دراسة صادمة : فيتامين (د) لا يحمي من الإصابة بفيروس كورونا
أظهرت دراسة كندية حديثة أن الحبوب المكملة لفيتامين (د) لا تحمي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ومثل العناصر الغذائية الأخرى التي تلعب دوراً في وظيفة المناعة، اقترحت العديد من الدراسة السابقة تناول مكملات فيتامين (د) كوسيلة للوقاية من COVID-19 أو علاجه، ولكن وفقاً للبحث الكندي الجديد، كشفت دراسة واسعة عدم وجود أي دليل على أن تناول فيتامين (د) يقلل من معدلات الإصابة بالمرض أو حتى تقليل شدته، وفقاً لموقع “studyfinds”.
ويُعتقد أن فيتامين (د) يقلل وفيات الفيروس التاجي بنسبة 60%، مما أثار دعوات لإعطائه لمرضى المستشفيات، ووفقاً لتقارير سابقة، تبين أن أولئك الذين يتلقون المكملات الغذائية لفيتامين (د) تقل احتمالية قبولهم في وحدة العناية المركزة بنسبة 80%.
ولكن في هذه الدراسة الحديثة، ركز الباحثون على المتغيرات الجينية التي ترتبط بزيادة مستويات فيتامين (د)، من خلال تقنية تسمى “عشوائية مندلية”، والتي تستخدم المتغيرات الجينية المرتبطة بعامل خطر محتمل، في بحث اختير المشاركين فيه من 11 دولة في جميع أنحاء أوروبا.
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور جيوم بتلر لابورت من جامعة ماكجيل في مدينة كيبيك الكندية في بيان: “في الماضي، توقع التوزيع العشوائي المندلي باستمرار نتائج تجارب فيتامين د الكبيرة والمكلفة”.
وأضاف: “هنا في هذه الدراسة، لا تظهر هذه الطريقة دليلاً واضحاً على أن مكملات فيتامين (د) سيكون لها تأثير كبير على نتائج COVID-19”.
وأشارت مجموعة من الدراسات السابقة إلى أن المرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين يعانون من نقص في المغذيات هم أكثر عرضة للوفاة.
نقص فيتامين D.. أعراض “غير متوقعة”
كما زعمت إحدى الدراسات أن 99 % من المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين (د) استسلموا لـ”كوفيد-19″ في مستشفى في إندونيسيا، مقارنة بـ4 % فقط من أولئك الذين لديهم مستويات صحية جيدة من فيتامين (د)، لكن الفريق الكندي قال إن هذه الدراسات كانت قائمة على الملاحظة وربما فشلت في مراعاة العوامل الأخرى.
أحدث النتائج والاكتشافات، التي نُشرت في مجلة (PLOS Medicine) واستناداً إلى بيانات وراثية، لا تدعم هذه النظرية، إذ حلل الدكتور بتلر لابورت وزملاؤه المتغيرات الجينية لـ 4134 مصاباً بالفيروس التاجي وقارنوها بالبيانات الجينية لـ1284876 شخصاً غير مصاب.
ووجد الباحثون في الدراسة أن الأشخاص الذين يكون لديهم مستويات أعلى من فيتامين (د)، لم يكن لديهم خطر أقل للإصابة بفيروس كورونا المستجد، أو الاستشفاء، أو حتى المرض الشديد بسبب COVID-19.
وعلق بتلر لابورت قائلاً: “قدرة فيتامين (د) على الحماية من مرض (كوفيد-19) ذو الأعراض القوية، ذات أهمية كبيرة لخبراء الصحة العامة، ولكن لديه أدلة داعمة محدودة”.
وأضاف: “رفع مستويات فيتامين (د) المنتشرة من خلال المكملات الغذائية قد لا يحسن نتائج COVID-19 في عموم السكان”.
وتابع: “لا تدعم هذه الدراسة مكملات فيتامين (د) كتدبير للصحة العامة لتحسين النتائج، والأهم من ذلك، تشير نتائجنا إلى ضرورة إعطاء الأولوية للاستثمار في طرق علاجية أو وقائية أخرى للتجارب السريرية العشوائية لـ COVID-19”.
وأشار الباحثون إلى أن الأفراد الذين يعانون من نقص فيتامين (د) لم تشملهم الدراسة.
ولا يزال من الممكن حماية حبوب المكملات الغذائية المرضى الذين يعانون من نقص حقيقي فيها من (كوفيد-19).
ويذكر أن فيتامين (د) مسؤول عن تكوين العظام وتقويتها ويحمي من الإصابة بالأمراض القلبية وتصلب الشرايين وضغط الدم والسكتات الدماغية، كما يعد من الفيتامينات المهمة التي تساعد على الوقاية من مرض السكري، وذلك لقدرته على تحفيز البنكرياس على زيادة الأنسولين بالجسم وزيادة المناعة.