جورج قرداحي.. وزيرا للإعلام في الحكومة اللبنانية الجديدة
الأمة – بيروت:
لم يخفِ الإعلامي اللبناني جورج قرداحي، يومًا، إعجابه بالرئيس ميشال عون والعلاقة الشخصية التي تجمعهما، ويبدو أن تلك الصداقة مهدت لتسلمه حقيبة وزارة الإعلام في بلد يمكن بسهولة ملاحظة التصنيف الطائفي لإعلامه، كما هي الحالة بالنسبة لمشهده السياسي.
وعلّق الكثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على تعيين قرداحي وزيرًا للإعلام بعبارة ”من سيسرق المليون“، في تحوير لاسم برنامحه الشهير ”من سيربح المليون“، وفي إشارة ضمنية إلى أن قرداحي انتهز صداقة الرئيس ليحظى بمنصب رفيع.
في برامجه الكثيرة التي أطل من خلالها على الجمهور العربي أظهر قرداحي ”كاريزما خاصة“، وحاز ”نجومية إعلامية“ قد تسعفه، بحسب متابعين بتلميع صورة الإعلام اللبناني الذي تشتت خلال السنوات الأخيرة على وجه الخصوص، إلى فرق، وجماعات، ومذاهب، تعكس التركيبة الطائفية للبلاد.
ومن المعروف أن الإعلام اللبناني يتحلى بالجرأة، ومساحة واسعة من الحرية قياسًا إلى الإعلام العربي ”المكبل“، بقائمة لا تحصى من الأوامر والنواهي، بحسب المتابعين، بيد أن الجرأة لوحدها قد لا تكون كافية، لصنع إعلام يعبر عن هموم وأحلام اللبنانيين، ومن هنا يرى المتابعون أن المهمة التي تنتظر الوزير الجديد شاقة، إذ يتحتم عليه تكريس لغة إعلامية عابرة للطوائف والمذاهب.
ورغم أن الشهرة الواسعة التي حظي بها ”قرداحي“ جاءت من الإعلام، ومن الشاشة تحديدًا، إلا أن الطموح السياسي بقي أمنية لديه، يعلن عنها تارة، ويضمرها، تارة أخرى، ففي العام 2013 أعلن ترشحه للانتخابات النيابية عن منطقة كسروان، قبل أن ينسحب منها بسبب القانون الانتخابي.
وآنذاك، أعرب ”قرداحي“ عن تعففه حيال السياسة، وقال في نبرة حاسمة: ”أنا غاضب، وعاتب، وخائب الظنّ، بالمواضيع السياسية، والانتخابات النيابية، لكن في النهاية لست بحاجة للنيابة“، لكنه عاد بعد نحو 8 سنوات، من ذلك التصريح، إلى إغراءات المنصب السياسي، ليتسلم منصبًا أرفع من مجرد مقعد نيابي.
وقضى ”قرداحي“ سنوات طويلة في مضمار العمل الإعلامي كمذيع ومقدم برامج على الشاشة، وكان أشهر برامجه ”من سيربح المليون“ قد نال شهرة عريضة، كما عمل في قناتي أبو ظبي و“أو س ن“ الإماراتيتين، حيث قدم مواسم عدة من برنامج ”المسامح كريم“ الذي قدم شكلًا مختلفًا للبرامج التلفزيونية، وكسر قوالبها الجامدة.
كما ظهر ”قرداحي“ في قنوات تلفزة مصرية قبل أن يمد جسور التواصل مجددًا مع قناة ”إم بي سي“.
ووفقًا لتقارير لبنانية فإن ”قرداحي“ تلقى خبر تعيينه وزيرًا للإعلام في الطائرة التي كانت تقلّه من مدينة لشبونة، عاصمة البرتغال إلى دبي، بعد الانتهاء من احتفال بالذكرى الـ 30 عامًا لتأسيس قناة mbc في لشبونة.
وهو مقرب سياسيًا من رئيس تيار ”المردة“ سليمان فرنجية، ولا يخفي تأييده للرئيس السوري بشار الأسد.
نبذة
وُلد جورج فؤاد قرداحي في فيطرون، قضاء كسروان، لبنان، في الأول من أيار 1950، وهناك أمضى سنوات طفولته، ولاحقًا درس العلوم السياسية والقانون في الجامعة اللبنانية.
وبدأ ”قرداحي“ باكرًا العمل الإعلامي عندما كان طالبًا جامعيًا، وحصل على العديد من الشهادات في دوراتٍ تطبيقية، ودبلوم في الإعلام المقروء، والمسموع، والمرئي، من معهد لوفر في فرنسا.
ويتقن ”قرداحي“ اللغات: الإنجليزية، والإيطالية، والفرنسية، بالإضافة إلى لغته الأم العربية، التي يتقنها إلقاء ونطقًا على نحو محبب وبسيط، كما تبدو في برامجه المتنوعة.
وفي بداية مشواره عمل ”قرداحي“ مع جريدة ”لسان الحال“ العام 1970، ثم انتقل إلى تلفزيون لبنان في العام 1973، ليعمل مقدمًا للأخبار والبرامج السياسية، وانتقل بعد ذلك إلى إذاعة مونت كارلو، حيث عمل فيها معدًا ومقدمًا للبرامج الإذاعية السياسية، واستمر في تقديم الأخبار حوالي 12 عامًا بين 1979 – 1991.
وبعد ذلك عمل جورج قرداحي في منصب سكرتير تحرير أول، ثم رئيس تحرير، لإذاعة مونتي كارلو، ثم انتقل إلى إذاعة ”MBC.FM“ في لندن في العام 1994 .
ورغم هذه المسيرة الإعلامية الحافة، إلا أن الشهرة دانت له العام 2000 حين انتقل لتلفزيون ”إم بي سي“ وبدأ برنامجه الأشهر ”من سيربح المليون“، وهو برنامج للمسابقات والثقافة العامة، استمر عرضه مدة 3 سنوات، ونال شهرةً لا مثيل لها.
وانتقل ”قرداحي“ بعدها إلى قناة LBC اللبنانية، ليقدم برنامجه الجديد ”افتح قلبك“، في العام 2004، ولم يلبث أن عاد إلى محطة MBC من جديد، وأعاد إحياء برنامجه الشهير، لكن مع جائزة مضاعفة ليصبح اسمه ”من سيربح المليونين“. انتقل جورج قرداحي بعد ذلك إلى برنامج آخر بعنوان ”التحدي“ في العام 2006.
ومن خلال تميزه في تلك الفترة حصل على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة ”الميركس دور“ كأفضل إعلامي في العالم العربي للعام 2007.
وحصل على لقب سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للبيئة.