حكايات غريبة عن أشهر مصري صائد للثعابين .. مخاوى الجن !

أحمد الدكروني واحد من أهم صيادي الأفاعي والثعابين في مصر، لما يمتلكه من مهارة وخبرة اكتسبها بالتعامل المباشر مع هذه الكائنات الخطرة حتى تمكن حتى الآن من صيد الآلاف منها.

كما ألف الدكروني كتابا عن أماكن انتشارها في مصر والأطوار التي تمر بها هذه الكائنات الخطرة.

يقول الدكروني ابن مدينة الإسكندرية البالغ من العمر 35 عاما : “صيد الثعابين هواية وليست تجارة أو وظيفة وأساعد بها الناس في المجتمع”.

ويضيف: “كنت أعيش في الحي الريفي بالإسكندرية بالقرب من الترع والأراضي الزراعية، وعندما كان عمري 8 سنوات كنت أخشى هذه الكائنات وخلال إزالة بعض الأشياء من الأرض وجدت أنا وأخي ثعبانا وحملت حجرا وقذفته تجاهه فتدحرج الحجر واستقر بالصدفة فوق الثعبان الذي كان سلوكه هادئا، وغير سام فاقتربت منه ووضعت شيئا على رأسه و أمسكت به وأعجبت بملمسه، فأصبحت شغوفا بالثعابين ولم أكن أخاف منها بل كنت أبحث عنها للإمساك بها”.

وتابع: “ورغم تعاملي بحذر إلا أنني كنت أحب الثعابين وكنت أقابل نوعا واحدا فقط ينتشر في الأراضي الزراعية، إلا أنني بعد ذلك عضني ثعبان من نوع آخر غير سام ما دفعني للبحث عن الأنواع الأخرى”.

تأثير كتاب الزواحف والبرمائيات

ويضيف الدكروني: “كنت في الأعياد أذهب لبيت الزواحف في حديقة الحيوان للفرجة على الثعابين وسألت أحد الحراس عن النوعين الاثنين الذين تعرفت عليهما فقال لي إن النوعين غير سامين، لكن التأثير الأكبر علي في هذا المجال كان من خلال كتاب للدكتور شريف بهاء الدين “الزواحف والبرائيات في مصر”، حيث عرفت منه الأنواع الموجودة عندي والموجودة في مصر بشكل عام”.

وتابع: “ومن هنا تشكلت لدي قاعدة معلومات وخبرة بدأت منها أساعد الجيران الذين يحتاجون مساعدة لوجود ثعابين في منازلهم وبدأت دائرة المعارف تتسع حولي في هذا المجال”.

معارضة الوالد واصطياد الكبرى

ويتابع الدكروني: “والدي كان يرفض تعاملي مع الثعابين بسبب خوفه علي وكنت أذهب دون علمه وأخبئ الثعابين في صندوق حتى لا يراها لأنه كان يخشى عليَّ منها، وفي عام 2001 كانت أول مرة أتعامل فيها مع أفعى من نوع الكبرى وحفظت سلوكها وبدأت أتعامل مع الأنواع السامة ولدغاتها وتمكنت من اصطياد أنواع من الثعابين من نوع أفعى الكبرى”.

ويؤكد أحمد الدكروني أن بداية شهرته كانت عندما صور مقطع فيديو ورفعه على موقع يوتيوب حتى يراه ابنه الذي كان مريضا بالمستشفى في عام 2014 بهدف تسلية هذا الطفل في المستشفى وتفاجأ بعدها بأربع سنوات في عام 2018 بأن المقطع انتشر بشدة ولاقى رواجا كبيرا.

ويوضح: “اتصلت به بي سيدة أخبرتني أن أسرتها قتلت ثعبانا داخل منزلها وأنها استأجرت بعد ذلك “حاوي” للبحث عما إذا كان هناك ثعابين أخرى فاستخرج ثعبانين اثنين آخرين، وعندما عرضت الصور للثعابين الثلاث قلت لها إن الثعبان المقتول من البداية يوجد في هذه المنطقة لكن الثعبانين الآخرين الذين استخرجهما الحاوي لا يعيشان في هذه المناطق، وما حدث أنها تعرضت لعملية نصب وأن الحاوي دس ثعبانين وتظاهر بإخراجهما وأخذ منها 8 آلاف جنيه، ومن هنا بدأت تصوير مقاطع لتوعية الناس بهذا العالم وبدأت أشرح طرق النصب في سلسلة من الفيديوهات”.

أزمة الثعابين في المحمودية

يشير الشاب المصري إلى أنه تمت الاستعانة به خلال أزمة انتشار الثعابين في إحدى قرى المحمودية، حيث كوّن فريقا من 6 أفراد ذهب لاصطياد الثعابين التي كانت هناك ونجح في مهمته.

كما قام بتصحيح فكرة خاطئة لدى الناس حول سماعهم أصواتا تشبه الثعابين بالليل، كما يقول، مشيرا إلى أن ما يسمعونه لم يكن سوى طائر البومة الذي يقوم بتقليد صوت الثعابين والحيات حتى تخاف الفئران وتضطر للهرب فتستطيع البومة معرفة أماكنها وصيدها.

وحول مواسم انتشار الثعابين يقول الدكروني: “الثعابين تنتشر عبر مواسم فبدءًا من 20 مارس حتى بداية مايو تخرج وتكون شرهة للطعام وقد تصطدم مع البشر، ومع بداية مايو حتى بداية يوليو تقوم الثعابين بوضع البيض وبالتالي تكون هادئة لوضع بيضها، وبعد ذلك تعود شرهة وعدائية في بداية شهر يوليو، ومع بداية شهر نوفمبر تكون الثعابين نهمة للطعام حتى تأخذ حاجتها للسبات الشتوي وهكذا تستمر الدورة الحياتية لها”.

مبادرة لمساعدة الطلاب

ويتابع أحمد بالتأكيد على أنه يقوم بعمله مجانا كما أنه علم أن الطلاب في الكليات العلمية يحصلون على جرام السم الذي يحتاجونه في البحوث مقابل ألف جنيه فقمت بعمل مبادرة لمنح الطلاب هذا السم مجانا من خلال استخراج السم من الثعابين التي أربيها في المنزل.

ويقول: “كنت أسحب من الأفاعي جرامات سم وأعطيها للطلبة دون مقابل شريطة أن يحضر لي الطالب بحثا مثبتا ومختوما يؤكد حاجته للسم في التجارب المعملية”.

كتاب عن الثعابين

ويبين أحمد الدكروني: “بعد ذلك اتجهت لتأليف كتاب باللغة العربية عن الثعابين في مصر عن الثعابين وأماكن توزيعها الجغرافي وتم تحميل 2 مليون نسخة منه مجانا دون أي مقابل مادي، كما أني أرد على جميع الاستفسارات الخاصة بهذا المجال دون مقابل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى