المستقبل المسروق.. وزواج القاصرات
كتبت – أزهار عبد الكريم
احل الله سبحانه وتعالى النكاح وحرم السفاح وأوجب على ولي الأمر أن ييسر الزواج لسد باب الفتن للرجل و النساء ودعا النبى (صلى الله عليه وسلم) معشر الشباب للزواج وكان سنه من سنن النبى صلى الله عليه وسلم وترك الأمر متروكا لعادات وظروف المكان والبيئة والزمان بشرط استطاعته الفتاة جسدياً على تحمل المعاشرة الزوجية
ولكن ما يحدث خلاف ذلك وكأن الفتاة سلعه تباع وتشترى ولا تملك حق الأعتراض أو حتى الأستمتاع بطفولتها البريئة واختيار كيف تعيش حياتها وترسم مستقبلها فينزعوا منها حياتها ويغتصبوا طفولتها ويجردوها من أبسط الأشياء وهى اختيار شريك الحياة فيقوم ولي الأمر بهذا نيابه عنها .
ظاهره زواج القاصرات ظاهرة اجتماعية فى منتهى الخطورة ومنتشرة فى كل دول العالم وليس فى المجتمعات العربية والإسلامية فقط ولا تقتصر على الدول النامية ولكنها تختلف فى نسب الانتشار والشيوع .
يلج الآباء إلى تزويج بناتهم فى هذا السن الصغير فى المناطق الريفية ومناطق النزاع بسبب الحروب والهجرة والفقر والأميه من أجل تقليل عدد الأسرة خاصه إذا كان عدد البنات لديهم كثير وأن الأباء يلجؤون إلى تزويج بناتهم صغاراً للتخلص من الأعباء والضغوط الماليه التى تثقل كاهلهم وعدم الرغبه فى تعليم البنات أو الصرف عليهن فتكون الفتاة هى الضحيه الأولى التى تتحمل مسؤولية كبيرة فى سن مبكرة.
وأن الأهل يرون أن زواج الفتاة فى هذا السن وهى صغيرة ستراً لها واستقرار وأنشاء بيت وأسرة أهم من التعليم وأى شئ أخر وبطبيعة الحال الفتاة لا تملك حق الأعتراض ولا تجد من ينصحها أو يرشدها إلى الصواب.
ولها العديد من الآثار السلبيه على الأسرة والمجتمع على حد سواء لأن الفتاة فى هذه المرحلة العمرية الصغيرة تكون غير مهيأة من الناحية النفسية والعقلية والجسدية والثقافية كى تتحمل وتقوم بمسئوليه بيت وزوج وتربيه أطفال فتحمل عبئا لا قدره لها عليه ولا تستوعب دورها مطلقاً فمثل هذا يعد اغتصابا للحق الطفوله واعتداء صارخاً على كرامه الطفل وجريمه فى حق بناتنا والمجتمع بأكمله ونوع من أنواع العنف الغير مبرر وزياده فى العمر الإنجابي للسيدة
ويتم الزواج بموافقه ولي الأمر وبحضور رجال الدين ولكن هذه الزيجات غالباً ما تبقى سريه ولا تسجل رسميا إلا حال بلوغ العروس للسن القانوني للزواج وهنا تكمن المشكلة والخطر الأكبر فقد يحدث حمل وتكون العواقب وخيمه إذا يواجه الأطفال غير المسجلين صعوبات فى الحصول على الرعاية الصحية والتعليمية وأكثر من ذلك.
إذا حدث خلاف بين الزوجين فيقوم الزوج بترك الزوجه وطلاقها والنتيجه هى ضياع حقوق المرأة بسبب حرمانها من توثيق عقد الزواج أو إثبات العلاقة الزوجية مع زوج ينكر هذه العلاقة وينكر الأولاد من باب الضغط على الزوجه للتنازل عن حقها فى قائمه المنقولات أو المؤخر ونفقه العدة والمتعة
والكارثه العظمه والمصيبه الكبرى لو توفي الزوج قبل تسجيل عقد الزواج لا تستطيع الزوجه تسجيل الأبناء بأسم الأب فيلجأ الجد للأب أو الجد للأم بتسجيل الأبناء بأسمه هو مما يؤدى إلى أختلاط الأنساب وضياع حقوق الأبناء وهذا أمر محرم شرعاً وقانوناً والمحاكم مليئه بمثل هذه القضايا وتصبح الفتاة الصغيرة مسئوله عن أطفال صغار والنتيجه سلبيه لكل الأطراف بسبب سوء التفكير والتقدير منذ البدايه ….