حفل “الانفجار” يثير الغضب في لبنان.. رقص على جثث الضحايا
“الانفجار”.. هو الاسم الذي اختير لحفل كان من المقرر أن يقام في الثالث من آب/أغسطس المقبل في لبنان.
هذا الحفل هدفه ليس تذكّر مرارة اليوم المشؤوم الذي دوى فيه انفجار مرفأ بيروت في 4 من آب/أغسطس 2020، خاطفاً أرواح ما يزيد عن مئتي قتيل وآلآف الجرحى، بل هو حفل راقص دعا إليه منظموه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار سخط اللبنانيين الذين لم يصدقوا للوهلة الأولى أن هناك من يريد الرقص على جثث ضحايا لم يجف التراب فوق قبورهم، ولا تزال رائحة الدم تفوح في الأرجاء ونزيف جراح عائلاتهم لم يتوقف بعد.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن سخطهم وغضبهم من انعدام حس المسؤولية لدى منظمي الحفل، الذين لم يخجلوا من الترويج لإعلانهم، حيث اعتبروا أن استفزاز أهالي ضحايا الانفجار والجرحى وكل اللبنانيين وصل إلى حد تسمية الحفل باسم “الانفجار” (The Blast) وردوا ذلك إلى أنهم يريدون لفت أنظار الناس وجذبهم للمشاركة معهم في حفلهم الذي قرروا أن يحيوه في وادي شحرور (إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان) قبل ساعات من ذكرى الانفجار الذي دمّر مدينة بشكل شبه كامل وفجع قلوب آلاف العائلات.
حملة الغضب التي شنّت على الحفل ومنظميه دفعتهم إلى إلغائه، وإلى مشاركة رامي عريضي (دي جي) الحفل متابعيه منشوراً على خاصية “ستوري” عبر صفحته على “أنستقرام” اعتذر فيه واعترف بخطئه، مؤكداً أنه لم يكن يقصد أن يهين أحداً.
وقال “وافقت في البداية أن أشارك في الحفل بغض النظر عن الاسم الذي اختير له وتاريخه”، مضيفاً “اسم الحفل أي الانفجار لا علاقة له أبداً بانفجار الرابع من آب، والنية الوحيدة من الاسم هو أن الحفل سيكون رائعا”.
وشدد على أنه “لا يوافق أن يشارك في حفل له علاقة بالانفجار، ولا يمكن أن ينسى انفجار مرفأ بيروت وكذلك ضحاياه وكل ما حصل كان غير مقصود، وقد تم إلغاء الحفل”.
إلغاء الحفل لم يبرد نار غضب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لم يوقفوا حملة غضبهم، حيث كتب أحد رواد “فيسبوك”: “أمر مقزز، غير مقبول وغير مراع، لا كلمات يمكنها وصف هكذا ذوق سيء، كيف يمكن لإنسان أن يفعل ذلك حين تكون ذكرى 4 أغسطس/آب ذكرى حزينة إلى هذه الدرجة، لا بل يسمون الحفل انفجاراً”.
في حين كتبت صفحة (لدعم الثورة اللبنانية 2019 كندا): “لو كنت أنا الرئيس اللبناني لأعلنت هذا اليوم يوم حداد وطني، جميع أماكن الترفيه يجب أن تغلق في هذا اليوم، لا يوجد أي مبرر للاحتفال، ما هذا العار”؟!، فيما قال آخر: “كم هو جاهل وغير مراع هذا الحفل”.