د محمد الأجرود .. صندوق الأفكار ومحامى الوطن ضد أعداء الوطن (بروفايل)

تصمت له جدران المحاكم عندما يتحدث مترافعا في قضية ما، بل ويتعلم منه القضاة والمحامون وأعضاء النيابة العامة عندما يستفيض فى شرح وتفسير مواد القانون، فهو يمتلك من المهارة ما يؤهله لان يتبوأ منصبا كوزير العدل مثلا، وثقافة تجعله يجلس على رأس كرسي وزارة الثقافة، وكاتبا كبيرا في أن يتبوأ منصب وزير الدولة للاعلام، وحكمة وطاقة وصندوق من الأفكار تجعل منه رئيسا للوزراء، لكنه يتغاضي عن كل وتلك المناصب والكراسي فهى بالنسبه له زائلة لاتمثل له هدفا، أكثر منها أنه محب لتراب هذا الوطن.

انه المفكر الدكتور محمد السيد الأجرود، المحامي الكبير، والكاتب والمحلل السياسى والعضو البارز في حزب حماة الوطن، همه فى الدنيا جبر خواطر الغلابة ولم الشمل، وكأنه ولد لتطبيق كلا الأمرين فقط، وتجده عجيباً فى طلبه قضاء حوائج الناس دون كلل أو ملل، ويسخر وقته وجهده وماله في أعمال الخير ومساعدة المحتاجين.

اعتاد تكريم حفظة القران الكريم والطلاب المتفوقين من أبناء مدينة بلطيم في حفل يتم اقامته سنويا بمسجد سيدي فتح مؤكداً أن القرآن الكريم هو السراج والنور والمشعل الوضاء الذي يخرجنا من ظلمات الفتن والتحديات والمتغيرات، متمنياً من الله العلي القدير أن يوفِّق الجميع لما فيه خير تلك البلاد.

لديه قاعدة علاقات قوية بالمسئولين وأصحاب القرار، فطوال أكثر من أربعين عاما قضاها في مهنة المحاماة بعد تخرجه في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، وهو يكافح ويكد ويواصل العمل في الليل والنهار ليصبح واحدا من أشهر المحامين فيها، وأصبح لا يخرج من محكمة من محاكم الجنايات المختلفة فى القطر المصري إلا وقد وضع بصمته فيها، حيث يستمد حبه للمحاماة من جملة فولتير الشهيرة:

كنت اتمنى أن اكون محاميا لأن المحاماة أجمل مهنة في العالم، فالمحامي يلجأ إليه الأغنياء والفقراء على السواء يضحي بوقته وصحته وحتى حياته في الدفاع عن متهم بريء أو ضعيف مهضوم الحق، المحاماة بإختصار وطن لمن لا وطن له، الحمد لله على نعمة حب المحاماة.

فالمحامي، رجل ايجابي وله دور كبير جدا لكونه الوجه الثاني للعدالة، فالعدالة لها وجهان: الأول القاضي، والثاني المحامي، لأن المحامي هو من يظهر الحقيقة ويوضحها ويؤيدها بالحجج والبراهين فإذا اختل هذا الوجه للعدالة فلا عدالة لغموض الحقيقة حتى قيل بحق: (إن العدالة نتيجة حوار بين قاضٍ مستقل ونزيه وبين محام حر وأمين)، فـ”الأجرود” واحد من هؤلاء، ومن المحامين البارزين الذين لديهم سجل حافل من العطاء، متحدث لبق بالعربية الفصحي، لديه الكثير من الرؤي والأفكار التى تسهم وتساعد في حل المشكلات المستعصية جعلت منه ضيفا قويا على شاشات التلفزيون المصري، وكاتبا كبيرا فى العديد من الصحف الكبرى، انضم الى حزب الوفد فى 2008، واستقال منه بعد 3 سنوات بعد اختلافه مع سياسات السيد البدوي التى أدت إلى تدمير الحزب.

اكتسب “الأجرود” شعبية قوية بين أهله وناسه فى البرلس، فهو الساعي على مصالح الناس، كذلك ذاع صيته فى الجلسات العرفية وفي التوفيق بين المتنازعين والمتخاصمين، وجعل جزءا من بيته مقرا للصلح بين الناس، وهو المثقل بهموم من عاش معهم فى مسقط رأسه “بلطيم”  الذين طالبوه الترشح فى البرلمان عام 2010 واستجاب لهم لكن عمليات التزوير حالت بينه وبين الوصول لبرلمان قام عليه الشعب وعلى نظام بأكمله في ثورة 25 يناير 2011 المجيدة.

وخلال فترة ما بعد يناير 2011 نأى بنفسه عن الارتماء في أحضان الأخوان، وحرص على أن يؤدي دوره في حدود المسموح به من أيّ شخصية وطنية تخشى على بلدها من الوقوع في دوامة الفوضى والتدخلات الأجنبية.

ويمارس د. محمد الأجرود، دوره كقاضى عدل ومحامي الغلابة، لا يسمح لنفسه بأن يكون في صف طرف على حساب الآخر، أو أن يكون تابعا لجهة بعينها، واعتاد أن يكون رأيه من دماغه، ما جعله يحظى بالمصداقية والتأثير وتشكيل العقول المختلفة لمجرد الاختلاف، وعدم قدرة أي جهة أو تيار على أن يحسبه على فريق بعينه، فهو شخصية وطنية قوية تجيد اتخاذ القرار، ويستطيع ترك بصمة عند كل الأطراف، ولو كان مختلفا معها، لكنه بإمكانه أن يترك عن نفسه انطباعا مغايرا يدفع المعارضين إلى مراجعة حساباتهم معه.

اعتاد تقديم ما يشبه الخطوط العريضة أو رسم خارطة طريق يمكن من خلالها التوصل إلى تفاهمات لما يشوب الواقع السياسي من تعقيدات، ويسمح بوجود توصيل صوت الشارع بعقلانية، ومن ضمن قناعته إن مصر سترجع كما كانت سلة غذاء العالم كله.

لكن بعض الغيورين والحاسدين قالوا عنه بأنه يطبل للحكومة والنظام، وهو يرد بذكاء على “الشاشات” ليفاجئهم بأنه يشيد ويثني على إنجازات حقيقية تم تنفيذها على أرض الواقع بجهود كبيرة ومخلصة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، يلمسها المواطن العادي ويصفها بالمعجزة التى لم تتحقق منذ 40 عاما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى