صديق ترامب .. عبدالغني برادر رئيسا محتملا لأفغانستان

رجحت صحيفة “واشنطن بوست” أن يكون الملا “عبدالغني برادر”، رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان، الرئيس القادم لأفغانستان، بعد أن تمكنت حركة طالبان من السيطرة على أفغانستان وإسقاط حكومة الرئيس السابق “أشرف غني”.

وسلطت الصحيفة الأمريكية الضوء، في تقرير لها، على تاريخ “برادر”، مشيرة إلى أنه ليس زعيم حركة طالبان كما يظن البعض، إذ يعتبر عمليا الرجل الثاني في الحركة، بعد زعيمها “هبة الله أخوند زاده”، الذي لم يظهر على الملأ حتى الآن.

ولد “برادر” عام 1968 في ولاية أورزغان الأفغانية، وبالإضافة إلى شغله منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، كان أبرز مفاوضيها في محادثات السلام السابقة بالدوحة.

وكان “برادر” واحدا من الذين شاركوا في القتال ضد القوات السوفيتية في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، وهو صهر مؤسس حركة طالبان وزعيمها الأول، الملا “محمد عمر”، كما شارك معه في تأسيس الحركة.

وبعدما سيطرت حركة طالبان على غالبية الأراضي الأفغانية بين عامي 1996 و2001، شغل “برادر” مراكز قيادية في الحركة، من بينها حاكما لعدة ولايات.

وبعد الغزو الأمريكي كان “برادر” واحدا من المفاوضين عن طالبان بشأن استسلام الحركة التي هزمت بعيد الغزو، ويذكر الجنرال الأمريكي “جيسون أمرين” أنه أجرى مكالمة هاتفية حينها مع الرئيس الأفغاني “حامد كرازي”، ثم أرسل قوات لاغتياله بعد نحو أسبوعين.

وفي وقت لاحق، فر “برادر” إلى باكستان مع هزيمة حركته أمام القوات الأمريكية، ولم يكن بعده عن مركز العمليات الحربية سببا في عدم اشتراكه فيها، إذ بعدما استعادت طالبان قوتها تدريجيا، كان ينسق الجهود الحربية من باكستان، وخصوصا في ولاية أورزغان، مسقط رأسه، وفي الوقت ذاته يدير مفاوضات سرية مع “كرازي”.

واعتقلت القوات الباكستانية “برادر” عام 2010، وظل في السجن حتى عام 2018، بعد تدخل من جانب الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، حتى يتسنى له المشاركة في مفاوضات السلام التي كانت تسير حينها على قدم وساق.

وبعدما سيطرت طالبان على كابل، ظهر “برادر” في تسجيل مرئي خلع فيه نظارته التي ترافقه معظم الأوقات، قائلا إن “الأمر الآن في أفغانستان يتصل بخدمة الشعب وتأمينه وضمان مستقبله”.

ولفت “برادر” الأنظار، مساء الثلاثاء الماضي، عندما وصل إلى مدينة قندهار، جنوبي أفغانستان رفقة أسطول من السيارات، واستقبله الآلاف من سكان المدينة، بينما أضاءت الألعاب النارية سماء قندهار.

وهذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها قدما “برادر” الأراضي الأفغانية منذ نحو عقدين، إذ كان قادة طالبان، لسنوات طويلة، مثل “الأشباح” التي لا ترى في أفغانستان، خلال قيادتهم تمردا عسكريا استمر 20 عاما.

وسيطرت طالبان على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً على أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو” على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.

ومنذ مايو الماضي، بدأت الحركة توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري، وفق اتفاق الدوحة للسلام في أفغانستان الموقع في فبراير/شباط 2021.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى