المراكز تتغير والأردن الأفضل.. بقلم: د. حازم قشوع
بدأ تغيير المراكز الامنية الرئيسية ياخذ ابعاده المركزية مع حركة تبديل مساحات التواجد الجيوسياسي الجديد فى المنطقة واصبح من المستقر تواجد فرنسا فى العراق وهى الاقرب لايران بعد اقرار فرنسا بشرعنة الوجود الروسي فى سوريا وانسحابها الطوعي لصالح الولايات المتحدة من الغرب الافريقي الساحلي هذا هو ما تمخض عنه بل واعلن عنه ضمنيا مؤتمر بغداد الامني الذى عقد تحت عنوان من اجل التعاون والشراكة تلك هى النتيجة التى يمكن استخلاصها والبناء عليها من الناحية السياسية.
ولعل شراكة مؤتمر بغداد هذه وهى يتوقع منها ان تدفع باتجاه ايجاد علاقات سياسية افضل بين دول المنطقة لتكون فى مواجهة التهديد من مقتضيات المنطقة الامنية وظروف مصالحها المتشابكة فى الحد من التطرف والإرهاب الذى بدا يعود من اسيا الوسطى وهو الذى ما زال موجودا فى الشمال السوري بحيث يستجيب للمتغيرات السياسية النابعة من المنطقة والقادمة من اسيا الوسطى وهو ما بينته القمة المصرية القطرية التى عقدت على هامش مؤتمر بغداد.
ياتي ذلك كله مع تنامي وجود داعش فى خرسان وعدم قدرة المحيط الاقليمي على تعبئة شاغر انسحاب الولايات المتحدة بعد انكفاء باكستان من دورها الامنى الحيوي فى افغانستان حفاظا على مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية مع الصين الامر الذى كان يتطلب اسناد حركة طالبان بالدعم الميداني اللازم الذى يبدو انه سيكون قادما هذه المرة من الحركة الاسلامية برعاية دول عربية وهذا ما سيعطى الحركة الإسلامية هامش مناورة اوسع فى المنطقة وكما وسيفتح لها ذلك افاقا اوسع من الشراكة والتفاوض مع دول عربية وكما يتطلب الامر ايضا فتح قنوات الحوار بين فرنسا وطالبان بعدما قامت الولايات المتحدة بالسيطرة الكلية على الاجواء الافغانية فى محاولة منها لايقاف تغلغل داعش السريع والمتنامي على المساحات الرئيسية هناك.
اذن المنطقة تتبدل اولوياتها وتتغير معها سياساتها وادواتها والحركة الاسلامية التى كان يعتبرها البعض حركة ارهابية ها هى اليوم باتت مطلبا اقليميا دوليا وبات الحديث معها وربما تمكينها واجب ما كان غير مرغوب الجلوس معه فى السابق اصبح مطلوبا الحديث معه وربما تمكينه المستقبل الحاضر فلا صداقة دائمة فى السياسية ولا عداوة دائمة والرمادية دائما ما تكسب لان مجالها اوسع وهامش المناورة فيها مفتوح واوسع فان حدية التعاطي مع المشهد السياسي كانت دائما بدون نتيجة لانها تقف على حدية العداوة ولا تتعامل بروح الخصومة.
وهى ما تعمل به ومن خلاله الدبلوماسية الاردنية التى تبرهن مع كل محطة مفصلية واسع قدرتها على احقاق نموذج ريادي للعمل الدبلوماسي والسياسي فإن الاحتواء كان دائما سيد الموقف وحماية التعددية يشكل دائما اساس المنعة للنظام كما للمجتمع فعندما ذهب الجميع بإتجاه عداوة الحركة الاسلامية اعتبرها جلالة الملك جزءا طبيعيا من حالة التعددية وعمل على الحفاظ عليها وعلى وجودها فى اطار المعارضة التى تكمل عناوين المشهد التعددى الديموقراطي الذى يقوم على الراى كما يقوم على احترام الراى الاخر فعندما تتبدل المناخات وتتغير المراكز يثبت الاردن انه الافضل.