«ماتت بطريقة بشعه وخسرت أموالها».. الراقصة التي هزت عرش الستينات
ولدت الراقصة الشهيرة «زينات علوي» في يوم 19 مايو من عام 1930، وقد شاركت في عدد كبير من الأفلام، وكانت على علاقة قوية بالكاتب الكبير «أنيس منصور»، والذي تحدث عنها في أكثر من عمل أدبي قام بكتابته.
عاشت أسطورة الرقص الشرقي وأشهر من رقصت بالعصا «زينات علوي»، في أسرة فقيرة ولدت زينات في الإسكندرية وعانت في طفولتها من قسوة والدها، التي وصلت حد الضرب، فلما وصلت سن الـ16 لكنها كانت ترفض الإهانة فهربت منه ولجأت إلى قريبتها، التي نصحتها بالعمل في فرقة «بديعة مصابني».
كانت زينات علوي تعرف وسط الراقصات بلقب «زينات قلب الأسد»، وعرف عنها أنها ترقص برقي وأناقة دون ابتذال، وعرفت بالانضباط والالتزام طوال حياتها، وبمجرد أن تنتهي من رقصتها، تذهب لغرفتها ومنها لمنزلها، وهذا التفرد جعلها راقصة الأمراء والملوك والهوانم قبل يوليو 1952.
وعرفت زينات كونها أسطورة في الرقص الشرقي، تعلمت أصول الرقص على يد بديعة مصابني، وأطلق عليها لقب «راقصة الهوانم والملوك»، وهي أيضا بنت البلد الجدعة، تمتلك وجه ملائكي مرسوم عليه إبتسامة يصعب نسيانها.
تميزت زينات علوي بشعرها القصير، الذي اضاف جمالًا إلى وجها الصغير، عاشت طفولة قاسية، حاولت أن تنشئ نقابة للراقصات، اعتزلت الرقص أكثر من مرة بسبب ملاحقة «بوليس الآداب».
كما عرفت بخفة دمها و موهبتها العظيمة في الرقص الشرقي، سميت براقصة «الملوك الهوانم» لأنها لم تكن مثل غيرها من الراقصات فقد كانت ترقص برقى وفن دون إبتذال.
كما رفضت العلاقات العابرة مع الرجال عموما، كان لديها إيمان قوي بفن الرقص ولم تكن تقبل تدهور حال الراقصات في مصر وملاحقة بوليس الآداب لهم لذلك اعتزلت أكثر من مرة.
اشتهرت زينات برقصة «العصا» وتفننت في الرقص بها، حيث مزجت بينها وبين الرقص الشرقي، حيث تعد العصا من أهم أسباب شهرتها.
انهالت عليها العروض بعد ذلك حيث شاركت فيما يقرب من 40 فيلم سينمائي من أبرزهم، فيلم أشجع رجل في العالم، وفيلم أدهم الشرقاوي، وفيلم الزوجة 13، وفيلم ريا وسكينة، وفيلم إسماعيل يس في الإسطول، وغيرها الكثير من الأفلام الأخرى.
لم تكن حياة زينات علوى حكرا على الرقص فقط بل كانت قريبة من الوسط الأدبى والثقافى، ففى كتابه «أظافرها الطويلة» قال عنها أنيس منصور: «زينات علوي أحسن راقصة بعد كاريوكا لأن أداءها سهل وجميل ولا تبتذل في حركاتها».
ورأيتها تزور الشاعر كامل الشناوي، فلما وجدته نائما ظلت جالسة حتى نهض من فراشه، وكان يسهر الليل وينام النهار، وهددت بأن تلقى بنفسها من النافذة إن لم يأخذ منها مبلغا من المال، وكان بضعة آلاف».
وتابع حديثه عن الموقف: «اعتذر كامل الشناوى وفوجئنا بأنها فعلا تريد أن ترمي نفسها من الشباك، ثم قبلتنا والدموع في عينيها، وبعد وفاتها، الله يرحمها، جاءتني إحدى قريباتها ومعها خطاب وفي الخطاب فلوس مساعدة منها لفنانة غلبانة لا يعرفها أحد».
ما قال أنيس منصور في كتابه «أظافرها الطويلة»: «أما زينات علوي فهي أحسن راقصة مصرية بعد كاريوكا، لأن أداءها سهل وجميل ولا تبتذل فى حركاتها، والأهم من كل ذلك موقفها النبيل من عدد من الصحفيين والكتاب الذين فصلهم الرئيس عبد الناصر، أنا مثلا».
أما في كتابه «والله زمان يا حب»، قال أنيس منصور عن زينات: «كنا صغارا أكثر حرية وأكثر جرأة، فالمكان هو بيت الفنان الكبير صلاح طاهر، والفرقة الموسيقية الغنائية كانت الأديب الكبير إبراهيم زكى خورشيد، والفنان الكبير حسين بيكار، والمطرب الكبير إبراهيم الحجار، والراقصة الكبيرة زينات علوي، والشاعر الكبير كامل الشناوي والموسيقار الكبير زكريا أحمد، وأنا».
ونلتقى مرتين فى الشهر، وكل واحد عارف مكانه وعارف دوره، فى هذه الجلسة، والجلسة ليس لها جمهور، وإنما الجمهور هم المطربون والعازفون، إبراهيم خورشيد على العود وزكريا أحمد يصفق بيديه ويتمايل وكامل الشناوى وأنا نقول : آه.. الله يا سيدي.
كما اعترف الفنان عبد السلام النابلسي، في حوار له، أنه أحب زينات علوي، بشدة، وعرض عليها الزواج، لكنها رفضت، وذلك بعدما اشتركا معا في فيلم «إسماعيل ياسين في البوليس السري» عام 1959.
ظلت زينات علوي، لسنوات عديدة ترفض الارتباط أو الزواج من أي رجل، وكانت رافضة للرجال بشكل عام، وقيل إن السبب وراء ذلك، هو عقدتها من والدها، فرأت كل الرجال مثله.
اعتزلت زينات علوي، الرقص والفن بشكل عام، قبل وفاتها بما يقرب من 20 عاما، بعد أن داهمها المرض والفقر، لذا اضطرت لبيع ممتلكات شقتها.
وعانت في آخر أيامها من ضائقة مالية، ورحلت عن عالمنا عام 1988، ولم يتم اكتشاف رحيلها إلا بعد ثلاثة أيام من الوفاة، حسبما قال المؤرخ محمود قاسم في أحد الحوارات الصحفية، نقلًا عن المخرج كمال عطية.
وأضاف على حديثه، قائلًا: «كان بيقول إنها كانت ست فاضلة وعاشت الفترة الأخيرة مبتطلبش حاجة من حد ماتت وحيدة بعد الشغل ده كله، في شقتها بوسط البلد واكتُشف وفاتها بعد ثلاث أيام».