باسنت محمد تكتب: “مصاصي الطاقة Energy Vampires” – الجزء الثاني
وهنا يأتي السؤال الذي طالما سيدور في اذهانكم.. كيف نعرف ونكتشف مصاصي الطاقة وماهي اوصافهم ؟
عندما يسوقكم القدر للتعامل مع أحدهم ستجدونه لطيفا ودودا خدوما في البداية ينتقي الكلمات ولديه العديد من المفردات التي ستسحركم حقا.. سيتقاتلون من أجل الوصول إليكم والتقرب منكم بشتي الطرق حتي لو كان ذلك كله عن طريق اختلاق حكايات وهمية فهم دائما يعيشون الوهم ويصدرونه لكم
ليست لهم اشكال معينة لهيئتهم فلن أستطيع أن اصف لكم ملامحهم لأنها تختلف ولن أستطيع أن أحدد جنسياتهم أو لغاتهم أو حتي بيئتهم وتعليمهم وثقافتهم ولكني سأصدقكم القول في حيلهم الماكرة التي يستخدمونها لاقتناص آدميتكم بشكل وحشي قد يؤدي إلي الموت
في أول لقاء لكم مع أحدهم سيجذبكم فيه معسول الكلام وكم الرقي في الحديث وسيتكلم لص الطاقة هذا عن بطولاته وامجاده حتي يوهمكم أنه قادر علي حمايتكم بعلاقاته ونفوذه أو حتي امواله ولابد أن يتخلل حديثه بعض المرارة عن بعض الخذلان من أقرب الناس له أو حتي أبعدهم عنه وأن الجميع يعرفه لمصالح شخصية وليس للمحبة الخالصة دون غرض.. “بالتالي ستحاول إنت أيها الضحية أن تثبت له العكس”
سيفعل أي شيء وكل شيء إلي أن تصل لمرحلة “التعود” الاعتياد علي وجوده لأنه سيملأ حياتك يوما بعد يوم وسيلبي ندائك في أي وقت وسيمطرك بكلمات المدح والإطراء وذلك يسري علي أي من الجنسين رجل كان أم أنثي سيستمع بل سينصت لك ليكون هو المقرب والاقرب وعندما يشعر أنه قد احتل مكانة مناسبة يبدأ في سياسة التعطيش فقد يغيب يوما أو أكثر ثم يعود مختلقا أعذار “وهمية” ثم يتقرب أكثر فأكثر فيغيب ثم يعود وهكذا إلي أن يصبح وجوده مكافأة يمنحها لك وقتما يشاء و يحرمك منها عندما يريد
في هذا الوقت تكون أنت قد اعتزلت كل العالم دونه ستكتفي بوجوده هو فقط وشيئا فشيئا ستجد نفسك وحيدا منعزلا لأنه أيضا لن يدخر جهدا في ابراز كل الصفات السيئة في المحيطين حولك حتي يبعدك عنهم وتكون له اليد العليا في حياتك ياله من خسيس
وستبدأ أنت في مرحلة الإحتياج فأنت تحتاجه بشدة فقد أصبح كالإدمان وتقعد ملوما محسورا في انتظار قدومه ليطل عليك ويعطيك “الجرعة” جرعة الحنان والإطراء والخدمات النفسية التي يسديها لك ولكنها ليست دائمة فهي مكافأة مؤقتة سرعان ما ستفقدها بغيابه عنك مرة أخري
إذاً كيف تعرف أن طاقتك قد سُرقت ؟ ستشعر حتما مع بداية ظهور مصاص الطاقة في حياتك بسرقة طاقتك تماما كما يشعر المتبرع بالدم بسحب الدم من جسده ولكن هناك علامات سأرشدكم إليها
الذبول.. ستجدون أرواحكم وليس فقط وجوهكم ذابلة فالذبول هو شعار فقد الطاقة وسرقتها وجه شاحب حزين يصحبه حالة وجوم ولا مبالاة ومهما حاولتم إخفاء ذلك ستقدر محاولتكم بالفشل
الكسل.. أي نشاط عُرف عنكم سيتبدل لكسل غير مسبوق لأن طاقاتكم مستنزفة
الشك.. سينتابكم الشك في كل من حولكم قريب كان أم غريب لأن ثقتكم قد وُضعت فقد في لص الطاقة القاتل هذا
وإلي هنا قد وقف القلم عن الافصاح ليكمل معكم الجزء الثالث من المقال إن شاء الله