أكاذيب “الغنوشي” بشأن الإمارات هروب من المسؤولية
أكد محللون أنّ إصرار حركة ”النهضة“ الإسلامية على اتهام الإمارات بالضلوع بـ“انقلاب“ تونس والوقوف وراءه، علاوة على تمسكها بنظرية المؤامرة، ضاعف من تدني شعبيتها وعزلتها وبروز انقسامات داخلها، إضافة إلى تسببه بمزيد من نبذ الشارع لها.
وأثارت التصريحات المتكررة لرئيس الحركة راشد الغنوشي وقيادات بارزة فيها، وجهوا خلالها اتهامات للإمارات بالتسبب في ما يحدث بتونس، وألقوا باللوم على أطراف أخرى، انتقادات لخطاب الحركة الذي لم يتغير منذ سنوات، ودون القيام بعملية نقد ذاتي وقراءة لسياساتها بهدف تعديلها بما يتماشى وطبيعة المرحلة.
وفي آخر تصريحات له لصحيفة ”ذي تايمز“ نشرت السبت، زعم الغنوشي أن ”الإمارات تقف وراء ما سماه الانقلاب وانتزاع السلطة في تونس“.
وسبق للقيادي المقرب من الغنوشي، نور الدين البحيري أن صرّح غداة الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها الرئيس التونسي قيس سعيد، الأحد الماضي، أنّ ”الإمارات تقف وراء كل ذلك“.
وعلّق المحلل السياسي محمد علي خليفة، قائلا إن ”حركة النهضة منذ صعودها إلى الحكم تتخذ من نظرية المؤامرة نهجا لها، وافتعلت أعداء لها في الداخل والخارج تصفهم بـأعداء الثورة، وجعلت من نفسها وصية على هذه الثورة حتى تستميل عطف الناس، لكن هذا الخطاب لم يعد على الحركة إلا بالخسران“.
استمرار الخسارة
وأضاف خليفة في حديث لـ ”إرم نيوز“، أنّ ”النهضة بعد عشر سنوات من العمل السياسي في تونس، وبعد أربعة استحقاقات انتخابية فقدت أكثر من نصف قاعدتها الانتخابية، فضلا عن فقدانها ثقة الشعب بشكل عام بدليل ما حصل الأحد الماضي، من استهداف لمقارها ومكاتبها في مختلف المحافظات، وقد كان ينبغي على الحركة أن تستخلص الدروس من كلّ ذلك، وتعدّل خطابها وتقطع مع نظرية المؤامرة التي تتخذها ذريعة في كل مرة لتبرير فشل خياراتها“.
سياسة المحاور
وقال الباحث في العلوم السياسية محمد أمين العاقل لـ“إرم نيوز“، إنّ ”حركة النهضة اختارت منذ اليوم الأول لممارسة العمل السياسي في تونس مبدأ التموقع والتخندق ضمن المحور التركي القطري، واتخذت تبعا لذلك من كل مناهض لهذا المحور في الداخل والخارج خصما لها، وهذا منطق لا يمكن أن يرتقي بحزب سياسي يمارس الحكم لمدة عشر سنوات، بل يؤدي به شيئا فشيئا إلى السقوط والانهيار، وهذا ما يحصل للحركة الإسلامية“.
وأضاف العاقل أن ”هذا الخيار جعل خطاب الحركة جامدا يستعمل العبارات والردود الجاهزة على الخصوم؛ كلما تعرضت الحركة لموقف يحرجها، وهذا ما عقّد الوضع داخلها وزاد من دائرة المنتقدين لسياساتها، ودفع بكثير من قياداتها إلى كشف أخطاء كانوا قد نبهوا إليها في وقت سابق، خشية تحمل وزرها اليوم، بسبب تعنت رئيس الحركة وعدم الاستماع إلى تلك الملاحظات“.
واعتبر المحلل السياسي محمد العلاني، أنّ ”هذا الخطاب القائم على نظرية المؤامرة هو نتيجة استفراد فئة قليلة داخل الحركة بالسلطة، وتحديدًا رئيس الحركة وقلة من المقربين منه، الذين يصمّون آذانهم عن الأصوات الداعية للتغيير من داخل الحركة، ومن ثم فإنّ النهضة لا تكتفي بهذا الخطاب الجامد فقط بل تمعن في الانغلاق على ذاتها، الأمر الذي زاد من عزلتها في الداخل والخارج“.
وأضاف العلاني لـ ”إرم نيوز“، أنّ ”الحركة لن تخرج من هذا الخطاب طالما بقيت رهن قيادتها الحالية التي قادتها إلى الهاوية بسبب استعداء كل خصومها في الداخل والخارج وتعمّق عزلتها“، منوها إلى أنّ ”اعتماد هذه السياسة كان العامل الأول في سقوط أحزاب ومنظومات حاكمة، وهذا ما تعيشه حركة النهضة اليوم“.