عائد من بغداد ؟.. بقلم: سعد الفقي
لم تكن زيارتي الي بغداد فسحة أو للبحث عن فرصة عمل مناسبة، ولكن كانت ضمن أحد الوفود الشعبية التي ذهبت للوقوف الي جانب الشعب العراقي الشقيق قبل السقوط.
لم تكن مساندة لحاكم بقدر ما كانت تعبيرا عن مخاوف وهواجس للأسف أصبحت بعدها حقيقة بل حقائق.
كان العراقيون يقولون انقذونا وكنا نضحك من قلوبنا وماذا يمكن أن يحدث ؟ وماذا لو سقطت بغداد؟.. وكتب أحدهم سامحة الله ارحنا بها يابوش .. وقع الجميع في الفخ بعد أن انطلقت آلة الإعلام الصهيو أمريكية وبلسان عربي فصيح كما قال كاظم الساهر لتبث الأكاذيب والأراجيف.
إن العراق يمتلك الأسلحة بأنواعها ومسمياتها، وأخيرا اقروا وبصموا بالعشرة انهم كاذبون، ماحدث للعراق كان مقدمة لتمثيلية كبيرة لم تنتهي فصولها بعد ؟ والهدف بالتأكيد أنزواء لدول وتقسيم أخري.
لم تكن الديمقراطية أو المهلبية أحد دوافع الاستعمار الجديد ولم تكن حقوق الإنسان هي مأتسعي امريكا لتحقيقة ابدأ لاهذا ولا ذاك ؟ وقد تعلمنا أن فاقد الشئ لا يعطية، فلا هي راعية الحريات ولا هي من سعت يوما للمحافظة علي كرامة الإنسان.
وماحدث في “جوانتانامو” و”أبو غريب” بالعراق ليس ببعيد ؟ في بغداد شاء حظي العثر أن أزور ملجأ العامرية، وفيه تناثرت الأشلاء لم تفرق صواريخ الأمريكان بين الأطفال أو العجزة وكبار السن أو النساء، وقد احتموا جميعا بالملجأ المكلوم.
رأيت بأم العين علي حوائطة دليل الإدانة الكافي لإسقاط دول وخروج أخري من دائرة الضوء، المستشفيات وملاجئ الكبار والمدارس والجامعات لم تسلم جميعا من أطنان المتفجرات التي تم تجريبها في سابقة لم تحدث ابان الحرب العالمية وماهو الفرق بين ماحدث في هيروشيما وبغداد ؟
وكانت البروفة التي تتالت بعدها البروفات، في ليبيا وفي سوريا وفي اليمن، تحدثوا عن الفوضي الخلاقة وآلام المخاض، وهي مصطلحات غريبة علي مسامعنا اختاروا الألفاظ بعناية ؟ واستقبلناها ببرود وكأن الأمر لايعنينا، ثم كانت مرحلة الدواعش بأيديهم لا بأيدينا، لتقضي علي الأخضر واليابس في العراق وسوريا وليبيا الخ.
والمؤسف ان فينا ومنا من غاب عقلة واسود قلبة ومازال يروج للديمقراطية وحقوق الإنسان .. ذهب العراق وعاد الي القرون الأولي ومازلت الديمقراطية غائبة ويقيني انها لن تعود ابدا ..