عودة طالبان.. بقلم: طه خليفة
لا استريح لحركة طالبان، ولا تشددها، ورفعها شعارات إسلامية، وحديثها عن تطبيق الشريعة، ليس لأنني ضد ذلك، إنما لأن شرائح وفئات من العقل المسلم الحركي اليوم غير قادرة على الفهم والتطبيق الصحيح للإسلام، كما أن الشريعة تتعرض للتشويه على أيدي المتاجرين بها من أفراد وجماعات وأنظمة..
في تقديري أنه لا حرب ضد الإسلام والمسلمين، إنما مشكلة العالم مع أولئك الذين يختطفون هذا الدين من الحركات الإسلامية، ويقدمونه كآلة عنف وقتل وإرهاب ومخاصمة للآخر والعصر، وطالبان لاتزال محشورة في هذه الزاوية الضيقة من أثر تجربتها الأولى في الحكم بين عامي 1996 وحتى إسقاطها على أيدي الأمريكان في 2001.
من حق العالم أن يقلق من عودة طالبان خاصة إذا كانت ستظل على نهجها القديم ومحكومة بقيادات شبيهة بالملا محمد عمر الرجل الذي كان يعيش بعقلية تنتمي إلى عصور من الجمود والضيق والظلام.
ستحكم طالبان على نفسها بالعزلة، وبمزيد من الإفقار والتجويع والتخلف على الشعب الأفغاني، إذا ظلت هى نفسها طالبان الأولى، ولم تدرك بعد أنها جزء من عالم متعدد ومتنوع يقوم على المدنية والحداثة والاستنارة والتعايش وقبول الاختلاف والمصالح المتبادلة.
العالم ليس ضد الأديان، ولا التدين، إنما ضد استخدام العقائد والأيدلوجيات الدينية في شن حروب كراهية ونشر العنف والإرهاب.. والحركات الإسلامية تتسم بالغشم والغلظة في رؤية وفهم الدين والتعامل معه، وتقديمه للناس ليس باعتباره رحمة للعالمين، وتسامحاً مع كل الناس، إنما عقيدة تنتهج الشدة والعنف، كما يعرضون طريقة الحكم بشريعته كما لو كانت هى جز الرؤوس.
مالم تكن طالبان تغيرت جذرياً فإن أفغانستان لن تخرج من كهوف تورا بورا، وسيغرق البلد في حروب أهلية مجدداً، وستشتعل آسيا الوسطى وفيها 4 دول كبرى لن تبقى صامتة؛ الصين وروسيا وإيران وباكستان، وستكون الخسارة التقليدية للمسلمين، والتشويه المعتاد للإسلام.