مصريون وجه آخر للأفغان .. بقلم: طه خليفة

 

طه خليفة

المصريون ال 11 الذين غرقوا في مركب، خلال هروبهم إلى ليبيا، ومنها صوب إيطالياً.. هم وجه آخر للأفغان الذين يتشبثون بالفرار مع المحتل – ومنهم الذي سقط ميتاً من عجلات طائرة، وآخرون قُتلوا بالرصاص في المطار، أو بالتفجيرات خارجه – حيث لايثقون في المستقبل في وطنهم، تحت حكم أفغاني مثلهم، لكنهم مطمئنين إلى توفر حياة كريمة لهم في أوطان الاحتلال..

وهم من نفس معاناة السوريين الذين يلقون حتفهم خلال رحلة التشرد في بلدهم، وعلى الحدود بين سوريا وتركيا واليونان والمجر، فراراً من الرعب والمجازر في بلد العروبة المزعومة..

وهم يتشاركون الرغبة نفسها في الهجرة المحفوفة بمخاطر فقدان الحياة، مع العراقيين والباكستانيين والإيرانيين، الذين يموتون داخل شاحنات، خلال تهريبهم لألمانيا وبريطانيا والسويد والدنمارك وهولندا وبلجيكا، والأمل كان يحدوهم في وجود الطعام والأمان في هذه البلاد البعيدة عنهم والغريبة عليهم..

وهم، مثل سودانيين وليبيين وتوانسة وجزائريين ومغاربة وأفارقة، يخاطرون بحياتهم في مراكب متهالكة، وسط بحر لجي، يعلوه موج فوقه موج، فيغرقون حتماً، ويصل القليل منهم إلى شواطئ فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهم في النزع الأخير..

هؤلاء، وغيرهم، ومعهم قصصهم ويأسهم وإحباطهم واندفاعهم نحو رحلة الخطر، حيث احتمالات الموت  فيها أكبر من فرص النجاة، هؤلاء ومن سبقوهم، ومن سيلحقون بهم في ذات المصير، هم الإدعاء والشهود في محكمة الإنسانية ضد الفقر والجوع والظلم والحرمان والاستبداد وغياب العدالة في أوطانهم التي تعج بالمآذن، والصلوات الخمس، وخطب الجمعة والأعياد، وصيام الفرض والنوافل، وشيوخ السلطان، وجور الحكام..

رحم الله الأحياء..

وإلى جنات الخلد يا شهداء الخروج للحياة في أشد جغرافيا قسوةً على وجه الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى