إيران تستغل فراغ أمريكا لتسريع القنبلة النووية
بحسب معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي قد ترى طهران أنه لا يوجد وقت أفضل من الوقت الحالي لامتلاك سلاح نووي
حذر معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي من أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان يحمل تداعيات مهمة بخصوص اعتبار إيران لواشنطن كتهديد.
فقد ترى طهران، بتشجيع من فقدان واشنطن للمصداقية وتراجعها عن مواجهة خصومها في جنوب آسيا والشرق الأوسط، أنه لا يوجد وقت أفضل من الوقت الحالي لامتلاك سلاح نووي.
تقدم في تخصيب اليورانيوم
كما يأتي رحيل أميركا من أفغانستان والانسحاب المخطط لقواتها القتالية من العراق في أعقاب فشل واشنطن في الرد على سلسلة من الاستفزازات الإيرانية، بما في ذلك عدوان طهران على الملاحة البحرية ومحاولة اختطاف مواطن أميركي في نيويورك، وفقاً للتقرير.
فالوكالة الدولية للطاقة الذرية، قالت الأسبوع الماضي، إن إيران تقدمت في تخصيب اليورانيوم وهي خطوة رئيسية نحو تطوير قنبلة ذرية. كما ذكرت الوكالة أن طهران زادت إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%، في خطوة قصيرة من إنتاج الأسلحة.
تخطيط وإلغاء
إلى ذلك أظهرت وثائق من الأرشيف النووي الإيراني، التي استولى عليها الموساد من مستودع في طهران عام 2018، أن إيران خططت في الأصل لصنع عدة أسلحة نووية قابلة للتسليم (أي وضعها بمكان التفجير أو الهدف) بوزن 10 كيلو طن بحلول عام 2003. لكن عندما هاجمت الولايات المتحدة العراق، ألغى المرشد الإيراني علي خامنئي هذه الخطط، بحسب معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي.
وفي حين، هاجمت واشنطن العراق على أساس إنهاء تهديد مزعوم لأسلحة الدمار الشامل، خشي قادة طهران من أن تكون إيران الهدف التالي للولايات المتحدة.
استعداد لتطوير أسلحة نووية
كما أثر الضغط الدولي على استعداد إيران لتطوير أسلحة نووية. وفي عام 2002، علم المجتمع الدولي أن النظام الإيراني لديه موقعان نوويان سريان – منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز ومصنع لإنتاج الماء الثقيل بالقرب من آراك. وفي مواجهة الانتقادات العالمية، سمحت إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير 2003 بإجراء عمليات تفتيش في هذه المواقع وغيرها.
منذ ذلك الحين، قامت طهران بتسريع برنامجها النووي في نقاط مختلفة للضغط على الغرب وابتزازه، غير أنها لم تتجاوز عتبة الأسلحة النووية.
ولفت المعهد إلى أنه مع تضاؤل الوجود الأميركي الآن في جنوب آسيا والشرق الأوسط، وإظهار واشنطن عدم رغبتها في إنفاق موارد وطنية كبيرة لمواجهة التهديدات الإقليمية، فإن الظروف التي قادت إيران ذات يوم إلى إبطاء تطوير أسلحتها النووية لم تعد موجودة. وتشير التطورات النووية الاستفزازية التي حققتها طهران مؤخراً إلى أنها تختبر بالفعل تصميم الولايات المتحدة وأوروبا.
إعادة الضغط فوراً
ووفق المعهد، يجب على الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين إعادة الضغط على الفور على برنامج إيران النووي، وأن يقودوا الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تمرير قرار جديد لمجلس المحافظين في سبتمبر المقبل للمطالبة بوقف الخطوات النووية المهددة لإيران ومطالبة طهران بالتعاون فيما يتعلق باكتشافات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لليورانيوم غير المعلن عنه في 3 مواقع.
كما يجب على إدارة بايدن مراجعة وتعزيز قدراتها في جمع المعلومات الاستخبارية حول خطط الأسلحة النووية الإيرانية وتواصل التنسيق عن كثب مع إسرائيل، التي عادة ما تجمع معلومات مهمة عن أنشطة طهران النووية ونواياها. وعلى الإدارة الأميركية أن توضح أيضاً أنها ستستخدم القوة العسكرية لوقف الاختراق النووي الإيراني.
إلى ذلك نبه معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي من أن إيران تفكر في تحركاتها القادمة وسط فراغ الوجود الأميركي، وبالتالي يجب على واشنطن وشركائها الأوروبيين أن يوضحوا أنهم ما زالوا لديهم التصميم على حرمان طهران من سلاح نووي.