معاذ الكساسبة لم يحترق .. بقلم: الشيخ سعد الفقى


 الشيخ سعد الفقى

لم يمت الطيار الأردنى معاذ الكساسبة ولكن نحن من أحترقنا، وإن كنا أحياء نمشى على الأرض، الموت واحد وإن تعددت الأسباب، رأيناه وهو يحترق، إلا أنه فعلا وقوﻻ باق فى نفوسنا حى عند ربه فهو من الشهداء الذين ﻻ خوف عليهم وﻻ هم يحزنون.

 من قبل حاولوا إحراق خليل الله إبراهيم وكانت النار بردا وسلاما على جسده، وهكذا معاذ لم يحرق فقد احترق كل من حوله.

 مات شامخاً جسوراً وهو يقابل حكم الأوغاد، رأيناه مرفوع الرأس، عالى الهامة، لم يطلب منهم أن يوارى وجهه.. وكانوا هم الجبناء.. أصابهم الذعر وهم يقفون أمامه .. إيمانه بقضيته وعزيمته. كان هو الأقوى، وهم الضعفاء كالجرزان .. تواروا خلف الأقنعة.. ورفضوا الكشف عن هوياتهم ووجوههم..

مرات عديدة كنا نرى ما يسمون بالإسلاميين وهم ينهارون عند أول طامة تصيبهم، بل منهم من تبول على نفسه كالأطفال عندما كان ينفذ فيهم حد القصاص، بل منهم من فقد صوابه وأصابه الذعر عندما تم الإمساك به.

والحكايات عنهم كثيرة وموثقة، ورأينا بأم العين قادتهم وهم يتخفون فى ملابس النساء أو الحرمات وﻻ فرق؟! وماحدث من مرشد الإخوان محمد بديع عندما تم الإمساك به وهو يلبس النقاب، وعلى وتيرته رأينا صفوت حجازى وهو يقسم بأغلظ اﻻيمان أنه برىء براءة الذئب من دم ابن يعقوب من الجرائم التى يرتكبها المجرمون أمثاله.

 معاذ الكساسبة، لم يحرق ولم يمت بل هو فى مكانته التى حظى بها فى السماوات العلى.. حظى بشرف الشهادة وقد حرمنا منها بل هو من سيكون شفيعا لنا يوم ﻻ ينفع مال وﻻ بنون إﻻ من أتى الله بقلب سليم.

 فهنيئا له وياحسرة علينا جميعا، حكاما وشعوبا، الذى خدم الإسلام هو معاذ عندما قرر طواعية المشاركة فى القضاء على من شوهوا الإسلام ومن عبدوا الله على حرف.

 ومن قبل كان الشهيد صدام حسين..لم يكسر ولم ينهزم حتى وهم ينفذون فيه حكم الإعدام.. المرجفون من حوله كانوا جبناء .. وكان هو قويا شامخا ..وهو من رفض وضع غطا الرأس فوق وجهه..

ليعلنها للقاصى والدانى أن الرجال ﻻ يتوارون وﻻ يهربون عند المنازلة، أمثال الكساسبة وصدام حسين هم الشهداء فعلا، لأنهم من ضحوا بأرواحهم من أجلنا، من أجل الحياة والسكينة التى يجب أن تسود العالم بأسره وحتى ﻻ نقع فى قبضة هؤﻻء الأوغاد، لم ينزو أحدهما ولم يتراجع عما آمن به وما استقر فى وجدانه وأن ما قام به هو الحق.. والحق أحق أن يتبع ..

 «معاذ الكساسبة» لم يحرق.. ولكن أنا وأنت من احترقت أكبادنا وخارت قوانا… عندما تراخينا وانزوينا وعجزنا عن نجدته.. هو وغيره… متنا وإن كنا أحياء نمشى على الأرض.. الأوغاد يقتلون أوﻻدنا فى مصر والعراق وفى سوريا … والأحكام بالجملة صدرت فى حقهم وﻻ تجد طريقا للتنفيذ.. لم ينفذ منها حكم واحد يشفى غليلنا ويريح قلوبنا ويهدئ من روعنا، أكثر من ألف حكم قضائى حضورى صدر بحق الأوغاد، ومازلنا نمهلهم الفرص للإفلات من العقوبة، وقد تعلمنا وعلمونا أن العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص، فماذا دهانا .. اقتلعوا الأخضر واليابس .. قتلوا النساء والشيوخ والشباب والصبية، ومازلنا نقدس قرارات الأمم المتحدة وندوس على أحكام الله عز وجل … فإلى متى، قلنا ومازلنا إن المحاكمات العسكرية هى الحل، ومازال حملة المباخر يقولون.. حقوق الإنسان وبئسما يقولون.. فلتذهب حقوق الإنسان إلى الجحيم وليذهب المروجون لها.. إذا أصبح الجانى هو الضحية …للمرة المليون «معاذ لم يحرق» ولكن نحن من ننتظر نارا حامية ستلفحنا جميعا ..

 وننتظر إحراقا أكبر يوم تنشر الصحائف والكتاب ﻻ يغادر صغيرة وﻻ كبيرة إﻻ أحصاها …والله سائلنا … لماذا تقاعستم عن إنقاذ «معاذ الكساسبة» .. فماذا نحن قائلون؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى