الفيضانات تجتاح مقاطعات صينية والجيش يلجأ لتفجير السدود
ارتفعت حصيلة الفيضانات التي اجتاحت وسط الصين إلى 33 قتيلا و8 مفقودين، حسبما أعلن التلفزيون الرسمي الخميس.
في حين غرق أكثر من 200 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، تقدر كلفة الأضرار بنحو 1,22 مليار يوان (١٨٩ مليون دولار)، حسب المصدر نفسه.
ودك الجيش الصيني سدا لإطلاق المياه مما يهدد واحدة من أكثر مقاطعات البلاد اكتظاظا بالسكان. وأفادت وكالة أسوشيتد برس أن عملية السد نفذت في وقت متأخر، الثلاثاء، بالقرب من مدينة لويانغ، حيث اجتاحت الفيضانات الشديدة مدينة تشنغتشو، عاصمة مقاطعة خنان، وحاصرت السكان في محطات مترو الأنفاق.
وقال الجيش الصيني، الأربعاء، إن عمليات تفجير نفذت في السد وأن القوات “فتحت بنجاح فتحة جديدة لتحويل الفيضانات”.
وتعطلت وسائل النقل العام في جميع أنحاء المقاطعة، حيث حولت الأمطار الشوارع إلى أنهار تتدفق بسرعة، وجرفت السيارات وارتفع منسوب المياه إلى منازل الناس.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، وصف الوضع بأنه “خطير للغاية” وأمر السلطات “بإعطاء الأولوية لسلامة أرواح الناس وممتلكاتهم”.
والأربعاء، قال مسؤولون إقليميون خلال مؤتمر صحافي، إن سبعة أشخاص آخرين في عداد المفقودين. ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى مع استمرار أعمال الإنقاذ في المنطقة المنكوبة التي شهدت أيضا سقوط كمية كبيرة من الأمطار – 640 ملم – في غضون ثلاثة أيام فقط، وهي كمية في العادة تسجلها المقاطعة في سنة.
وقالت وسائل إعلام صينية إن هطول الأمطار كان غير مسبوق خلال “الألف عام” الماضية على مقاطعة خنان التي يبلغ تعدادها السكاني 94 مليون نسمة.
وذكرت التلفزيون الرسمي أنه تم إجلاء أكثر من 376 ألف شخص من مدينة تشنغتشو، التي يبلغ عدد سكانها 12.6 مليون نسمة وتقع على ضفاف النهر الأصفر، مع نشر الآلاف من أفراد الطوارئ للمساعدة في هذه الجهود.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن 1.2 مليون تأثروا بشكل مباشر بالفيضانات، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
وقالت وزارة النقل في حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي إن أجزاء من 26 طريقا سريعا أغلقت بسبب الأمطار.
وأدى انقطاع التيار الكهربائي إلى إغلاق أجهزة التنفس في أول مستشفى تابع لجامعة تشنغتشو، مما أجبر الموظفين على ضخ الأوكسجين يدويا يدويا لمساعدة المرضى على التنفس، وفقا للجنة الحزب الشيوعي بالمدينة.
وأضافت اللجنة أنه تم نقل أكثر من 600 مريض إلى مستشفيات أخرى.
وقالت لي رونغوانغ، وهي امرأة في الستينيات من عمرها، لوكالة فرانس برس إنها جاءت إلى تشنغتشو لرؤية طبيب لكنها تقطعت بها السبل عندما توقفت القطارات بسبب العاصفة.
وأشارت إلى أنها تجد صعوبة في الاتصال بأقاربها أو إجراء مدفوعات عبر الهاتف المحمول بسبب ضعف شبكة الهاتف.
وقالت وهي جالسة على جانب الطريق “أريد العودة إلى المنزل في أسرع وقت ممكن. لا يمكنني تحمل هذا بعد الآن”.