“ما بين العصا والجزرة” معركة الصحفيين مع المعلومة رهن رضى مولانا الأسطورة

 

الأمة – خاص:

مولانا الأسطورة، ممتد في مكان بدائرته المغلقة ومخالبه النافذة فما بين سقالات داخل النقابة وامتدت للخارج إلى نفس المكان الذي يقام به سرادق الانتخابات، وهي سقالات مملوكة لوزارة الأوقاف، وشركتها “المحمودية/ الوطنية للاستثمارات”، مع خدمات الحراسة، ومطعم النقابة، في تداخل وامتزاج لم يثمر إلا مبني معطل ولقاءات ودية لم تتمكن من تشغيل مول مدينة الصحفيين بالتجمع الخامس وخسائر الحاجزين، ولم ينجح في تخفيض سعر شقق الوزارة “المرتفع” المطروحة عبر النقابة رغم مبادرات الرئيس السيسي الملامسة لحالة الشارع، وتفوق العرض الحكومي على شقق “الوزارة” التابعة لنفس الحكومة، والتي تباع دون حصة في الأرض، وبعضها يعاني من شبكة صرف سيئة في مدينة بدر، لاختلال مستوي الحفر من قبل مهندس حديث السن بات اليوم يرأس كل شركات الوزارة.

الأزمة ليست في عروض ظالمة أو وهمية، بل في علاقة غير متكافئة بين صحفي ومصدره، رفض ضياء رشوان المرشح على منصب النقيب قبول التبليغ بها مرتين من صحفي واحد، أبسط توصيف لها أنه حصار للصحفي، فلا يقبل من وزير، أو على الأقل مسؤول بأي درجة ولو متواضعة أن يدرج عدد قليل من الصحفيين في جروب واتسب ويترك باقي المعتمدين في وزارته يتعاملون مع العلاقات العامة ترسل لهم بعض الأخبار، كما يخص صحفي واحد يعمل بجريدة وطنية مستقلة وبرنامج تلفزيوني يتابعه جمهور الدرجة الثالثة، لضمان السيادة الإعلامية، والصحفي المشار إليه تم اختياره بالاسم لأهمية البرنامج الذي يعمل به، وجاء بديلا عن زميل فشلت عملية تأميمه أو حتى معرفة مصادره التي لم يذكرها في أحد تحقيقاته وأحرج الوزير، الذي يعرف المصدر جيدا، وكان يحتاج لإدانة المصدر والصحفي، وهذه سياسية ثابتة لإجبار باقي الصحف على إرضاءه لرفع مستوى التنسيق، ولا سيما أنه يرفض اعتماد الصحفيين غير النقابيين، فهل تأثرت علاقة الصحافة بالمصادر فعلا بموافقة نقيب سابق مرشح لاستكمال رحلته المتجددة.

معركة “العصا والجزرة” ليست مبنية على مبدأ الانتماء إلى معسكرات بعينها، بل على مبدأ: كيف تقدمني أنا للقراء، والدليل على ذلك عقب حظر أحد المواقع المصنفة وتفرغ محرر الوزارة بنفس الموقع للعمل بموقع آخر محسوب على حزب ليبرالي بارز في قسم التحقيقات تم الاتصال برئيس تحريره ليكون مندوبا للوزارة رغم تصنيفه، ناهيك عن انتقائية كاملة في التعامل، وفي اختيار المقربين في السفر، وتقريب رؤساء تحرير صحف متخصصة وإعلائهم لضمان التجديد في مقابل تقديم الصفحات مفروشة مزينة برتوش محلاه كلاميا، والهجوم الشرس على الغرماء مهما علا شأنهم أو عطائهم أو مكانتهم ورمزيتهم الدينية عالميا، والوزارة ماضية في تضييق الخناق المعلوماتي، وتأميم الأقلام لصالح شخص، وتغيير الصحفيين بشكل دوري.

وفي المؤسسة الدينية، مفارقات أكثر فداحة في قهر المهنة والصحفيين، فلا يقبل من صحيفة ناطقة باسم المؤسسة أن تنشر على موقعها الرسمي خبر مهين للتشهير بزميلة تم فصلها، وهي نفس الصحيفة التي ترفض المؤسسة تكويدها بالنقابة، وتوحي لصحفييها أن رمز المؤسسة وسيادة النقيب “بلديات” وأمر التعيين والقيد بالنقابة أمر منتهي، وهو الأمر الذي لم ينتهي منذ أنشأها الكاتب الراحل جمال بدوي، وقارب بعض صحفيوها سن المعاش دون عقود أو ضمان اجتماعي أو نقابي.

نفس المؤسسة، تنتقي عدد يعد على أصبع اليد الواحد بخصوصية النشر، والاصطحاب في رحلات متميزة من كل جانب بالخارج، في حالة قهرية رفعت موظفي العلاقات العامة على رؤوس الصحفيين، وخلقت جوقة الزفة الكدابة، وحلقة اتصال غريبة بثقافة الدهماء، تبدأ بغلق حنفية المعلومات، ومحاباة المخصوصين ببعض الأخبار التلميعية، وتسريبات عبارة عن حكاوي موظفين مجندين لذلك، ومجرد دخول مبني المؤسسة امتياز، وتغيير الصحفي بإفشاله، أو دس مكذوبات عليه أسهل ما يمكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى