أغسطس شهر وفاء النيل.. بقلم: محمد مختار قنديل
موسم فيضان النيل صيفاً أشهر أغسطس وسبتمبر حتى أكتوبر من كل عام.
ولم يتخلف النهر الخالد منذ عرفناه عن موعد فيضانه لذلك تغنى له الشعراء والمطربون وأولهم أحمد شوقي وأم كلثوم ومثال ذلك:
من أي عهد بالقرى تتدفق … وبأي كفّ في المدائن تغدق
وكانوا يزفون عروساً في أغسطس عرفاناً بوفائه وفي ذلك يقول شوقي:
زفت إلى ملك الملوك… يحوطها بالشاطئين مزغرد ومصفق
وفي الجندول لمحمد عبد الوهاب:
يا ضفاف النيل ويا خضر الروابي
هل رأيت على النهر فتي غض الإهاب
أسمر الجبهة كالخمرة في النور المذاب
وفي السينما هناك أفلام مثل فيلم عروس النيل للفنان رشدي أباظة ولبنى عبد العزيز وصراع في النيل وغيرهم.
وفي المدارس كنا مقرراً علينا في القرن الماضي قصيدة للشاعر السوداني التيجاني يوسف البشير يقول في مطلعها:
أنت يا نيل يا سليل الفراديس نبيل موفق في مسابك
مخرتك الأملاك في جنة الخلد
وهكذا مصر هبة النيل كما قال هيرودوت منذ ألوف السنين ونحن نقول الآن أن النيل هبة المصريين وهم روحه وحياته.
كنا ننظر إلى قائمة العطلات الرسمية طوال العام وكنا نرى عيد وفاء النيل منتصف أغسطس كل عام وكنا نأسف لأنه ليس أجازة رسمية رغم كثرة العطلات الرسمية في مصر لكثير من المناسبات.
كنا نتمنى أن نرى مهرجاناً واحتفالاً يليق على صفحة نيل القاهرة بالمراكب الشراعية والطائرات المائية ونثر زهور المواطنين على ماء النهر حباً وعرفاناً لهذا النهر الخالد ولله الذي أرسله لنا من هضاب أفريقيا الإستوائية والحبشة والذي ربطنا بكل أشقائنا الأفارقة.
وكنا نتمني إذاعة الأغاني والأفلام الخالدة عن النيل وأن نصنع الجديد منا حباً في هذا النهر الخالد الذي أرسله الله لنا ولأشقائنا من روابي جنة الخلد.
لواء أركان حرب مهندس محمد مختار عيد قنديل