشعب وليس الأرض و لأن الوطن هو بناسه ودون الناس لا يكون وطن والناس طالما متواجدة فهي التي تخلق الوطن لأن الوطن يعيش بناسه وليس برئيسه يابشار سواء كان مختاراً من شعبه أو مزور انتخاباته

يا بشار هل تعقل ما اقوله لك يا من ترك لك والدك الحكم فكيف لك أن تنزع ثروتك من بين يديك ثروتك هي الشعب الذي ذهب وغادر لبلاد العالم ونجح نجاحاً لا يضاهيه نجاح ولا يضاهيه سلطة لأنه هو السلطة وهو السلطان

لا تتعجب من أمرأة مصرية اكتب لك هذه الكلمات فتلك المرأة تعيش بألمانيا لأكثر من ربع قرن من الزمان كانت تسمع عن شطارة الشعب السوري وهنا لا اقول شعبك لأنك لا تستحق تلك الكلمة

لكنني عند الأزمة بسوريا وخروج الشعب بجميع طوائفه رأيتهم جميعاً بكل دول العالم وخاصة في البلدين الذي تنتمي اليهم وهم مصر وألمانيا وجدت الفنان السوري الذي لم نكن نسمع عنه لأنك كان سجينك هذا الفن الأصيل الذي كان دفين البلد اليوم اصبح كالعصفور الذي انطلق من محبسه ليغرد بأعذب الألحان ويسعد كل من له علاقة باللغة العربية وفنها الأصيل لم ارى في حياتي كل هذا الكم من الفنانين في ببلدات صغيرة يتمتع اهلها بالحس الفني المرهف الراقي والموهبة الفزة

لقد اسعدوا العالم بفنهم فأحترمهم

رأيت اصحاب المطاعم والأكلات التي ليس لها وجود في الحياة وذلك من طيب طعمها وزوقه وجماله
رإيت من يصنعون الحلوي السورية التي فاقت مكانتها أماكن الحلوي الفرنسية والايطالية

رأيت العامل والطبيب والإعلامي الحر رأيت الإصرار في عيون الشباب والفتيات والشيوخ والكهول رأيت الأسر المترابطة والتي واجهت التيار واتخذت من عزيمتها شراعاً لتواجه به غدر الأمواج العاتيه حتي تصل لبر الأمان لأنها تعي جيدا إن وصولها لأي بر حتي وإن كان براً مهجوراً سيصبح جنة علي يدها

لا اخفي عليك وانت سيد العارفين الدولة التي أجمل جنسيتها الألمانية تلك لم تكن بالدولة المعتوهه لكي تفتح ابوابها لمليون شخص سوري يعيش علي ارضها وينجب ويكون اسر بل يكون دولة اخري فهي قبل ان تفتح ابوابها درست نوع هذا المواطن وما ذا يريد من الحياة وجدته يريد فقط العمل وأن يعيش هو وابنائه بسلام وأمان فهو لا يتدخل بالسياسة ولا يعنيه شيءٍ من هذا الكون غير العمل فقررت علي الفور أن تفوز بهذا الكنز الذي آتي لها من البحر والبر والجو هذا الكنز الذي فرطت انت به ويالك من إنسان لا يعرف الفرق بين الجمرة والحمره . لكن كل الذي أريد أن ابشرك به يابشار
أن الشعب السوري اصبحت له سوريا في كل وطن يعيش فيه أما أنت فأنت تعيش علي أطلال تظن إنها سوريا الوطن لا سوريا الوطن قد رحل وما بقي منه غير الأرض المنزوع منها انفاسها وروحها وجمالها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى