الزعامات المشروخة وعسر البوح الجماهيري.. قراءة متقاطعة في المتن القصصي للأديبة زهرة عز

 

ذ. علي بولعلام

جامعة مولاي إسماعيل ـ مكناس

المغرب

0 ـ السياق العام:

لاشك أن الأنساق الأدبية بمختلف تمفصلاتها وتجلياتها ظلت الجسر السالك لمكنونات الذات المقهورة عبر الحقب والعصور، ولن تخذلنا الحجج والبراهين للتدليل على ذلك، إذا استقصينا أعمال خالدة في التاريخ من قبيل المقفعيات والمتنبيات والدرويشيات، وغيرها من المتون الروائية والشعرية والقصصية والسير الذاتية، بل شكلت هذه التعبيرات الإبداعية بوحا جنيسا لانهمامات وآهات الجماهير المكلومة، ومرآة عاكسة لحقوق مصادرة في مجال التفكير والتعبير، تختلف مستوياتها وإيقاعاتها حسب طبيعة العلاقة بين المؤسسات والأنات، تصل في أدنى الهرم إلى نوع من الأقبية الصوفية المجسدة لجدلية الشيخ والمريد، تلك الجدلية التي تختل داخل منحنياتها الأنظمة الاجتماعية بشكل صادم، تغذيها في إعادة إنتاج اشتغالها سلسلة لامتناهية من المسلكيات الخرافية والأسطورية والاستيهامية، يعزب العقل عن تفكيك إوالياتها وتشريح خلفياتها السيكولوجية الموسومة بالتعتيم والضبابية.

هذه المياسم  المتدلية من سطوح فاقدة لدعامات شرعية، تندرج في سياق هوس الزعامات بنرجسية قائمة على هاجس السيطرة على عقول الأفراد، والسعي الدؤوب نحو تنميطها بنظام أبيسي[1]، والعمل على تحنيطها بعقاقير فرعونية تضمن حضورها الزائف داخل أنسجة شيطانية، ذلك هو الشرخ العلائقي الحاضن للبؤس السياسي والكابح للحلم الجماهري، يستعصي إدراك ثباته الصامت بامتطاء أدوات علمية تمتح من محددات الفكر السوسيولوجي، بل يشكل تحديا حقيقيا للمسوقات المعرفية للعلوم السياسية، وأضحت بذلك المراهنة على أدوات تحليل جديدة مسألة حتمية، تقترب في صوغ فرضياتها من المساحات المشتركة بين علم النفس ومجال السياسة.

وفي هذا السياق، يتم استحضار المتن القصصي للأديبة المغربية زهرة عز، والبحث عن عناصره الضمنية العاكسة لمقولة الكهف الأرسطي، التي ظل تتشوف لواقع عقلاني من خلال كوات وشقوق حاملة لقبسات نورانية، من سرق حذائي؟ حمالة الوطن، محفظة الوطن، كراسة الوطن، تفاحة آدم ذات لقاء ومسرحية، مجموعتها القصصية مرآة، خبز وقمر وغيرها. نزوعات إبداعية ناسخة لإيقاعات معطوبة تؤثث سمفونية المكبوتات الاجتماعية، ولعل عتبات المنجز العزي من خلال عناوينه المتشابهة، بل المتطابقة أحيانا، تعكس محورية تيمة الوطن وهيمنتها على المتخيل الجماعي، حيث يتم اختزالها أحيانا في كراسة أو محفظة، وتتجاوز ذلك أحيانا أخرى لتندرج ضمن علاقة تتأرجح بين الخيانة والصدق، وهذا يحيلنا حتما للاستئناس بنظرية الصندوق الفاسد، الذي لايعدو أن يكون الوطن من خلال هذا المنظور سوى عبارا لسجناء ومساجين، تتناوب أدوارهم في ارتباطهم بثنائية الخير والشر.

1ـ عتبات القص العزي:

وبهذا، فإن اختيار العناوين المؤطرة للقصص العزي من خلال مركبات لفظية عميقة، تنطوي على رؤية فكرية متبصرة وقدرة إبداعية هائلة في مواكبة واقع بئيس، قال الراوي: الوطن ليس بطاقة تعريف، وليس مجرد نشيد…. وقال سعيد: إني أنشد جرح الوطن، وتسلّل وراء الكواليس. أزاح الستارة بحذر، وأطلّ برأسه الصغير. كانت قاعة المسرح مكتظة عن آخرها، لم يكن أي كرسي شاغرا. طالعه بالصف الأول علية القوم، وزراء ومنتخبون وسياسيون مزهوون ببذلات فاخرة، وألوان ربطات عنق فاقعة وساعات ثمينة. تعرّف على بعضهم. وبآخر الصفوف جلست والدته حبيبة وإخوته الصغار وبعض من جيرانهم، بوجوههم الشاحبة. الكل حضر لمتابعة مسرحية، “ظل الوطن”. وتتعالى أصوات الكومبارس في المستويات الخلفية للركح، معلنة رفضها لسياسة التعليم والظلم في البلاد، ويعلو التصفيق في قاعة العرض. تنزعج الصفوف الأمامية الوثيرة. يتوقف العرض لدقائق بعد أن وقفت الصفوف الخلفية ترفع شعارات ربط المسؤولية بالمحاسبة…..[2].هذه الإبداعية المنتظمة على ركح المسرح، تحمل في طياتها لوحة ملساء تحاول استنبات خدعة تحت مظلة المكر السياسي، التي لايمكن رصد خطوطها الملتوية خلف أكاذيب وإكسسوارات منمقة، تعريها هتافات الكادحين وأصوات مبحوحة من خلف ستار عنوانه العريض الكساد الديموقراطي.

وعلى هدي منوال ناظم للسعادة والشقاء، تتعايش وضعية مفارقة داخل النص العزي الحامل لعنوان” محفظة الوطن”[3]، تعلو عتبته خطوات متثاقلة وتعثر في المسار، إذ الإحساس بالانتماء للوطن يختزل في وعي الذات بتملك محفظة منقذة من واقع مؤلم، تتعانق داخل فضاءاته الفيلات الفاخرة وأحياء الصفيح، التي تستمد ديباجتها  المتنافرة من خطاب متعال ومشروخ تحت يافطة سياسة القرب، وهو توظيف  أرعن لمنتوجات سياسية خديجة، لم تستكمل بعد حياتها داخل أرحام مفبركة، إنها لحظات وعي شقي وشقاء الوعي تتجاسر عبرها خيوط الزعيم المستبد والمريد المسلح بعبثية مطلقة.

وعلى ذبذبات حزينة، تؤثث مقاطعها مظاهر التردد، والقهر، والعاصفة، والصدمة، والدمار، والتلاعب، تواصل زهرة عز لعبة الحكي القصصي من خلال نص متميز موسوم ب ” تفاحة آدم ذات لقاء ومسرحية”، أشفق  عليك…مازلت تقيس الرجولة بالفحولة…والفروسية لم تعد تليق بمن باع ضميره وقلبه للشيطان في صفقة من اجل الخطابة والغرابة[4]، لعنة الوطن المستباح تطارد شخصيات ورقية في حلها وترحالها، إنها ممارسة سياسية بديئة تمتطي صهوة الكذب على منصة اليأس الفاقد لمغزاه الأخلاقي، ثنائيات متكاثفة تعسر على آليات الهضم النقدي، ذاك هو الملمح المميز والمعلم الراشد للغوص في حكي مسترسل للأديبة المبدعة زهرة عز، لن تتوارى عن الأنظار في رسم معالم أفق موشوم بالحربائية والمكر في صوغ أنشودة العزف على طبول مخرومة.

من سرق حذائي؟[5] حرقة السؤال هو البوصلة الراشدة لعنوان نص عزي مميز، تتذيله علامات استفهام متعددة، تستلهم تعاضدها المكثف من فعل السرقة في تشابكه الأنطولوجي مع الحذاء ومايحمله من رمزيات متعددة، فهو ركب وركوب وراكب، يوحي بتوارد وجداني  لاستمرار الرحلة في البحث عن الذات، التي لم تعد ملكية لذاتها، لحظة تشظي في حضن الآخر المزعج، الذي يعيق السير في دروب ملتوية، بل صعبة الولوج في سياقات العهر السياسي، حكاية مليئة بالمطبات داخل نسق للحكي غير متوازن، تتوزع مروياته أنفاس شيخ مبعثرة، رائحة العنف الرمزي تزكم الأنفاس، إنها فضيحة العري السياسي بامتياز، قادرة على تحويل الشخوص الغارقة في الاستيهام إلى ذبابات حمراء في أيدي الأبرياء.

رباعية قصصية تقف شامخة خلف عناوين دالة على مآثم فعل سياسي مبتذل، نسجت خيوطها الأديبة زهر عز بكل احترافية واقتدار، لن تثنيها رحلة البحث الممتدة عن الذات السياسية المفقودة، إنها الحقيقة الغائبة، تتوسل يقظة قد تسهم في صحوة كائنات مغفلة، تحاصرها ذبابات سياسية بخيوط عنكبوتية واهية، لن تجرؤ على تحويرها رغم جبروتها الفيروسي، حيث تكتفي فقط بإيماءات وطلاسم تمكنها من تحنيطها وعرضها في سوق المتلاشيات لإرضاء نزواتها الآدمية البليدة، إنها خدعة السياسة الماكرة التي استوطنت في عالم البراءة.

2 ـ المنعطف السياسي بين التشظي وتأبين الصدق:

استدعى الروائي العربي المؤرخ وطرده لأكثر من سبب، فالمؤرخ يقول قولا سلطويا نافعا، ولايتقصى الصحيح، يهمش تاريخ المستضعفين، ويوغل في التهميش إلى تخوم التزوير وإعدام الحقيقة[6]. هذا المعطى النقدي يسائل في شموليته الكائن السياسي عبر حركية التاريخ، ويطرح من زاوية أخرى رهانات المنجز السردي في تفاعله مع الأحداث والوقائع، ولعل المتن القصصي للأديبة زهرة عز يقلص المسافات بين السياقين، ويقترب إلى حد ما من مساحات اللامفكر فيه على مستوى التهافت السياسي، باعتباره وضعا مشمئزا تنساب داخله نزوات فردانية وتوجهات ذات منحى انتهازي وصولي، ذلك أن المشهد السياسي من منظور المتخيل السردي يعكس آليات اشتغال مفارقة، تنأى عن وثوقية المؤرخ بمسارات سياسية إيجابية، هذه الوضعية تعكسها بروفيلات الشخصيات المتحركة داخل المتن القصصي، التي تعمل جاهدة على  إعادة تشكيل ذاتها بشكل هلامي عبر خطابات جوفاء، متنكرة داخل ألبسة وأقنعة مجافية لكينونتها الواقعية، بيد أنها لاتصمد أمام كاسحات التنكر وكاشفات الخذلان، لن تكون سوى جميلة التي مدّت قامَتَها القصيرة حتى تنظر بعيون الرجل الفارغة ،،اختفت ابتسامته الصفراء وراء ذهونه المكدسة فاسحة المجال لحيرة زادت من ترهل رأسه واختفاء رقبته،،،وكالأبله نظر بعيونها يستقرى أفكارها. اتسعت عيناه مثل كرة المضرب وهو يتراجع مذعورا خطوة للوراء ، فجأة بدأ ينتفض وجسمه ينكمش، وينكمش،، اضطرت الجميلة أن تجلس القرفصاء حتى ترى القزم الصغير الذي أصبح عليه، تسلل هربا من بين أقدامها الحافية ،،ومازال يتقلص و ينكمش على نفسه ،، توقف ليسترجع أنفاسه بحث عن انفه ، لم يجده، وهو يتحسس وجهه، هاله كبر عيونه البارزة ثم اختفت اليدان ،، وضعته الجميلة في كفها، ونظرت إلى عيونه بإشفاق، انتفض ورفرف بجناحيه هلعا ، رأى صورته بمرآة عيونها البريئة وقد أصبح ذبابة حمراء،،، أدرك حينها أنها تعويذة البراءة والصدق،،[7].

إن جدلية الخفاء والتجلي المميزة لأسلوب القص داخل المتن العزي، تحمل في طياتها دعوة صريحة إلى إعادة تشكيل مفهوم الوطن خارج دهاليز الانتهازية والوصولية والنمطية، التي دأبت الذئاب المنفردة على شحنه بأفكار خرافية وتمثلات وهمية، تسعى إلى تحنيط الفكر والثقافة وجعلها خارج التاريخ، وتجذير مسلكيات اجتماعية قائمة على عناصر السمع والطاعة، وهو مسار منبري يربك العملية التواصلية، ويفقدها حلقتها المحورية والمتمثلة في تغذية راجعة من طرف متلقي مجرد من عقاقير التحنيط، ويمتلك مقومات يقظة قائمة على عقل تنويري، ولعل شخصية جميلة الفاقدة لحذائها المادي، والباحثة عنحذاء اعتباري تحمله على كتفيها صوب وطن تمسخ فيها الكائنات الخرافية، بل تفقد أدميتها لتصبح مجرد دمى أسيرة مصالحها المتعفنة، إن حربائية الطاغية الذي يعيش لحظة احتظار للضمير وشنق للزمن، تشكل عودة لدرجة الصفر من أجل ترتيب الأوراق في ظل يقظة، باعتبارها بداية النهضة، لايقوى على صناعتها إلا بشرا أحرارا، يشعرون بأن هذا الوطن لهم،وأن أغرب شيء في هذه الحياة ياصاحبي، أن الناس السيئون لايموتون، يعيشون أكثر مما يجب لكي يفسدوا حياة الآخرين[8].

هذا التداعي المكثف للألفاظ ذات الحمولة السياسية تسائل المتن القصصي للأديبة زهرة عز، بل تطرح مقومات المنجز القصصي السياسي، ذلك أن الانحياز للأفكار وتفاعل الشخصيات في خضم عملية حوارية، قد يسعف في تلمس مسارات التصنيف، تغذيها أيضا طبيعة الشخصيات التي لم تعد ذات طابع حدي، بل أضحت شخصيات ملتبسة تتردد بين مواقف محكومة بثنائية الخير والشر، وهذا يحيلنا إلى الطبيعة الحربائية التي تتقمصها الشخصيات في ممارسة مكرها السياسي، لكن صدقية المتلقيوثباته على علاقة سرية في تمثله للمكونات الدلالية لمفهوم الوطن، يربك حتما من سرق الحذاء، ويتيقن أن مسار الحكي المنزاح نحو الخدعة والاستغباء عالم لايشبه العالم المنشود للحرافيش[9] بتاتا.

هذا التشظي المفتعل في حركة الأحداث، لن تجاريه إلا شخصيات ملتبسة، تجيد السباحة في الماء العكر، ذات طبيعة مثقلة بمتناقضات لاتأتلف مع زهد أحمق يلتبس بالورع[10]، ذلك هو ميسم الغباء السياسي الممارس في الزفة؛ تواكبه كائنات صماء من حملة الفوانيس الباهتة، إنها آفة الرجل الأحمر الفاقد لجميع حواسه باستثناء الحاسة الأكثر أهمية لحظة جشعه وجوعه للنهب، لذلك لايرى كل البؤس المحيط به، ولايسمع شكايات المظلومين أو أنات المرضى، ولايتكلم عن مصدر ثرائه االمشبوه[11]، إنها بواعث ميكيافيلية جديدة[12] تحطم الآمال لغايات حقيرة فاقدة للقيم والأخلاق الفضيلة، لن تسعفها تفاحة آدم في تدبيج بنات أفكار دسمة، قد تثير شهية الجائع الظمآن،  إنها مجرد حرب استنزاف ماكرة تقتات من طاقتك وأنت تقفز على صهوة الكذب، تعدو وراء وهم فتوحات ماعادت تصنع الفردوس ولا العشق الأبدي، فقط حكايات يجيد سردها عابر سبيل بشارع السياسة، ماكرة حربك أكثر عندما تلفظك صوتا أجوف، مسكين يا أنت ، كطبل مخروم تصدق لصداك الناشز تغريد البلابل[13]. بهذا النفس الإبداعي تسائل القاصة زهرة عز الشأن السياسي، مقتنعة بعدم الانزواء داخل زوايا تستلذ تذويت الكتابة، وتعشق الموت في صمت يؤازره الأواكس الثقافي.

3ـ انشطار الذات وأزمة الوعي:

يسقط الطغاة حين يسأل الإنسان من أين جاء الطغاة[14]، مقولة تعكس في جوهرها الأبعاد السيكولوجية الناظمة للفعل السياسي، لن تنفك شفراتها دون القفز على أطروحة الدولة الاجتماعية، التي لم تعد حاملة لمغزى سياسي حقيقي داخل مفاصل المجتمع، بقدرما نكون أقرب إلى دولة ذات نوازع سيكولوجية، قائمة على التنميط ومحاصرة الإبداع خارج أحادية الفعل والبعد الواحد،  إنها شخصية الزعيم بمفهومها المطلق، امتدت لتكتسح كل الأنساق والبنيات، التي تمتح من أطروحة الشيخ والمريد حسب التصور الحمودي، إذ لايعدو أن يكون مواطنوها بين قوسين مادة سائلة تأخذ الشكل الذي يريده الزعيم، الذي يمتلك القدرة على تقمص أدوارمتعددة على خشبة الركح، تحكمه في ذلك مزاجية تخضع لعملية انشطار دائمة، تغذيها  في سيرورتها المشروخة ذوات مأزومة على مستوى الوعي.

إن ثنائية انشطار الذات وأزمة الوعي لايمكن فهمها في سياق الشكلنة المؤسساتية، باعتبارها ماكينة منتجة لنصوص ووثائق تبحث عن مشروعية ورقية، إذ الحاجة ماسة لمعرفة كواليس العمق المؤسساتي، باعتباره مجالا خصبا للمتخيل الإبداعي، الذي تجاوز رسمية التاريخ، ليعانق الهامش والحاشية السفلى في أدق تفاصيلها، ولانقصد بذلك في تحديد هذه العناصر البعد المجالي، بل يظل الأمر مرتبطا بالجانب السيكولوجي، ولقد ركزت الأبحاث الأنثروبولوجية على الطابع الخفي والاستراتيجي للسلطة في المجتمعات التقليدية، الشيء الذي يقتضي البحث عن السلطة لا في مراكزها المعهودة كالدولة والنخبة الحاكمة ووسائل القمع، وإنما في جل مظاهر الاجتماعي والديني والرمزي[15].

وفي هذا السياق، فإن تشكيل كل مقومات الإنتاج القصصي لدى الأديبة زهرة عز، ترتكن إلى قوة إبداعية مبنية على الترميز على مستوى الشخوص والأحداث والأمكنة والأزمنة، تحكمها مرجعيات ذات روافد سياسية وفكرية ثقافية، مما أسهم في تشكيل خطاب دامج لأبعاد اجتماعية ونفسية، تتحرك ضمن دائرة انشطار الذات وأزمة الوعي، ولعل رمزية العنف داخل النصوص يوحي بشكل بارز إلى سيكولوجية تمتح من سادية جامحة، ومشبعة بأمراض السلطة، ومحكومة بنرجسية تستهوي التعذيب والاستبداد، تركزت مضامينها في مقطع مثير من قصة وطن بلا عينين، مداره  أيوب الذي كان يمسح فمه من آثار ضربة هوت على وجهه، تناثرت معها بضع أسنان على الأرض وقطرات الدم قد اختلطت بخبز والدته الطازج، غير قريب منه حطت حمامة تقتات من فتات الخبز المتناثر، وعندما رأت الدم قد امتزج به، دمعت عيناها وطارت حزينة على الخبز الذي بات ينزف دما[16]. هذا السيل الجارف من الأحداث المنزاحمة والموزعة بين قساوة إنسان فاقد لذاكرة المسؤولية، وحميمية طائر حامل لكل معاني السلم والسلام، كلها عناصر متباعدةتستقر في صلب شخصية كاريزمية، ظلت مبعثا للصبر في فضاءات مظلمة، يتجاذب أطرافها بطن الحوت ووطن بلاعينين.

وتجدر الإشارة إلى أن المتن القصصي لزهرة عز ينبني في معماريته الكلية على تمفصل جدلي، تؤطره معادلة كبرى يحضنها رمز الوطن بإيحاءاته المتعددة، تجليها رحابة مجاليةتتسعللجميع من جهة، وتضيق أمام سلوكات سادي ـ مازوشية من جهة أخرى،وهي معادلة تنطويفي بنيتها العميقة ممكنات التعايش في كنف حالة التنافي، إنه الوطن السيكولوجي المشبع بجروح مثخنة، وآهات دامجة للنوع الاجتماعي، تعلو أفقه أصوات رددت صداها جدران البرلمان الصماءالقريبة من الاعتصام. جُنّ جنون الأمن. زاد هيجانهم وسعارهم، وهم يَرَوْن المحتجين، يغنون ويبتسمون. رأوا في ذلك تحدٍ صارخ لسلطتهم وسطوتهم. ضاعفوا الضرب، وانهالوا عليهم بكل وحشية حتى يخرسوا أصواتهم. اختلطت دماء الشباب بأصواتهم، زادت ملوحتها من حدّة غنائهم وصراخهم، وتضاعفت مرارة معاناتهم[17].

إن إشكالية التذاوت تظل عسيرة عبر مسارات الحكي العزي، تلفظها أمواج خاطفة كلما أرادت العبور صوب الوطن الدستوري، وذلك بفعل غياب المعنى المشروط استرجاعه بامتلاك الأفراد لسيادتهم على أفكارهم، إنها الرغبة الملحة في الاحتماء بالأرغانون الأرسطي، الذي ظل نقيضا لتجار الغيبيات، وصادا لأهواءالرجل الأحمر ذوي النزوعات الذبابية، إن البحث عن الذات من أجل صوغ تذاوت  متجدد هو مسار لتحميل الوطن بشحنات إيجابية، تسمو عن الوضعية السيزيفية، التي ظلت أسيرة عملية لف ودوران لرفع الصخرة، باعتبارها رمزا للعبث والبلاهة تسد منفذه يرتجي معانقة الفضاء الرحب وكرامته  .لم تعد هذه الصخرة عائقا لحريته بعدما أنيرت كل زوايا عالمه المظلم، باستطاعته الان لمسها عن قرب والتعرج على كل ملامحها المشوهة . استجمع قوته وبإرادة حديدية بدأ في زعزعتها ودحرجتها خارج الكهف، سؤال محيّر نغّص عليه لوهلة فرحه بأمل خلاصه، اين سيرمي بصخرته الملعونة؟ لم يتردد كثيرا وهو يقف على حافة قراره. سيرمي بها في العالم السفلي خارج زمانه ومكانه حتى لا تحجب الشمس عن غيره من الأيوبيين ،،،[18].

إن الأيوبية صرخة جديدة مؤسسة لمفهمة ناظمة لمصفوفة الوطن، تعاكس النسق البرتوكولي القائم على آليات ربطات العنق فوق ركح تعلوه الستائر والحجب، وتجافيه الأقدام الحافية معلنة تمردها الدائم، بحثا عنمن سرق الحذاء، إنه قص ذو شجون تتشابك داخل أنساقه مظاهر الاستبداد وأحوال الاستعباد، تظل الذات تجهل ذاتها، إنهاتحتاج إلى حركة تشفيف للعالم من حولها، كيما تمكنها أن تستشف صورة ما من أخيلتها الهائمة، كيما تعيد التعرف على ذاتها بطريقة مختلفة[19]. إنها لحظة الاغتراب في الذات، لن تجليها المساحات المحروقة فوق جغرافية الوطن، بل تحتاج إلى لحظات مسروقة لاسترجاع الذات لذاتها، بشكل يجعل الذاتوية راعية لنفسها ووطنها بشكل متزامن، علها ترسي على عتبات تنسخ الانشطار وتخلص الوعي من أزمته.

شذرات التفاعل بين الذاتي والجمعي تحتل حيزا مهما ضمن سرديات المتن العزي، يجليها الحضور القوي لمؤسسات وبنيات، تمتلك كل المقومات الرمزية في أبعادها البرتوكولية والتنظيمية، وتفتقد في الآن نفسه لصوت العقل بشقيه الأداتي والجمعي، كما تجليها أيضا أروقة الفضاء العام، التي أضحت مستنقعا لسفك الدماء، ومرتعا لتجسيد مظاهر التنكيل بعقول الوطن والسترات البيضاء، حاملة ببهتان شعار “الجهل نور والعلم عار”، واقع لن تضمد جراحه سوى آهات منبعثة من نفسية مكلومة، تبحث على التو العودة لرحاب الصدمة الأولى، لا تقلقي أمي، فعيون القلب تبقى مفتوحة لا تنام، سأرى، وسأبعث من جديد وقد أرى بعيون الوطن. آه أمي الحنون، نسيت أَنَّ وطني بلا عينين!!.[20]

بموازاة ذلك، تنقشع في الأفق القصصي تعبيرات عاكسة لوضعية تجاذب الشخصيات بصيغها المتعددة، وأنماطها الجنسية المختلفة، وسياقاتها الاجتماعية المتباعدة، على محك البياض في مقابل السواد، ورحلة البحث اللفظي عن بنية تركيبية منسجمة، قد تبدد التنافر الناتج عن مسارات سيكولوجية متشردمة، من خلال امتطاء لعبة اللباس ومظاهر الحياة المادية لاسترجاع الضوء الهارب والبياض إلى حضن أنوثة مكابدة ومواصلة، إنها امتدادات الجسد خارج نفسه، امتداداته في أشيائه، في الملابس والعصا والسيجارة وقضبان الحافلات وجسد الآخر… وكذا الابتسامة والضحك والوجه المقطب، دلالات أصيلة تعد المدخل الرئيس إلى الكشف عن الهوية الثقافية للجسد[21].

هذه المكوكيات للأحداث داخل النصوص تتنازعها أسئلة متنافرة، تحتاج إلى قدرة على الرصد لتضمينات تحجبها تعبيرات مدججة بكل علامات الترقيم، الذي يغلب عليها طابع التعدد في الموقع الواحد، إنها لحظة شرود تنتاب الكاتبة حينما يشق خلدها هول الموقف وفظاعة الحدث، الفاصلة فواصل، علامتا التعجب والاستفهام علامات، نقطة النهاية بلا نهايات، إنها لحظة انشطار وغفوة ذهنية تحاصر الساردة، وتمنعها من التفاعل مع شخوصها المتمردة، بيد أن عصاميتها المعهودة وذكاءها الثاقب يفضيان في نهاية المطاف إلى معانقة الذات والحرص على تحركها داخل النصوص بانسيابية عذبة على مستوى الترصيص الأسلوبي، وصدقية عميقة في انتقاء معجمها الحامل لدلالة العشق للوطن المأمول.

4 ـ نفاذ البداية وحلم النهاية:

ظلت هواجس البدايات في المتن القصصي للأديبة زهرة عز محكومة بتموجات الأحداث عبر محكيات الوطن، تأسرها نبرة حزينة نابعة من شظف العيش المتحكم في رقاب الحرافيش، الذين لاذوا لوضعية مأزقية، هي أساسا وضعية القهر، الذي تفرضه عليه الطبيعة، التي تفلت من سيطرته وتمارس عليها اعتباطها، والممسكون بزمام السلطة في مجتمعه يفرضون عليه الرضوخ[22]. ولذلك شكلت مسألة الانفكاك من كوابح الطبيعة والسلطة عنوان العتبات الواشمة للنصوص العزية، إذأن الإبداع لا يمكن أن يكون ترجمة حرفية للتحولات السياسية، لأنه بحكمخصوصيته وأدواته وارتباطه بذاتية المبدع لا يمكن أن يكون استنساخا أو تكرارا لما هو رائج في عالم السياسة، والإبداع القصصي في أشكاله اللامتناهية ومقتضيات وسائله المغايرة لطبيعة التواصل المباشر ينحو إلى إعادة خلق الأشياء والعلائق  والفضاءات من خلال مسافة جمالية محددة يضعها بين المعيش المباشر والرؤيا الفنية التي تمزج المادي بالنفسي والملموس بالمحلوم به ومشاهد الواقع[23]. هذه النغمة المفارقة بين المعيش والحلم المسرود تطرح مسألة المسافة الجمالية أيضا عبر مدياتها العابرة بين عتبات الحكي ومنتهياته، بل تشكل رهانا للسارد قصد التخلص من بدايات مظلمة صوب نهايات باعثة للأمل، ولعل سمفونية” الزعيم المرياع” تعكس رؤية مؤسسة للبحث عن الخلاص داخل بنية النص القصصي، تحدوه في ذلك رغبة جامحة لمحاصرة شخوص ممتدة لواقع بئيس، والاصطفاف ضمن رحلة البحث عن الحلم المفقود،المشبعة بالكثير من الطرافة المرة، تجليها مخرجات العرض الحالك، الذي أجهز على كل الكوات الباعثة لنور متوقع، “حين أدرُت تلفاز أحلامي جاء العرض باللونين الأبيض والأسود .. ظللُت أتململ. فجأة اصطبغت الشاشة بلون واحد: الأسود فقط! .. كانت الأيدي تكبلني لمقعدي لأستمر حتى نهاية العر‍ض الحزين”[24]. إن توحد الألوان صياغة فنية جميلة للدلالة على نسيج اجتماعي،برعت هندسة الزعيم المرياع في نسج خيوطه، وتنميط بنية ذهنية شاردة تتحرك وفق مستلزمات ثقافة القطيع، يقودها من فقد كل الدلالات للإنتاج، إنها آفة الخصي السياسي، تجليها صورة الفلاّح الذي قفز فزوعا وهو يرى مرياعه الضخم بقرونه الكبيرة يغادر الربوة ويجري نحو الجبل. جرسه يدقّ دون انقطاع والماشية تجري وراءه بلاوعي أو إرادة بينما بحّ صوت حسناء النعاج. لم يتوقف غثاؤها محاولة إيقافهم ،، : عاجز زعيمنا لا إرادة له ولاصوت ،،لايملك من نفسه شيء ،، هو سجين الوهم  والجرس زنزانته الضيقة . تراجعوا، تراجعوا قبل فوات الأوان ،، وقف المرياع على حافة الجبل وقدره . وقبل أن يهوي أسفل المنحدر حيث الوادي ويقفز وراءه الآخرون من طينته، رمى الحسناء التي أسقطت قناعه ولمست حقيقته المرّة بنظرة شكر واعتذار ..ثم ساد صمت رهيب ، وبعد كلّ الغوغاء والجلبة خبا صوت الجرس حدّ الموت فاسحا المجال لقدسية جثث وأكفان  مكسوة بعشب المروج  وقد طفت غباء فوق الماء…[25]

هل الانتصار للقيم ورفض الانكسار أضحى مطلبا إبداعيا خارج دوائر التحرر من الوعي الشقي؟ هل مخرجات الحكي تم الالتفاف عليها من طرف الزعيم المرياع والرجل الأحمر وسارق الحذاء؟ أسئلة تحيا في كنف مؤامرة سكتها بدايات حكي مشلولة، وتغذيها ذوات ألفت التطبيع مع كل شيء، إنها خطيئة العتبات الناظمة للعبة خسيسة، لن تقوى أحلام النهايات على زحزحة كلكلها الجاثم على نفوس عاقتها أعضاء تنفسها الطبيعي، إنها ملامح كورونا سياسية تعد بتنفس إصطناعي فاقد لجدواه.

ككلّ ليلة، عبد الصّادق يتقلّب على صفيح ساخن. هبّ مبلولا، مفزوعا،، جلس على حافّة سريره البارد . يتصبّب عرقا يطارده كابوسه اليومي. نكّس رأسه ذليلا يسترجع كلّ الأحلام التي سرقها منهم .. مدّ يده لرفّ قريب تناول سلسلة “غارغنتوا وبانتاغرويل ” لكاتبها فرانسوا رابلي،، قرأ بصوت أراده قويا :كيف أكون قادرا على قيادة الآخرين إذا لم أكن قادرا على قيادة نفسي ؟؟ تنحنح بسلام وهو يستعد لقراءة قصّة “خرفان باروج” آملًا أن تراوده لاحقا أحلام وردية. سيحرص أن يكون ” بانوروج” وليس إحدى الخرفان او التاجر الجشع … حينها هدأ روعه واطمأن قلبه،، ثم أقسم أن يصدق في وعده هذه المرّة و ينسحب،،،[26]، هل التفكير في مآلات المقهورين قدر ليلي، تلوكه نوايا ترثرة سارقي الأحلام؟؟؟ إنها رحلة شاقة تتجشم عناءها الأديبة زهرة عز عبر منحنيات قصصية ممتعة، تعهدت عبر حسها الإبداعي إزاحة الوشائج المنسوجة في جنح الظلام، لم تستسغ صدى الأجراس الخادعة في عنق المرياع المزهو بقرون منخورة، تزيد من هشاشتها شخوص مخصية، تعيش تشظيا سيكولوجيا مضللا للأبرياء، إنها رحلة البحث عن الإنسان المتفوق بمفهومه النيتشوي، بين ركام من المتلاشيات الآدمية، التي لزمت لحظة سكونية يسعى المتخيل السردي إلى بعثها قصد تجاوز حركة الجزر، والإنصات بإمعان لنداء نيتشه عبر نص يختزل كل الأسئلة المزعجة والمقلقة، “لقد سلكتم الطريق الطويلة من الدودة إلى الإنسان، لكنكم مازلتم تحملون الكثير من الدودة في داخلكم، كنتم قردة ذات يوم، وإلى الآن مايزال الإنسان أكثر قردية من أي قرد”[27].

5 ـ على إيقاع ختم مشروخ:

إن السمفونية الأدبية لزهر عز من خلال روافدها ذات الأبعاد السوسيولوجية والنفسية، تمتزج في صلبها كل أشكال الحكي، وتتمازج داخلها سباق المسافات داخل منحنيات تتسم أحيانا بالانفتاح على المركب الواقعي بآهاته وتوهجاته، وتخبو أحيانا أخرى داخل زوايا مظلمة ترسو على معول اجتماعي يردد حياة البؤس وارتباك الذات أمام أصوات تناديها طنطنات صوب الامتثال للتلاشي والموت، ولعل الأقصوصات الإبداعية للأديبة المتألقة التي يغلب عليها النفس الحكائي القصير حجما، والامتداد الاجتماعي العميق دلالة، قد تسهم في لملمة خيوط خرائطية مغزل روائي، تتجاذبه في الآن نفسه أمواج هواجس الواقع وارتباكاته وردهات متاهات السياسة[28]، منتهجة في ذلك مقاربة مفادها” أن المتخيل رافق الإنسان منذ أن أدرك أن وراء الواقع المعيش واقعا آخر، أكثر جمالا وأقل قبحا، ففي الزمن الذي يساوي مكانه سجن، وفي المتخيل ما يحرر الزمن من مكانه ويجعله أكثر اتساعا، وما الرحلات وتحصيل المعارف والتجارب الروحية السامية إلا سبل متعددة، توسع المكان وتمد الإنسان بأجنحة غير منظورة” [29].

تبقى عملية إمداد الإنسان بأجنحة غير منظورة أمام معادلة صعبة، قائمة على زعامات مشروخة تستند في ممارسة الأدلجة والتضليل على مصفوفة وعي زائف، من أجل تكويد الوعي الجمعي بأقفال منمطة وكابحة لسلطة العقل من جهة، ووعي جماهيري مأسور، يئن تحت وطأة وعي شقي متشظي بين أفكار ومواقف تنكسر على صخرة واقع أيوبي من جهة أخرى، هذه الثنائية المتناغمة تمتطي حصان طروادة لضمان استمرارية وطن بلاعينين، إنه زمن الزعيم المرياع بدون منازع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصادر والمراجع

أ ـ دراسات وأبحاث:

  • رحمة بورقية: الدولة والسلطة والمجتمع، دراسة في الثابت والمتحول في علاقة الدولة بالقبائل في المغرب، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، الطبعة الأولى 1991.
  • سعيد بنكراد: السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، منشورات الزمن، الطبعة الأولى 2013.
  • عبد الرحمن أبو عوف، البحث عن طريق جديد للقصة القصيرة، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، الطبعة الأولى 1971.
  • علي بولعلام: المغزل الروائي بين هواجس الواقع ومتاهات السياسة، ، قراءة في التجربة الروائية لزهرة عز، جريدة العرب، 2018.
  • فريدريش نيتشه، هكذا تكلم زرادشت، كتاب للجميع ولغير أحد، ترجمة علي مصباح، منشورات الجمل، بغداد، الطبعة الأولى 2007.
  • فيصل دراج: الرواية وتأويل التاريخ، نظرية الرواية والرواية العربية، المركز الثقافي العربي، المغرب، الطبعة الأولى 2004.
  • محمد المهدى، علم النفس السياسي، المكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، الطبعة الأولى 2007.
  • مصطفى حجازي: التخلف الاجتماعي، مدخا إلى سيكولوجية الإنسان المقهور، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة التاسعة 2005.
  • مطاع صفدي: تفكر الذات اختلافيا، مجلة الفكر العربي المعاصر، مركز الإنماء القومي، العدد، 134 ـ 135، 2006.
  • هيام صالح، للجبل أغان أخرى، سلسلة “أصوات معاصرة”، العدد 69، 2001.

ب ـ نصوص إبداعية:

  • زهرة عز: الزعيم المرياع.
  • زهرة عز: تفاحة آدم ذات لقاء ومسرحية.
  • زهرة عز: صخرة أيوب.
  • زهرة عز: كراسة الوطن.
  • زهرة عز: محفظة الوطن.
  • زهرة عز: من سرق حذائي؟
  • زهرة عز: وطن بلاعينين.
  • عبد الرحمان منيف: الأشجار واغتيال مرزوق.

 

[1] تقوم أطروحة المجتمع الأبوي على أساس أن هناك والدا أو مسلولا أو رئيسا يملك كل شيء ويعرف كل شيء أو يوجه كل شيء، وله احترام خاص قد يصل إلى درجة القداسة التي تستوجب الطاعة العمياء من الأبناء أو التابعين أو الرعية، والذي ينحصر دورهم في الاتباع والانصياع والتنفيذ. ” محمد المهدى، علم النفس السياسي، المكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، الطبعة الأولى 2007، ص: 17.

[2] زهرة عز: كراسة الوطن.

[3] زهرة عز: محفظة الوطن.

[4]زهرة عز: تفاحة آدم ذات لقاء ومسرحية.

[5]زهرة عز: من سرق حذائي؟

[6]فيصل الدراج: الرواية وتأويل التاريخ، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 2004، ص 5، 6.

[7]زهرة عز: من سرق حذائي؟

[8]عبد الرحمان منيف: الأشجار واغتيال مرزوق.

[9] عنوان رواية لنجيب محفوظ، والمقصود بها الناس البسطاء.

[10]  فيصل الدراج: الرواية وتأويل التاريخ، ص: 12.

[11]  زهرة عز: من سرق حذائي؟

[12] ترتكز الميكيافيلية على أطروحة مفادها أن الأخلاق تفسد السياسة وتحد من فاعلية السياسي.

[13]زهرة عز: تفاحة آدم ذات لقاء ومسرحية.

[14] قول شهيرة للكاتب البولوني باتشكو.

[15]رحمة بورقية: الدولة والسلطة والمجتمع، دراسة في الثابت والمتحول في علاقة الدولة بالقبائل في المغرب، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، الطبعة الأولى 1991، ص: 10.

[16]زهرة عز: وطن بلاعينين.

[17]زهرة عز: وطن بلاعينين.

[18]زهرة عز: صخرة أيوب.

[19]مطاع صفدي: تفكر الذات اختلافيا، مجلة الفكر العربي المعاصر، مركز الإنماء القومي، العدد، 134 ـ 135، 2006، ص،3.

[20]زهرة عز: وطن بلاعينين.

[21]سعيد بنكراد: السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، منشورات الزمن، الطبعة الأولى 2013، ص:133.

[22]مصطفى حجازي: التخلف الاجتماعي، مدخا إلى سيكولوجية الإنسان المقهور، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة التاسعة 2005، ص:10.

[23]عبد الرحمن أبو عوف، البحث عن طريق جديد للقصة القصيرة، ص: 111.

[24]هيام صالح، للجبل أغان أخرى، سلسلة “أصوات معاصرة”، العدد 69 ، ص: 3.

[25]زهرة عز، الزعيم المرياع.

[26]زهرة عز، الزعيم المرياع.

[27]فريدريش نيتشه، هكذا تكلم زرادشت، كتاب للجميع ولغير أحد، ترجمة علي مصباح، منشورات الجمل، بغداد، الطبعة الأولى 2007. ص، 42.

[28]علي بولعلام: المغزل الروائي بين هواجس الواقع ومتاهات السياسة، جريدة العرب، ص: 8.

قراءة في التجربة الروائية لزهرة عز

[29]فيصل دراج: الرواية وتأويل التاريخ، نظرية الرواية والرواية العربية، المركز الثقافي العربي، المغرب، الطبعة الأولى 2004، ص: 18.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى