(من أوراق عاشق).. حديث التعصب.. بقلم: صبرى القن
كنا نناقش بحث لزميل لى حول جماعة الديوان بين المدرسة الرومانسية والكلاسيكية فى الأدب فى كلية الاداب جامعة القاهرة ونحن فى الفرقة الرابعة، واذ بى اكتب كل نقاط الاختلاف حول البحث ويشاء حظى العاثر إن الدكتور سيد البحراوى الله يرحمه طلب منى أن أقوم لأتكلم بعد عدد من الزملاء الذين اثنوا على بحث زميلى.
وليتنى لم أفعل أعترف انه بذل مجهودا كبيرا فى البحث لكننى تقريبا نسفت له البحث من كثرة مانقدته فلم يتمالك هذا الزميل نفسه فسب لى الدين وما كان من الدكتور “بحراوى”، الا أن أصر أن يحول زميلى هذا إلى لجنة تأديب لرفدة وفصله من الجامعة، ولانه كانت لى علاقة مع الدكتور سيد طيبة فقد رجوته الا يفعل ذلك ووافق بعد اعتذار الزميل لى بل لكل من كان بالقاعة.
كل ده عادى جدا لكن الذى أريد أن أقوله ان ما تتعصب له اليوم لاتعلم موقفك منه فى الغد لا أحد يعلم تحديدا ما فى الغد، فالأذواق تختلف مع الزمن وكذا الآراء فى الفن والسياسة وحتى الدين نفسه الرجل يعيش حياته مؤمنا ويختمها بالكفر والعياذ بالله، أو يعيش عاصا، أو كافرا وتختم له بالايمان لا أحد يعلم.
فاللهم اختم بالأعمال الصالحات أعمارنا، وأرض عنا، وتب علينا يا الله مع مرور الزمن نكبر ومع القراءة وكثرة التجارب تزداد معرفتنا بل وثقافتنا ومواقفنا من الحياة والمجتمع والعالم بأثره صحيح إن قليل من الناس دائما هم من لهم أراء وأفكار تتغير من يوم لآخر، أو من زمن لزمن آخر، ولكن يبقى أن هؤلاء القليليين هم من قال الله عنهم (وقليل من عبادى الشكور) وكم من فئة قليلة غلبت كثيرة إلى آخر.. مثل هذه الآيات.
وتستمر الحياة بكل مافيها من معاناة وظلم وفساد وأحلام وطموحات ويظل الأصرار لنعيشها حتى آخر رمق فى حياتنا ربما نغيرها ذات يوم طالما الأمل موجود.
يقول الشاعر كمال عبد الحليم فى قصيدته إصرار التى كتبها فى 1 ابريل 1946:
أخى يا أيها الانسان هل فى مصر انسان
أراها مسرح الاشباح قد وارته ألوان
هى الفلاح والفلاح أسمال وأكفان
هى العمال والعمال اجهاد وحرمان
أرانا نجمع الأشواك هل للشوك ريحان
أخى ما نحن بالأحرار لكن نحن عبدان
لقد ضاقت بنا الأوطان ما للعبد أوطان