عبير المعتز تكتب: ذكريات مفقودة للحظات

عندما يأتيك شعور غريب وغير طبيعي بأن هناك شيئ
ما سيحدث عليك ألاتتجاهله وأن تتعامل معه بجدية لان الانسان لديه غريزة فطرية تنبهه قبل اقتراب الخطر !
هنا لابد ان نقف تاريخيًا مع حتة مرضية متعبة، عندما حدد الطبيب النفسي الألماني ألويس ألزهايمر أول حالةٍ لتشخيصه لهذا المرض، لدى امرأةٍ تبلغ من العمر 55 عامًا تُسمى آغسته ديتر حيث تتبع حالتها حتى توفيت عام 1906، وحين ذلك أبلغ عنها علنًا لأول مرة، لذلك سُميَّ المرض باسمه.
لا اعتقد أن الذكريات لا تحمل في طياتها الكثير من الألم والسعادة، فالتأمل العميق في داخل الذكريات يصيبك باحساس يجعلك فجأة تبتسم وفي نفس الوهلة تتغير ملامحنا وتتسارع نبضات القلب شغف وتاره خوف.
مع مرض ألزهايمر تفد أغلب مشاعر الحاضر وتعيش ما مريت فيه في الماضي فالذكريات تعيشها بشعور غريب بعد رحلة طويلة مع أحداث الحياة.
كان في الماضي عندما يدخل الشيخوخة الأنسان يبدأ بالتركيز على أحداث مرت في حياة كانت من الزمن البعيد، عندما كان المجتمع يطلق عليه (عجوز مخرف)وبعدها بفتره لا تتراوح سنوات قليلة يرحل ويتحدثون من تعايشوا معه انه كان يتذكر من هم رحلوا وذكريات مضت.
بعد اكتشاف مرض ألزهايمر عُرف انه يصيب بعض الاشخاص بعد مرور احداث كثيرة واغلبها ضغوط صعبة في تاريخ المريض،
على اعتقادهم انهم يهربون في مرحلة معينه وعدم القدره على تحمل الصعاب.
من منا لم يتذكر مراحل مرت في حياته ويتمنى عودة الزمن.
ألزهايمر في مرحلة من مراحل الحياة نحن نتمناه لمحوا أحداث الحاضر المتكدسة بالصعاب وتارة بالفرح.
مع التطور والابحاث المتعمقة في التقدم العصري في حياتنا الكثير يحلم بالعودة للماضي دون خرف.
هل احداث الماضي تؤثر على صنع المستقبل ؟
نعم الحاله النفسية والصعوبات تعد من اكثر الاشياء التي لا يستطيع الجهاز العصبي تحملها
لذلك يُصنف مريض ألزهايمر انه مريض نفسي وعصبي.
الانسان مخلوق ضعيف تجبره مشاعره لتحمل ماهو فوق عن طاقته، لذلك نجد الدعاء الانساني للخالق عز وجل فيه بلاغه كبيرة وتفهم من الخالق بحال الانسان قال تعالى: ( رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ) .
لذلك نحاول قدر المستطاع ان لا ندع من الاحداث تكون مليئة بفروقات في تلاقي مشاعرنا وتضاربها فنصبح ضحية مرض يجعلنا لا سمح الله ذكرى مؤلمة وشفقة من أقرب الناس.
فمريض ألزهايمر يعيش احداث مختلفة ولا يذكرها ولكن من هم أهله وذويه الذين يراعونه بحب وإحساس الوفاء يتألمون لإدراكهم صعوبة الحالة التي يعيشها.
المشاعر الصادقة تجعل من أشد الصعاب أحداث ذكراها يسعد القلوب.
وهنا لابد ان احيي واشيد بالدور الهام الذي تلعبه الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر كونها تدعم رفع مستوى الوعي العام بمرض ألزهايمر وتحسين المستوى الصحي والمعيشي وتقديم الدعم والمساندة لمرضى ألزهايمر وتقديم الدعم والمشورة لعائلات المصابين ومن يقوم برعايتهم، وهذا تلمس ومعايشة للواقع والصعاب، مما يجعل هذه الجمعية هامة للمريض بالمقام الاول ولأهله الذين يعيشون المعاناة الأكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى