د.حازم قشوع يكتب : نيويورك والمنازل السياسية
يتكون ييت القرار الاممي من مستويات طبقية ثلاثة مركبة فوق بعضها البعض بطريقة سياسية هرمية وهى مرتبطة بطريقة نسبية ببعضها البعض بروابط امنية ومحددات استراتيجية حيث تدور بفلك بعضها بشكل كونى محدد وضمن سياق فيه من التشابك المنفعي كما فيه من المحددات المعرفية الامنية منها والعسكرية والعلامات الانتاجية والدول فى اطار هذه المنظومة السياسية.
تتغير منازلها تبعا لمساحة نفوذها بواسع قدرة امتلاكها للعلوم المعرفية ويمتد زمن وجودها فى اية منزلة من واقع اتساع قدرتها الذاتية وكبر بسطها عن مقامها.
واما المنازل الثلاثة فما زالت تندرج بين المنزلة العليا والرتبة الثانية والعتبة الدنيا وترتقى بمدى قدرتها على الولوج للمنزلة الاعلى فهى تعرف بالمنازل السياسية بحيث تقف عليها المجتمعات من واقع دورها المرتبط بمقدار امتلاكها للقوة الاستراتيجية والمعرفية والانتاجية او جميعهما معا وترتقي منزلة هذه المجتمعات كلما توسعت ظلالها من دور العيش بالظل الى ظور اعلاء البنيان وتكوين الظل الذاتي القادر على ترسيم الحماية الذاتية على اية حسابات تفرضها النماذج الموضوعية المحيطة بواسع قدرتها على الانتقال من خانة المتلقى الوظيفي الى طور الفاعل الرادع ومن ثم المقرر الضابط حيث تعرف العتبة الاولى من منازل بيت القرار بالعتبة الاقرارية بينما تعرف الثانية بالرتبة التقريرية وبينما توصف المنزلة الثالثة او المنزلة العليا بيت القرار وعنوانه.
واما العتبة الاولى فى المنازل السياسية فهى العتبة المناطقية حيث تكون ذات تاثير محدود وهى فى الغالب ما يصف دورها بدور المتلقي حيث يكون دائما بحاجة لحماية ورعاية وعناية واما الرتبة الثانية ذات المستوى الاعلى فهى بحاجة الى رعاية وعناية دون حماية لذا تعرف بالدول الاقليمية المحورية القادره لتظل غيرها بعامودها الذاتى وفى اطارها المحيط والتى غالبا ما تكون قادرة على حماية منظومة تحالفاتها الاقليمية لكنها تبقى تدور فى رحى احد اقطاب الدول المشاركة فى بيت القرار طلبا للرعاية المعرفية او للعناية الاقتصادية.
واما منزلة بيت القرار والتى تكونها الاقطاب الدولية فهى منزلة ما زالت غير مستقرة بالاستدلال التاريخي فهى منزلة كانت مددها تطول الى قرون ما قبل الحرب العالمية الاولى لكن ما بعدها فلقد فلقد جاءت متأرجحة حيث تناوب على بيت القرار العالمي بريطانيا وفرنسا وبعد الحرب العالمية الثانية جاءت امريكيا والاتحاد السوفيتي وبعد انتهاء الحرب الباردة تشكل الاتحاد الأوروبي وكان جنبا مع الولايات المتحدة فى بيت القرار العالمي لكن سرعان ما افل نجم هذا الاتحاد بعد ما تم اضعافه الى درجة التفكيك فى عهد الرئيس ترامب عندما تعاون من روسيا لتحديد نفوذه فى موقعة اوكرانيا وكرواتيا وعمل للاستعاضة عنه وعن منظومة الامم المتحدة وتركيبتها الحالية التى امتدت من بعد الحرب العالمية الاولى بمنظومة العرق الابيض التى كان يراهن على تكوينها من بريطانيا وكندا واستراليا ونيوزلاندا اضافة للولايات المتحدة وكذلك قام باستفزاز الصين عندما عمل على تغيير مكانتها فى بيت الاقتصاد الانتاجي من مركزية صينية الى مركزية هندية هذا اضافة الى فتح باب واسع لنماذج من الهيمنة الاسرائيلية فى المنطقة وهو ما ادى الى خسارة الولايات المتحدة لروافع جيوسياسية هامة حتى فى هذه المنطقة عندما قام تفكيك المنظومة العربية عندما جعلها تعيش واقعا مازوما عندما ساعدت سياسته بتنامي درجة نفوذ ايران وتركيا فيها ولقد ادت السياسات لتحويلالمنازل السياسية فاخذ الاتحاد الأوروبي بدور الحياد وحول الاتحاد الروسي من منزلة حليف الى طور حياد وقام بحويل الصين الى منزلة التضاد.
الامر الذى ادى الى فقدان الولايات المتحدة للروافع الاستراتيجية المكونة لدعائم حضورها على الساحة السياسية وهو ما جعل من الرئيس بايدن القيام برفع شعار جديد يقوم على عودة امتلاك امريكا لزمام الامور وفق شراكة حقيقية فى السياسية الخارجية وهو ما يعمل عليه الرئيس بايدن ويقوم على اصلاحه ويعمل على استدراكه ومن خلال اعادة ميزان نظام الضوابط والموازين الاستراتيجية وهى الجملة المتغيرة التى سيقوم بتحديد ابعادها فى اول لقاء دولى يجمع العالم فى البيت الاممي فى نيويورك الشهر الحالى الامر الذى يجعل من لقاء الجمعية العمومية السنوي لهذا العام يحمل رؤية مستقبلية ذات ابعاد استراتيجية يمكن البناء عليها.