ثورة علمية.. من غير ما تنطق “جهاز” يقرأ أفكارك !

طور باحثون أمريكيون للمرة الأولى في العالم جهازًا عصبيًا تعويضيًا نجح في ترجمة موجات دماغ رجل مشلول إلى جمل كاملة.

وقال المهندس “ديفيد موسيس” من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: “هذا تطور تكنولوجي مهم لشخص لا يستطيع التواصل بشكل طبيعي، إنه يمنح صوتًا للأشخاص المصابين بالشلل الشديد وفقدان الكلام”.

بطل هذا الإنجاز رجل يبلغ من العمر 36 عامًا أصيب بسكتة دماغية عندما كان في العشرين من عمره، مما تركه يعاني من خلل يسمى “أنارثريا”، أي عدم القدرة على التحدث بوضوح، على الرغم من أن وظيفته المعرفية ظلت سليمة.

ويفقد آلاف الأشخاص كل عام القدرة على التحدث بسبب السكتات الدماغية أو الحوادث أو المرض، وركزت الأبحاث السابقة في هذا المجال على قراءة موجات الدماغ عبر الأقطاب الكهربائية لتطوير الأطراف الاصطناعية التي تسمح للمستخدمين بتهجئة الأحرف، لكن الهدف من النهج الجديد هو تمكين التواصل السريع والمباشر.

منذ إصابة المريض بجلطة دماغية مدمرة، أصبحت حركاته محدودة للغاية في الرأس والرقبة والأطراف، ويتواصل باستخدام مؤشر متصل بقبعة بيسبول لنقر الأحرف على الشاشة.

عمل الباحثون مع المريض لتطوير مفردات مكونة من 50 كلمة أساسية في حياته اليومية مثل “الماء” و”الأسرة” و “جيد”، ثم زرعوا بشكل جراحي قطبًا كهربائيًا عالي الكثافة فوق القشرة الحركية الخاصة بالكلام.

على مدار الأشهر القليلة التالية، سجل الفريق نشاطه العصبي أثناء محاولته نطق الكلمات الخمسين، واستخدموا الذكاء الاصطناعي لتمييز الأنماط الدقيقة في البيانات وربطها بالكلمات.

ثم سألوه بأسئلة مثل “كيف حالك اليوم؟” و “هل تريد بعض الماء؟” فتمكن من الإجابة بردود مثل “أنا جيد جدًا” و “لا ، أنا لست عطشانًا.”

وقام النظام بفك تشفير ما يصل إلى 18 كلمة في الدقيقة بمتوسط ​​دقة 75%، وساهمت وظيفة “التصحيح التلقائي”، المشابهة لتلك المستخدمة في الهواتف، في نجاحه.

وقال جراح الأعصاب “إدوارد تشانج”: “على حد علمنا، هذا هو أول عرض ناجح لفك تشفير مباشر للكلمات الكاملة من نشاط دماغ شخص مشلول ولا يستطيع الكلام”.

وأشادت المقالة الافتتاحية للمجلة بالتطور باعتباره “إنجازًا فذًا في الهندسة العصبية”، واقترحت تطويرات مثل أقطاب أصغر قد تساعد في تحسين الدقة بشكل أكبر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى