سقوط جديد للإخوان.. تونس تهز أركان الغنوشي وعصابته
تعرض تنظيم الإخوان الإرهابي إلى سقوط جديد بالمنطقة العربية، على وقع انتفاضة الشعب التونسي ضد حركة النهضة وزعيمها الإرهابي المدعو راشد الغنوشي، احتجاجا على وقائع الفساد التي تفشت في البلاد والجرائم الإرهابية التي تورطت فيها الحركة، وهو ما تجاوب معه الرئيس التونسي قيس سعيد الذي جمد سلطات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وأعفى رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه.
أدرك الرئيس التونسي مبكرا أن تنظيم الإخوان الإرهابي يسعى لإحداث فوضى عارمة في البلاد، لأنه ليس لديه النية في التجاوب مع طلبات المتظاهرين الذين عبروا من خلال خروجهم في كافة المناطق التونسية عن رغبتهم في إسقاط منظومة الإخوان الإرهابية، في حين أن حركة النهضة الإخوانية مارست انتهاكات صارخة بحق معارضيها داخل البرلمان وخارجه، الأمر الذي كاد أن يؤدي إلى حرب أهلية تعد هدفًا رئيسيًا للتنظيم الإرهابي لضمان وجوده في السلطة عبر القوة الغاشمة.
وأكد الرئيس التونسي في خطابه الذي نشرته وسائل إعلامية عديدة “أن البلاد تمر بأخطر اللحظات ولا مجال لترك أي أحد يعبث بالدولة وبالأوراق والأموال والتصرف في تونسي كأنها ملكه الخاص”، وهو ما يؤكد خطورة الأوضاع التي تسببت فيها حركة النهضة الإرهابية على مدار الأشهر الماضية بعد أن تمادت في فسادها وأفشلت كافة محاولات القوى المدنية بمحاسبة نوابها وعلى رأسهم الإرهابي راشد الغنوشي الذي يتولى منصب رئيس البرلمان.
وأعلن الرئيس قيس سعيد توليه السلطة التنفيذية، مشيرًا إلى أنه سيقوم بإصدار مراسيم خاصة عوضًا عن القوانين التي سيصدرها البرلمان، مشددا على أنه اتخذ قراره بعد أن وجد العديد المناطق في تونس تتهاوى وهناك من يدفع الأموال الآن للاقتتال الداخلي على إثر الاحتجاجات، مؤكدا أن قراراته ليست تعليقا للدستور وإنما هو قطع الطريق أمام اللصوص الذين نهبو أموال الدولة.
وحذر سعيد من مغبة الرد على قراراته بالعنف قائلا: “لن نسكت عن ذلك ومن يطلق رصاصة ستجابهه قواتنا المسلحة بوابل من الرصاص”.
تأتي تحركات الرئيس التونسي قيس سعيد بعد أن عقد اجتماعا طارئًا مع قيادات عسكرية وأمنية ، وتزامنًا مع تواصل الاحتجاجات التي أُطلق عليها “مسيرات الحسم” ضد الإخوان في أكثر من محافظة تونسية، والتي شهدت اقتحام المحتجون مقر حركة النهضة في كل من محافظة توزر وسيدي بوزيد والقيروان، وسوسة.
وجاءت مطالب المحتجين واحدة في كل المحافظات التونسية وهي إسقاط منظومة الإخوان واستقالة هشام المشيشي ومحاسبة راشد الغنوشي على ما تورطهم في جرائم إرهابية وفساد مالي، وانعكست قرارات سعيد على ردود أفعال المتظاهرين في الشوارع الذين احتفلوا بتدخل الرئيس لوقف تمدد ممارسات الغنوشي بعد أن حاول تمرير تعديل حكومي يقضي بتعيين وزراء متورطين في أعمال إرهابية ليكونوا على رأس الحكومة.
يمكن القول بأن الشعب التونسي وجه ضربة قاصمة لتنظيم الإخوان الإرهابي وفروعه في المنطقة العربية لأنه كان يعول على وجوده بالسلطة في تونس من أجل الترويج للمشروع الذي ترعاه قوى إقليمية معادية في القلب منها قطر وتركيا وإيران، ويشكل سقوطه هزة عنيفة لهذه القوى التي تعًول على التنظيم الإرهابي لإحداث حالة من الفوضى تدعم تمددها في عدد من البلدان العربية.
استطاع الرئيس التونسي ومن خلفه المواطنون الذين نزلوا إلى الشوارع عن بكرة أبيهم أن يقطع فرعًا جديدا في شجرة الإخوان الذابلة بالمنطقة العربية وهو ما يفتح الطريق أمام التخلص من باقي الأفرع في ظل حالة من الغضب الشعبي التي تحاصر التنظيم في أكثر من منطقة.