بعد البنزين أتى دور المياه.. لم يبق سوى الهواء في لبنان
تتساقط الأزمات على لبنان دون هوادة، فبعد الأزمة الاقتصادية الخانقة وتدهور قيمة العملة بنسبة أكثر من 90%، فضلا عن أزمة البنزين، وانقطاع الدواء، وتعثر المستشفيات، أتى دور المياه.
فقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان اليوم السبت من أن أكثر من أربعة ملايين لبناني قد يواجهون نقصا حادا في المياه أو قد تنقطع المياه عنهم تماما خلال أيام، وذلك بسبب أزمة الوقود الشديدة.
وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف “أصبحت المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمراكز الصحية محرومة من المياه الصالحة للشرب بسبب نقص الكهرباء، مما يعرض الأرواح للخطر”.
كما أضافت “إذا أُجبر أربعة ملايين شخص على اللجوء إلى مصادر غير آمنة ومكلفة للحصول على المياه، فذلك سوف يعرض الصحة والنظافة العامة للخطر، وقد يشهد لبنان زيادة في الأمراض المنقولة عبر المياه، بالإضافة إلى زيادة في عدد حالات كوفيد-19″، وحثت على تشكيل حكومة جديدة لمواجهة الأزمة.
لم يبق سوى الهواء!
ويعيش لبنان انهيارا ماليا منذ عامين، فيما يؤدي نقص الوقود والبنزين إلى انقطاع الكهرباء لفترات ممتدة، وسط انتشار طوابير طويلة عند محطات الوقود القليلة التي لا تزال تعمل.
وقد سجل انقطاع الكهرباء في البلد الذي يعاني أحد أسوأ أزماته منذ عقود، أكثر من 22 ساعة يوميا.
حتى بات هذا التقنين القاسي التقليد الجديد في بلد مفلس تفتقر أسواقه إلى كل شيء تقريبا من الوقود إلى الدواء فالخبز وكافة المواد الأساسية.
وقد بدأ صبر سكان لبنان ينفد وكذلك قدرتهم على الصمود مع انهيار اقتصادي بلا قعر نقل البلاد إلى حالة معاكسة لما كانت عليه بالمطلق، حتى إن الكثيرين منهم علقوا “لم يبق سوى الهواء كي ينقطع عنا”.