الشيخ سعد الفقى.. يكتب: فن القيادة
هذا ماتعلمناه في الماضي وسيظل هذا المثل الحي عنوان للقائد الذي يدير منظومة العمل دون صدام، بمعني آخر تحقيق أكبر قدر من الانجازات دون خسائر وبأقل تكلفة، ليست حسبه برما وليست معضلة، ولكن من يملك مقومات القيادة التي تؤدي إلى الريادة بعيدا عن قواعد التنمية البشرية ورواد الميديا الذين يمنحون الشهادات متعددة الأسماء والمسميات، لتظل القيادة لها رجالها، وقديما قالوا ليس كل من ركب الحصان خيال.
عرفت قيادات تاريخية تركت بصمات لاتمحيها الأيام من خلال احترام الرئيس والمرؤوس والاجتهاد في الترسيخ لكل القيم النبيلة ودفع الضرر عمن يقع تحت قيادته كانوا نبلاء قدموا دون انتظار لكلمة شكر، وضحوا حسبه لوجه الله تعالي دون انتظار لمغنم.
وربما غاب عن الكثيرين الاسباب التي تؤدي الي منظومة العمل اولها فشل القيادة واختياره من المقربين أو من يمتلكون الكلام المعسول دون درايه بقدرات القائد، ثانيهما التعالي والتكبر علي من يتعاملون معه ظنا منه انه يمتلك مكانه وهذا وهم ثبت زيفه.
فقد تعلمنا انه كلما أرتفعت ضعف الكرسي ومن السهل الايقاع بك، ثالثهما تهميش المحيطين به ممن يملكون مقومات الريادة والاستعانه بالضعفاء، ثالثها محاباه شريحه دون آخري، وتقذيم دور النبلاء، رابعها الادارة بنظام رد الفعل وعدم وجود رؤيه ابتكارية ومستقبليه الخ.. الأسباب المحبطة لفريق العمل وخلق جو تصادمي يستنزف الوقت والتفكير.
عشنا أياما تغاملنا فيها مع قيادات تركت أثرا وصنعت فريق تاني وثالث لم يتعمد احدهم تجريف البيئة من الكوادر من خلال وأد طموحاتهم وقتل المواهب المدفونة.
رحل غالبتهم إلى العالم الآخر ومازال الأحياء، منهم يشار اليهم بالبنان وليس هناك أجزل من رؤية إحدي بنات شعيب وهي تقول لأبيها كما جاء في القران الكريم (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ).
* كاتب وباحث