قصيدة بعنوان: (طِفلة بِطعمِ الأُنثى لا تكبُر) للشاعرة الدكتورة نادية حلمى
أنا تلِكَ الطِفلة بِطعمِ الأُنثى لا تكبُر أبداً فِى الشرنق… تهوَى الُلعبَ طُوال الوقت كمِثلِ عرُوسٍ فِى المفرِق
جُنِنتُ بِعشقٍ جملّنِى، أشعلنِى كحرِيقٍ يُمحق… تمُرُ لحظاتِى معه كغمضةِ عينٍ تُرتسمُ، يتربعُ عرشِى ويتدفق
يسكُنُنِى شخصٌ أميلُ إليه بِكُلِ كيانِى، وأُحلِق… وطناً لِى لا ينكرُ كفِى، وظِلاً لِى مِن شمسِى، وأتمزق
يُشارِكُنِى اللُعبَ بِإسهابٍ، يلتفُ بِكفيه حولِى ويُطوِق… يحنُو علىّ مِن لهوِى ومِن شغبِى، ويترفق
أغارُ عليه، وأستبِدل وجعِى بِظِنُونِى، وأُدقِق… أُفتِشُ دوماً فِى الأسماءِ والهاتِف وأُحذِر، وهو يرمُق
أُطالِعُ فِيه وِجُوه الناسِ فِى صمتٍ، وأتحقق… فأفحصُ وجه كُلِ غريبٍ فِى صخبٍ لعلِى أراه، وقلبِى يخفُق
أتقاسمُ معه أيامِى، يتشارك ضِحكِى وبُكائِى، وبِكُلِ كيانِى أتعلق… يُعزِز ثِقتِى فِى ذاتِى، ينظُر نحوِى ويُحدِق
يُضيفُ الراحةَ فِى نفسِى، يستنهِض عزمِى فِى رونق… أتحدثُ معه بِحُرِية فِى أفكارِى بِلا خوفٍ أو قلقٍ
وجُودِه لدىّ يُشكِلُ فِى حياتِى فارِق كالبيدق… أضيعُ لديهِ فِى حيرة ما بينَ البوحِ وكُتمانِى بِشِعُورِى، وهو يمرُق
هو سِرٌ بينَ الورقِ وقلبِى، أُصارحه بِحالِى، وهو يطرُق… أعجزُ عن صُنعِ رِسالة تليقُ بِه وبِمكانِه فِى قلبِى، وهو يعشق
أتخِذُ الُعزلة رفِيقة لِى مِن دُونِه، أتحدث لِعينيهِ، وهو يُغلِق… ونبرةُ صوتِى تتغير لِرُؤيتُه، يُحاوِل فِهمِى، ويستنطِق
أقِفُ على خطٍ فاصِل ما بين العدمِ ووِجُودِى مِن غيرِه فِى خندق… أُفتِشُ عنه فيرانِى بِإحساسِه، وهو يلحق
يُحاوِل نبشَ أسرارِى، وأستنطِق عِلاقاتِه، وهو يُغدِق… يتلوث عقلِى مِن دُونِه، يتنفسُ عِطرِى، يستنشِق
أُقيمُ لديه فأسكُنُه فِى كُلِ حواسِى، لا أُطيقُ بُعادِه فِى تلاق…
لا يُفارِق فِكرِى لحظات، يستوطِنُ عقلِى والمنطِق
أهتزُ كثيِراً فِى غِيابهِ، أسقُطُ مِن شِدةِ إعيائِى، وأتمزق… وأضيعُ مِنْ كُثرِ هِمُومِى، وأظلُ أُكابِدُ فِى صِمُودِى، وأتعلق
أجلِسُ على ظهرِ الأرجُوحة، أُواجِه وحدِى هزاتِى، وأستغرِق… أتأرجح دُفعة فِى صِعُودِى، ثُمّ أدُوخُ فيشتدُ سِقُوطِى، وأُحلِق
أخرُجُ مِن بابِ الغُربة إلى بابِه، فيفتحُ لِى بِمُفتاحِه، وينسحِق… أُقادُ نحو أشيائِه بِغيرِ دلِيل، يزدادُ يقينِه فِى حدسِى، ويتوثق
أدورُ فِى فراغاتِه كمِثلِ فراشة يملؤُها بِصُحبتهِ فِى الأُفق… أركُضُ نحوه، تسقُط قدمَاى فِى حِذائِى مِن الإعياء، فيسنِدُنِى وينطلِق
أتعافَى بِسببِه مِن دائِى، يُراقِبُنِى بِلا كللٍ، يُعطِينِى دوائِى ويلتصِق… يتورد خدِه عِند شِفائِى وتلمعُ عينِه، ويبرُق
يُذكِرُنِى بِمدِينة أسكُنُ فِى حوارِيها، وأهرُبُ مِنْ أزِقتُها، وأنطلِق… وأستسلِم لِرغباتِى، ويتلمس أعذارِى فِى شفق
يمنحُنِى الفُرصة تلُو الأُخرى، فأُخفِض صوتِى وأنطبِق… وأعتذِرُ لِأفعالِى، يُهدِئ فِى إنفِعالاتِى، نُغلِق صفحة ونبدأ أُخرى، ونلتحِق
أُجارِيه فِى كُلِ أمُورِه بِلا غضبٍ، ويتجاوز خِلافاتِى فِى رِفق… أرِنُ عليهِ هاتِفه، أُذكِره بِموعِدُنا، وأُسعِدُ نفسِى بِتنهِيدِى فِى العُمق
أُبعثِرُ كُلَ أشيائِى لِلُقياه، وأتأمل فساتِينِى مع الألوانِ والعُقد فِى إتِساق… وأتجمل بِعِطُورِى، وحينَ يرانِى يتسمر، وينصعِق
يُعاكِسُنِى وأبتسِمُ، يتشبث بِذراعىّ، فيُغشَى علىّ فِى أرق… يُشبِهُنِى فيُرضِينِى، كأجملُ ملِكة فِى الأِغرِيقِ والمشرِق
أُغمِضُ عينِىّ لِثوانٍ، لِأعيشُ فِيه جمالَ اللحظة، فأنمحِق… يُؤمِن بِى ويُقبِضُ يدهِ كى لا أهوَى، أخِرُ صرِيعة، فأنزلِق
أشُدُ غِطائِى، أُغلِقُ عينِى كى أحلُم بِلحظاتِى فِى وِجُودِه، وأنطلِقُ… أتخيل قُربِه بِربطةِ عُنقُه، فأركُض نحوِه فِى سبقٍ، فيقرُبُ مِنِى ويلحقُ
أتقنتُ جميعَ أدوارِى فِى هِدُوءٍ وتعمُق… وحين كبُرت، أُعدتُ الكّرة فِى كُلِ حِرُوبِى مع العالم عنِ نُضجٍ وتدفُق
أتخيل نفسِى أُدافِعُ فِيه عن أرضِى وما أملُك بإطلاق… يختلِطُ الدمعُ مع المعنى، لا أدرِى كيف؟، فأُفاق
يزدادُ فِى نظرِه جمالِى سِنين العُمرِ رُغم الإرهاق… وأتأرجحُ ما بين الأُنثى وشبيهة أُخرى بِسببِ الغِيرة فِى فُراق
وأقبعُ وحدِى فِى كُلِ لِقاء، أصيغُ لِأجلِه دِفاعاتِى، فيُراق… وأُفنِدُ بعضاً مِنْ حيثياتِه فِى حُكمِه مع الإطراق
فأدورُ ثباتاً مع العُمقِ فِى غِيابِه، ثُمّ أمتثِلُ أمامِه فِى عِناق… يشبِهُنِى عِندَ البُعدِ لا يصبُر، يشعُرُ بِالوِحدة رُغم الأسماءِ، فينساق
أنحازُ إليهِ فِى دِفاعِى، أسكُنُ كفِه بِلا صوبٍ أو حدٍ، فيجذُبُنِى بإغراق… يحمِلُنِى إليهِ مِنْ ضعفِى ومِنْ حالِى بِإطباق
يُصادِرُ نفسِى عِندَ العودة وهوائِى طُوال العُمرِ فِى لِحاق… لا أشعُرُ بِأحدٍ غيرُه فِى حياتِى فِى وِفاق
أتجاوزُ أشخاصاً مِنْ أجلِه غِيرة وتجاهُلْ وفُراق… ويفعلُ مِثلِى، يُحيطُ بِى ويملؤُنِى، يُراضِينِى فِى إطراق
وأترُك أشياءً أُخرى، كانت عنه ثوانٍ تُشغِلُنِى بإملاق… لا أسمعُ صوتاً سِوى غيرِهِ، وأُطيرُ أُحلِقُ لِأعلى حِدُودِى بِإشراق
أمنحه ساعاتَ مِنْ يومِى، لا يُبارِح بيتاً مِنْ شِعرِى بإحقاق… وصلت ساعاتِى لِسنواتٍ مِنْ عُمرِى، أُشارِكُه سِطُورِى بإلحاق
أمشِى معه على الماءِ ولا أغرق، لم يتغيرْ نفسُ الأمر فِى عقلِى رُغم الإرهاق… أرسلتُ له أوراقاً بِذا المعنَى، أرغبُ أن أُكمِلُ معه مِشوارِى فِى وِثاق
يُضنينِى الشوقُ فيُغلِبُنِى، وأُردِد دوماً لا بأس، وكُلُ البأسِ يُربِكُنِى بِإقلاق… أخوضُ معارِك فِى فِكرِى، ورِيحِى إليه تأخُذُنِى بِإبراق
أبحثُ عنه، ويبحثُ عنِى ويلقانِى فيُغمِضُنِى، يُخبِئُنِى فِى الأعماق… أتظاهرُ دوماً بِجفائِى، فأُخفِى كثيراً دمعاتِى، لا أتلفتُ لِورائِى أو لِلأحداق
يدُورُ بِبابِى طُوالَ اليوم وأدورُ إليه، ومِنْ دُنيايَا يسرِقُنِى بإحراق… أنعمُ بِالراحةِ فِى جوفِه، كطِفلة تلهُو بِأمانٍ، يُلاعِبُنِى بإرفاق
يملءُ قلبِى بِالحُراسِ كى لا أصِلُ إليه، ويطلِقُنِى بِإصفاق… يرقُدُ بِسعَادة نحوِى، يختلِسُ النظرَ، فيُرجِفُنِى بِإخفاق
لم يكُنْ الأمرُ عادِياً، فكلِمة مِنه تأسِرُنِى كوِثاق… وأىُ إشارة تُصدِرُ مِنه أجرِى وراها، تُحرِكُنِى بِإطباق
يخطُرُ دوماً فِى بالِى، وفِى صحوِى ومنامِى، ومِنْ أى إرادة يسلِبُنِى بِإسراق… يستوطِنُ صُبحِى ومسائِى، فيملُكُ فِكرِى بِإحقاق
يمسحُ دمعِى على الخدِ فِى بُكائِى، وكُلُ صباحٍ يُوقِظُنِى بِإرفاق… يحمِلُ عِطرِى على المِرآةِ والكفِ، يأُخُذُ مِنه، فيُشعِلُنِى بِإنماق
ألُوذُ إليهِ كمِخبئ سِرِى لِأسرارِى، فيُسعِفُنِى بِإلحاق… أعودُ إليهِ فِى أوجِ الضعفِ مُنهكةً بِلا سببٍ، فيُنقِذُنِى بإِنطاق
أقضِى معه أوقاتِى، فيقصُرُ يومِى وإن طالت مسافاتِى فِى تلاق… أُصلِى فِرُوضِى، وأدعُو الله أن يحفظه فِى جميعِ صلواتِى فِى إِستِغراق
يتحشرج صوتِى فِى صدرِى أمامُه لا أنطُق، وتتسارع نبضاتِى فِى شِقاق… فيتُوه المعنى والحرفِ، لا أدرِى سِرَ الإنهاكِ وعذابِى أوِ التِرياق
أُريدُه بِلا أى تحفُظ، أتنفسُ فِيه عبقِى وأشيائِى بِإستِطراق… يُغشَى علىّ فيمسحُ رأسِى، ويفهمُ سِرَ توهانِى والإِرهاق
أخافُ الحكِىّ والقِيلَ والقالِ مِنْ غيرِى يُصدِقُه، وبِغيرِ القصدِ يظلِمُنِى بِإِخنَاق… فأُدافِعُ بِكُلِ الجُهدِ عن صورتِى نقِية فِى ذِهنه، وعن حالِى بِإعماق
أتجاهلُ فِيه ذاكِرتِى وكُلُ عِصُورِى وأزمانِى بِإسراق… يُعيدُ إلىّ أوطانِى ولحظاتِى مِن يومِ لِقائِه، يأُخُذُنِى لِذاكِرتِى ومِيلادِى، وينسَاق
أتلفتُ بينَ أزمانِى، فأجِده بِجميعِ إتِجاهاتِى، يصُبُ النارَ مِن فوقٍ فِى الأحلاق… أنامُ لِأهرُب مِنه إليهِ، فيطلعُ لِى فِى أوجِ الحُلمِ ومنامِى كسُرداق
أتلاشَى لِأجله، لا فارِق عِندِى بينَ حِرُوفِى وأسمائِى والزِقزاق … لا فاصِل عِندِى أو تمييز بينَ الزُرقةِ وسمائِى والرِقراق
أُضيعُ الوقتَ حتى يأتِى رُغمّ الضيقِ وسُهادِى كشِقاق… فأحصَى عددَ حباتِ الأُرزُ فِى طبقِى وحِسائِى كعِملاق
لا أدرِى كيف يتبدلُ حالِى بِظهورِه أمامِى فِى عِتاق… فأتحولُ إلى أُنثى أُخرى لا أعثُرُ فِيها على ذاتِى بِلا نِفاق
أفتحُ حنفيةَ مائِى، فلا أُغلِقُها توهاناً فِيه بِأفكارِى بِإعماق… فأتنبهُ لِحقيقةِ أمرِى ونِسيانِى، مع جُل شِرُودِى وأوهامِى فِى عِناق
يتعطلُ ذِهنِى لِبعضِ الوقت، لا أفهم شئ، فأغتسِلُ بِبُطئ ولِحاق… أستغرِقُ وقتاً، أسرحُ فِيه بِحواسِى بِشكلٍ فاق
يتورد خدِى لِحِضُورِه رُغماً عنى، فيفضحُنِى فِى إِصعاق… فأدُورُ بِخجلِى مُشتتةً، وأملِى أن أتلاشَى لحظاتَ فِى غِطائِى بِإطراق
وأستلقِى فِى أعماقِ البحر، يُحلِقُ بِى، فيعصُرُنِى كوِثاق… أُجازِفُ فِى أعلى النهرِ، أمشِى إليه بِدُونِ إرادة، فيخطُفُنِى فِى أى نِطاق
أكتُبُ عنه طُوالَ الليلِ بِأشعارِى، فيُلقِيها فِى صباحاتِى، ويُراق… يتلمسُ نغماتِى على أوتارِه فِى رِفقٍ، فيعزِفُنِى بِرُواق
يختبِئُ فِى مراحِلِ عُمرِى، وأختبِئُ لديهِ بِلا ساق… يوازِى لدىّ كُلَ العالم، لا أُطالِعُ غيرهِ، هو وحده يكفِينِى فِى أى مساق
يحترِقُ القلبُ بِالغيرة مِنْ نظرة أو كلِمة لِأُنثَى غيرِى فِى ألمٍ شاق… وبعد حرِيقِى يتمايل عِندِى، ويُطفِئُنِى بِإحقاق
يُفجِرُ ضعفِى، يُشتِتُ شملِى فِى حيرة، ويسحقُنِى بِمذاق… يعرُج خلفِى، يُفجِرُنِى مِنْ فرطِ جمالِى كما صرّحَ فِى الأبواق
أُحيكُ جميعَ قُمصانِه، وأشغِلُ كُلَ ثُقبانِه، فيُغشَى علىّ مِنْ فرطِ نِسيانِى، فُأُفاق… أتنفسُ عِطرَ بدلاتِه، وأُخبِأُ بعضَ أزرارهِ، فيكشِفُنِى ويُعاق
أتسللُ خلفُه بِخُطواتِى أُراقِبُه، فيرمُقُنِى بِخِناق… أُبرِرُ موقفِى مِنه، وأنا أقتفِى آثارِه، فيُوقِفُنِى بِإزعاق
يخطُفُ فِكرِى طُولَ الوقتِ بِالفوضَى فِى أعماقِى، يُحرِرُنِى كزِقزاق… فأشرُد خوفاً مِنْ فُقدانِه، يُهدِئُ روعِى، يُطمئِنُنِى بِإغداق
يُطلِقُ ناراً على قلبِى ورُصاصاً، وعِندَ صِراخِى، يُنقِذُنِى بِتِتواق… يُهاتِفُنِى فِى غيابِه، ويُغشى علىّ نُكراناً وتصدِيقاً لِإحساسِى، وأشتاق
يتسللُ نحوِى لِلأعماقِ، يغوصُ لِأدنَى، يُبدِدُنِى بِإشهاق… يمِيلُ إلىّ بِكُلِ رِجُولة، يكتشِفُ الأُنثى بِأعماقِى، فيحمِلُنِى بِإطباق
أُريدُه لِأجلِى، يُقِيمُ الوطنَ بينَ يدِىّ، فِيه شِهادةُ مِيلادِى بِإحقاق… أستوطِنُ فِيه طُوالَ العُمرِ، فأكتُبُ فِيه مِنْ رُوحِى كرِقراق
أدورُ بِعينِى كُلَ صباحٍ علىّ أجده بِكُلِ شِرُودٍ مع اللهفةِ والأشواق… يشتدُ حنينِى بحثاً عنه، وصدِرى يئِنُ وقد ضاق
فكتبتُ إليهِ فِى رِسالة بِأنِى أُريدُه بِكُلِ إرادة بِشكلٍ فاق… وبِأنِى جد مُتعبةٌ مِنْ غيرِه ومُنهكةٌ فِى يومِى، وبِأنّ الألمَ شاق
وطُوال الوقتِ، أنتظِرُ رِسالةَ مِنه تتحسس دربِى بِكُلِ القلقِ مع الأشواق… قد نفِذَ الصبرُ مع الوقتِ بِغيرِ إشارة وصار خِناق
لا أُطالِعُ غيرِه، ومللتُ بُعادِه، أرجعُ مخذُولة فِى حُرقة، وأُعانِى شِقاق… أنظُرُ إلى سقفِ الغُرفة بِلا ضوءٍ فِى العتمة حتى أُغُوصُ فِى نومِى بِدُون إِقلاق
أعيشُ جفاءً فِى جِذُورِى مِنْ الساقِ إلى التجوِيفِ بِإنطاق… مع دِمعة تلُوحُ وتأوى فِى هِبُوطٍ، تُعانِى بِذنبٍ وتلتمِسُ الأحداق
وعِند غِيابِه أحترِق بِأشعارِى، فأتأمل شِرُوقَ الشمسِ فِى شفق… قد طارَ الحِبرُ على ورقِى لِنِسيانِى، فأقتبِس بعضاً مِن عِباراتِه، وهو يقرأ ويسترِق
أُطهِرُ ذنبِى، فأتهجَى حِرُوفَ أسمائِه فِى جوفِى، وأحترِق… أُشارِكُه تفاصِيلِى، أصنعُ قِصصاً مقرُونةَ بِأنفاسِى فِى الآفاقِ والطُرُق
أعتدتُ حياتِى بِكُلِ صِعُوبة فِى أعلى بِناية مع الرِفقة فى رهق… أسمعُ صوتِه فأقطعُ صمتِى، أجرِى عليه، فيعلُو ضجِيجِه، ويرتفِق
أبلُغُ نصرِى فِى هدفِى، ولِبعضِ الوقتِ أتعثر، كما أُشفِق… أُلملِم ورقِى وأتذكر، أُمُدُ جِسورِى أحياناً، وهو يُطبِق
أُطالِعُ وجهِه بِغيرِ الكلم، فألُوذُ بِصمتِى فِى عِتابِه، فلا أنطُق… أنجذِبُ لِوجهِه كشِهادةِ مِيلادٍ لِى، فيُحدِق بِى، وينسحِق
أطبعُ صُورتِى وتاريخِى فِى قلبُه،
وأنتشِى كما الأزهارِ فِى عبق… وحولِى الناس ترمُقُنِى، وأنا أتُوه لا أفيقُ، وأنزلِق
علمنِى حُبُه أن أمشِى بِهامةٍ مرفُوع، وقامةٍ ممشُوق تعُلو، وتنطلِق… وأبتسِم لِكلِماتٍ ترُنُ أُذنِى فِى نِعُومة تزدانُ وتنبرِق
أتشبث بِأوسِدتِى، أُفكِرُ فِيه، فيسقُط رأسِى فِى صدرِى مِن وجعِى، وينزلِق… أُدافِعُ عنه فِى السِرِ والعلنِ، وكلمِة عنه لا أُطيق، أردُ عنه غيبتُه، وأرتشِقُ
أُثقِف عقلِى فِى جُهدٍ مِن أجلِه، أنا الأفضل بِمجهُودِى وبِعملِى، فلا أُسحق… لا أقبل أى خِيارَات ولا أرضى بِبِضعِ فُتات يُرمى إلىّ فِى تصدُق
يُساوِى لدىّ جُيوشَ العالم، فيُغمِدُ سيفِه فِى جنباتِى، فأستسلِم بِإخفاقٍ… أُدنِيه لدِى، وأفتحُ يدِى لِعِناقِه، أُطوِر ذاتِى مِن أجله، أُوثِقه بِإِطلاقٍ، وهو يبرُق