الحزب الاجتماعى المصرى بكوسوفا .. فراعنة أوروبا المهاجرين من 3 آلاف سنة يفخرون بوطنهم الأصلي ويرفعون رايته (صور)
كتبت ــ حسناء رفعت
على الشاطئ الآخر، وفى قلب البلقان، تنتشر العرقية “الفرعونية” المصرية، التي هاجرت قبل 3 آلاف عام قبل الميلاد، رفقة مليكهم رمسيس الثانى وقت ذاك للتنقيب والتعدين، وبقيت في البلقان التي أصبحت عدة دول أبرزها: كوسوفا و صربيا ومقدونيا الشمالية وألبانيا، حيث واصلت هذه العرقية في توريث الأجيال المتعاقبة دستورها وعقيدتها الوطنية، بأن أصولها مصرية، وهو الأمر الذى يجب أن لا ينسى، حيث يبلغ عددهم 87 ألف نسمة فى تعداد 2002 بكوسوفا ما يقارب 10% من سكان الدولة، وبمجموع كلى 100 ألف مصرى بالبلقان، ضمن منطقة تزدخر بالثقافة والفلسفة والفكر، إلى جانب اليونان، ومنطقة حوض البحر المتوسط.
وواصل فراعنة أوروبا نهجهم حتى حصلوا على اعتراف رسمى من دولة كوسوفا بهذا التصنيف، والتمثيل النيابى بنائبين على كوتة الأقلية، ووزير لشئون الأقليات، وحزب هو الحزب الاجتماعى المصرى، الذى يحترم دستور بلاده، ويرفع العلم المصرى مندمجا بالأهرامات، وهو الأمر الذى أثار فضولى فقررت التواصل مع رموز بـ”كوسوفا” من أصول مصرية، حيث تواصلت مع السيد “فتون بيريشا” نائب عن المصريين بالبرلمان والممثل السياسي للحزب الليبرالي المصري – PLE، وهو الحزب البرلماني في جمهورية كوسوفو، ويعمل محاميا، والذى رحب بالنقاش حول هذه القضية، ومدى ارتباط عرقيته بمصر.
وحفاظا على الأصالة المصرية، تقام سنويا فعاليات أسبوع “مصريو البلقان”، الذي عقد في كل من كوسوفو ومقدونيا وألبانيا، وحضره الدكتور زاهي حواس قد زار المناطق الأثرية في مقدونيا، عام 2018، بمشاركة البروفيسور روبن زيبون، مستشار رئيس وزراء مقدونيا للشؤون الثقافية، وأحد أبرز رموز مصريي البلقان، حيث شرح لحواس كيف جرى اكتشاف معبد إيزيس وتمثالها في مقدونيا، فى حضور نور الدين التميمي، مسؤول ملف مصريي البلقان بالمجلس الأعلى للثقافة.
ويحافظ مصريو البلقان على تقاليدهم، مُستخدمين أحيانًا تعابير من اللغة المصرية القديمة، مثل “مزير” أي الذرة، على الرغم من أنهم يحافظون على تقاليد شعوب البلقان الأخرى، حتى أن الزواج المختلط نادرًا جدًا، كما أن النساء يصنعن البقلاوة ولكن على شكل أهرامات، حيث يؤكد رئيس جمهورية كوسوفا، هاشم تاشي، الذي أكد اعتزازه بمصريي البلقان كونهم مكون أساسي من المجتمع الكوسوفي.
ويسمى الكوسوفيين من أصول مصرية أنفسهم بالجالية المصرية، والمجتمع المصرى، رغم مرور آلاف السنين على هجرتهم، وينشئون جمعيات للترابط والحفاظ على تكوينهم، وعلى الجانب الآخر نجد للألبان في مصر جذور تاريخية ترجع إلي عهد محمد علي الذي أتي إلي مصر من البانيا عام1805 ومعه جيش قوامه خمسة آلاف جندي وفور مجيئهم إلي مصر تبعهم أقاربهم ومع اندلاع حرب البلقان شهدت مصر موجة هجرة جديدة من الالبان وظلوا بمصر يعملون ويدرسون بالأزهر حتي قيام ثورة يوليو وبعدها هاجر معظهم إلي الخارج بعد أن ذابوا في نسيج المجتمع المصري وتزوجوا من المصريين وأنجبوا.
فمن ألبانيا التى تنتمي إليها كوسوفا، خرج محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة، ويجد بها أحد أبرز الشوارع المسمى باسمه، ومنه جاءت إلى مصر أقلية ألبانية أبرزهم: أحمد مظهر وليلى فوزي وأحمد رامي وعمر أفندي “صاحب شركة عمر أفندى”، وبها يعيش مصريون تحت راية الحزب الاجتماعى الليبرالي المصرى بكوسوفا، ويبلغ عدد مصريو البلقان 100 ألف مصرى بعدد من الدول، متيمين بمصر، ويرفضون الإندماج العرقى حفاظا على مصريتهم.
ويبلغ عددهم في المربع الذي يشمل مقدونيا الغربية وألبانيا، وجنوب صربيا وكوسوفو حوالي مائة ألف نسمة، ويُعتقد أصل تواجد المصريين في كوسوفو يعود لزمن الاسكندر الأكبر بالتحديد سنة 331 قبل الميلاد، ويوصف المصريون هناك بأنهم جُزء من الأقلية الغجرية، وهو ما يرفضوه بشدة، ويُعتقد أصل تواجد المصريين في كوسوفو يعود لزمن الاسكندر الأكبر بالتحديد سنة 331 قبل الميلاد.
وترتبط تبادل الهجرات بين مصر وكوسوفا، حيث تمت فى شكل موجات، كان آخرها ثلاثينات هذا القرن الماضى، حيث شهدت آخر إحصاء لهم وقدر بـ50 الفا، أبرزهم: عمر افندي أرناؤوط ألبانيا، ولا تزال عائلة عمر افندي تعيش في مصر حتى الآن، وقد جاء بعض الألبان إلى مصر للالتحاق بجامعة الأزهر ومن هؤلاء الشيخ توفيق إسلام الذي تخرج من الازهر وعمل مستشاراً لوزير الاوقاف، ومن الشخصيات الألبانية المصرية الشهيرة (ايروموش) الذي كان يمتلك استوديو الأهرام للسينما، وخليل برشكي صاحب أوبرج الفيوم، والفنانة ليلى فوزي والفنان أحمد مظهر، والسفير عثمان كامل أرناؤوط الذي عمل سفيرا لمصر في غينيا، وكذلك المحامي طلعت سليم عابدين أحد أحفاد عابدين باشا، والمهندس عمرو بكداش والده مصري متزوج من البانية أي أن والدته البانية وكذلك زوجته.
و “مصريوالبلقان”هم أقلية أغلبها تعيش فى كوسوفو بتعداد سكانى يصل إلى أكثر من مائة ألف نسمة ، كما يعيش بعضهم فى مقدونيا وألبانيا وصربيا . يعتنق أغلبهم الإسلام ، ويحافظون على جيناتهم المصرية ؛ فهم لا يتزوجون سوا من بعضهم البعض ،حيث أن حالات الزواج المختلط نادرة جدا ، يتحدثون اللغات ( اليونانية، الألبانية ، المقدونية،التركية )، بالإضافة إلى محافظتهم على إستخدام بعض كلمات من لغتهم الأم المصرية القديمة .
تختلف الأساطير والروايات بشأن حقيقة إنتقالهم من مصر وحتى وصولهم إلى بلاد البلقان بأوروبا ، فيعتقد البعض بأن أصل تواجد المصريين فى كوسوفو يعود لزمن “الإسكندر الأكبر ” عام331 قبل الميلاد ، وأغلب الآراء تتجه نحو أنهم هاجروا إلى البلقان فى عهد “رمسيس الثانى ” كمستعمرين باحثين عن الحديد والذهب ، أما إعتقاد البعض بفرارهم من ظلم الهكسوس فهو ضعيف لم تُثبت حجته بعد .
ويتمتع مصريو البلقان بتمثيل سياسى فى كوسوفو ،يتمثل فى الحزب الليبرالى المصرى حيث يحمل شعار الحزب ألوان العلم المصرى الحالى والأهرامات ،كما أن علم كوسوفو به ست نجوم تمثل الإقليات الست المعترف بها فى البلاد من بينها مصريو البلقان ، فى المقابل مصريو البلقان الذين يعييشون فى مقدونيا والبوسنة وألبانيا لا يعترف بهم دستوريا. توصف هذه الأقلية فى بلاد البلقان “بالأقلية الغجرية ” وهو مايرفضونه بشدة ، ويرددون ” نحن مصريون حتى الممات ، جدير بالذكر أنه تم العثور فى منطقة البلقان على أكثر من 300 قطعة أثرية تشير إلى الثقافة المصرية القديمة .
الرابطة المصرية في كوسوفو، هي: حزب سياسي يُمثل العرقية المصرية في كوسوفو، الانتخابات البرلمانية في كوسوفو عام 2010؛ وحصل على 1010 صوت (0.14%)، ولا يمثله أي نواب في البرلمان الكوسوفي.
مصريو البلقان، أقلية تعيش أغلبها في كوسوفو، وهذا وفقًا للإحصائيات التي أُجريت من بعد ثورات 2011، إذ يبلغ عددهم في المربع الذي يشمل مقدونيا الغربية وألبانيا، وجنوب صربيا وكوسوفو حوالي 100 ألف نسمة، ويُعتقد أصل تواجد المصريين في كوسوفو يعود لزمن الاسكندر الأكبر بالتحديد سنة 331 قبل الميلاد.ويوصف المصريون هناك بأنهم جُزء من الأقلية الغجرية، وهو ما يرفضوه بشدة مُطالبين مِصر الاعتراف بهم، وفي سنة 2016 طالبوا في بيان رسمي الحكومة المصرية بالإعتراف بهم كمصريين يعيشون بالخارج، ويريدون العودة.
ويتمتع مصريو البلقان بتمثيل سياسي في كوسوفو، يتمثل في الحزب الليبرالي المصري، وهو حزب ممثل داخل البرلمان، ويحمل شعار الحزب ألوان العلم والأهرامات، كما أن علم كوسوفو يتضمن 6 نجوم، تُمثل الأقليات الـ 6 المعترف بها في البلاد من بينها المصريين. وفي المُقابل مصريو البوسنة ومقدونيا وألبانيا غير مُعترف بهم دستوريًا، وتاريخيًا، عُثر في منطقة البلقان على 300 قطعة أثرية تُشير إلى الثقافة المصرية، لا شك أن مصريو البلقان يتحدثون اللغات، الألبانية واليونانية، والصربية والتركية، والمقدونية وأغلبهم مسلمون.
هناك الكثير من الروايات المتعلقة بوجود المصريين في البلقان منها ترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، عندما عاد الإسكندر المقدوني إلى البلقان من حملته في الشرق وعادت معه بعض العائلات من مدينة الإسكندرية في مصر وتوطنت في البلقان.
أما البعض الآخر يقول أنهم جاءوا إلى المنطقة في القرن السادس الميلادي كمحاربين وبحارة وبعض الدراسات تقول أنهم هاجروا إلى البلقان في عهد الملك رمسيس الثاني كمستعمرين للبحث عن الحديد والذهب وأخرى تقول أنهم هاجرو إلى البلقان عقب غزو الهكسوس لمصر في عصر أمنمحات الثالث.
في أجواء تعود بك إلى أزمان ما قبل الاسكندر الأكبر، حيثُ كان يعيش مصريو البلقان قبل هجرتهم إلى أرض البلقان، وفي ورشة حدادة صغيرة تنتشر فيها قطع معدنية من مختلف الأزمان، يتردد مصريو البلقان على الورش القديمة، ويتذكرون تاريخ أجدادهم مُعربين عن أسفهم عن ما إذا كانوا “منسيين” .. “لقد نسانا العالم كله، وحتى في وطننا الأصلي مصر لا يعرفون حتى اننا موجودون”.