أحمد شاه مسعود.. بقلم: طه خليفة

 

طه خليفة

أحمد شاه مسعود (الابن)، ليس فيه من أبيه الراحل أحمد شاه مسعود شيئ، بل هو يمتلك عقل عصفور، أو أقل من ذلك..

كانت أمامه فرصة للتفاهم والتفاوض مع طالبان لانتزاع مطالب وامتيازات له ولفصيله السياسي والعسكري وللشعب الأفغاني في ترتيبات الحكم، والحركة في سعيها لتقديم صورة جديدة لها أمام العالم كانت على استعداد لتقديم تنازلات مهمة لقوى وادي بانجشير الذي استعصى عليها خلال فترة حكمها الأولى لأفغانستان (1996-2001) .. لكن يبدو أن هناك من ربط رأسه وأدخل في عقله أنه يمكن أن يكون زعيم أفغانستان الذي تدعمه قوى الجوار والتخوم والأمريكان والاتحاد الأوروبي ويشكل شوكة عصية في خاصرة طالبان وإماراتها الجديدة أو يكون هو البديل الكامل لها في المستقبل ..

حسابات خاطئة، لم تستوعب المتغيرات الإقليمية والدولية الجديدة ولم تفهم أن طالبان تحكم سيطرتها على البلد وتحظى بدعم كامل من الروس والصينيين والباكستانيين والإيرانيين عبر تفاهمات تمت منذ ما قبل بدء الانسحاب الأمريكي المخجل ، ولم يستوعب أحمد شاه الابن المراهق أن طالبان هزمت الأمريكان والنظام الأفغاني التابع لها الذي ظهر أنه أوهن من بيت العنكبوت وهذه الإهانة التي لحقت بالأمريكي هى فائدة لصالح الروسي والصيني والإيراني وهى القوى التي تعاديها أمريكا.

الحقت طالبان بالأمريكان عاراً كانت تريده روسيا والصين وإيران فهل تراهن هذه الدول على حاكم ولاية طفل أم على طالبان القوة الكبرى المهيمنة على أفغانستان كلها؟.

هذا الشاب المتهور يجعل الذاكرة تستدعي إخوان مصر عندما كانت السلطة في أيديهم وأخفقوا في الحفاظ عليها .. ثم فقدوها وأخفقوا في الخروج الآمن .. ثم عارضوا وأخفقوا في العودة كما كانوا يزعمون .. ثم بعد 8 سنوات يخفقون حتى في تحسين شروط السجن.

السياسة فرصة، إذا تبددت، فلا تشتكي من المغارم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى