إحباط في أمريكا بسبب سرعة انهيار الجيش الأفغاني وبايدن حزين لضياع ألف مليار دولار
واشنطن – وكالات الأنباء:
يتزايد إحباط المسؤولين الأمريكيين بعد فشل القوات الأفغانية في التصدي لحركة “طالبان” التي تحقق مكاسب ميدانية سريعة، بعد إنفاق الولايات المتحدة مليارات الدولارات لتدريب الجيش الأفغاني وتجهيزه على مدى عقدين.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن أول أمس الثلاثاء أن “بلاده أنفقت أكثر من ألف مليار دولار في 20 عاماً، لتدريب وتجهيز أكثر من 300 ألف جندي أفغاني”.
شعور بخيبة أمل
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن “وجهة نظر الرئيس بايدن هي أنه يجب على القوات الأفغانية الآن استخدام التدريب الذي تم توفيره لهم”.
وشددت على أن الإدارة الأمريكية لا تتحمل “الشعور بخيبة الأمل” من نتائج العمل العسكري للجيش الأفغاني.
في حين صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، أن “القوات الأفغانية تمتلك القدرة والميزة العددية والقوة الجوية”، مشيرا إلى أن الأمر يعود إلى القيادة والإرادة باستخدام هذه القدرات.
سرعة تقدم طالبان
أعرب مسؤولون أمريكيون في الكواليس عن تفاجئهم بسرعة تقدم “طالبان” التي تمكنت بسهولة من الاستيلاء على عواصم ولايات رئيسية.
ونقلت وكالة “فرانس برس”، عن الباحث في مجموعة الأزمات الدولية أندور واتكينز “للأسف ثمّة شعور بالتراخي وبشلل الحكومة”، موضحاً أن الأموال والإمدادات لا تتدفق إلى المناطق وقوات الأمن المحلية، ما يجعلها أكثر انفتاحاً تجاه “طالبان”.
ويضيف “الأمر الوحيد الذي يعرفونه هو أنهم لا يتلقون دعماً كافياً من حكومتهم”.
أين القادة العسكريين
يعتبر المسؤول السابق في البنتاغون، مؤلف كتاب “الحرب الأمريكية في أفغانستان” كارتر مالكاسيان، أن القادة العسكريين الأكثر قدرة والعديد من قادة القبائل يلازمون كابول لأسباب سياسية، فيما يُفترض أن يكونوا خارجها على خطوط الجبهة.
ويعتبر أن “وجود هؤلاء القادة على الجبهة يساعد على تحفيز الناس، ويساعد على حشد الناس للقتال، ويساعد على أن يظهر لهم أن القادة وراءهم، ولم يتخلوا عنهم”.
ويقول مالكاسيان إن “إحدى أبرز المشاكل هي أن القوات الأفغانية في الميدان، ليست واثقة مما إذا كانت هناك بمفردها”.
إنجازات مبالغ فيها
يعتبر المختص في الشؤون الدفاعية أنتوني كورديسمان أن إنجازات “بناء الدولة” التي حققها الأمريكيون عبر تعزيز الحكومة المركزية وتدريب جيش حديث على مدى السنوات العشرين الماضية كان مبالغ بها إلى حد كبير.
وفي تقرير جديد نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، يرى أن “الولايات المتحدة قدمت توقعات متفائلة للغاية إزاء تقدم الحكومة الأفغانية في الحوكمة والتقدم في القتال الحربي وفي تأسيس قوات أمن فعالة”.
وعلى حد قوله، ظلت القوات الأفغانية، “معتمدة على الدعم الأمريكي في جميع العمليات تقريبا”.
طالبان تسيطر
يأتي ذلك، في ظل تحولات متسارعة ووسط هجمات وتقدم لافت لحركة طالبان في محاور عدة في أفغانستان، إذ تشهد الساحة الأفغانية، مواجهات دامية بين الحكومة وحركة “طالبان”، التي أعلنت سيطرتها على مناطق واسعة في البلاد، تشمل أكثر من 150 منطقة في عموم البلاد، بالإضافة إلى المعابر الحدودية مع طاجيكستان، ومراكز التفتيش على الحدود مع إيران وتركمانستان.
وتصاعدت وتيرة المواجهات بين قوات الأمن الأفغانية ومسلحي حركة طالبان، تزامنا مع بدء انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مطلع مايو الماضي، والذي من المقرر اكتماله بحلول 11 سبتمبر القادم.