النعماني.. رجل الظل وراء التقارب السعودي العماني
كشفت مجلة استخباراتية عن رجل الكواليس الذي رتب تفاصيل الزيارة المثمرة التي قام بها سلطان عُمان “هيثم بن طارق آل سعيد” إلى مدينة نيوم السعودية في 11 يوليو/تموز، وهو الفريق أول “سلطان بن محمد النعماني”، وزير المكتب السلطاني العماني، والمدير الفعلي لخدمات الأمن والاستخبارات في البلاد.
وقام “النعماني” برحلة مسبقة إلى العاصمة السعودية الرياض، وفقًا لما ذكرته “إنتلجنس أونلاين”، استعدادا للزيارة التي كانت الأولى لسلطان عُمان للخارج منذ أن تولى منصبه في يناير/كانون الثاني 2020.
أولوية الأمن والمخابرات
وكشفت المجلة الفرنسية أن الشؤون الأمنية والاستخباراتية احتلت قمة أولويات لقاء السلطان بولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”.
واتفق الطرفان على توسيع تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن اليمن، وجماعة “الإخوان المسلمون” ومختلف الجماعات الجهادية في المنطقة، بما في ذلك تنظيمي “القاعدة” و”الدولة الإسلامية”.
وأكدت المجلة أن الجانبين يخططان للعمل معا لتعزيز قدراتهما التقنية والتشغيلية في الأمن السيبراني.
وتأمل السعودية أن تقوم عُمان بدور الوسيط في الصراع اليمني، وفي هذا الصدد، كشفت المجلة عن توقيع وزير الداخلية السعودي “عبدالعزيز بن سعود بن نايف” ونظيره العُماني “حمود بن فيصل البوسعيدي” اتفاقية حول محافظة المهرة اليمنية المتاخمة لمحافظة ظفار العمانية. وتعتزم الرياض مواصلة تواجدها العسكري هناك من أجل منع نقل الأسلحة إلى الحوثيين من خلال تلك المنطقة.
وتابع رئيس الاستخبارات العامة السعودية “خالد الحميدان” باهتمام زيارة صنعاء التي قام بها أعضاء مكتب القصر العماني في 5 يونيو/حزيران، آملًا أن تستمر عمان في لعب دور نشط في النزاع وأن تحافظ على الحوار مع جميع الأطراف، بما في ذلك إيران.
الصعوبات الاقتصادية العمانية
وبالرغم أن الشؤون الأمنية احتلت صدارة قائمة أولويات الاجتماع، فإن السلطان (الذي فكر في البداية في الذهاب إلى إيران) ذهب أيضا إلى “نيوم” من أجل الحصول على مساعدات اقتصادية من السعودية، بحسب المجلة الاستخباراتية.
وتمر السلطنة بفترة صعبة، حيث تمثل الديون حوالي 83% من إجمالي الناتج المحلي. وقد توصلت السلطنة إلى اتفاق مع السعودية لتعزيز التكامل الاقتصادي بما في ذلك إنشاء طريق سريع خلال صحراء الربع الخالي بالإضافة إلى منطقة صناعية سعودية في ظفار.