من أوراق عاشق .. الكتابة مخاطرة كبرى.. بقلم: صبري القن

صبري القن

كنت أنتوى الكتابة لكننى رأيت ان هناك من الأصدقاء وهم كثر من كتب ما أردت أن اكتبه ففضلت عدم الكتابة وبخاصة أننى لا أحب ان أكتب ماكتبه الأخرون ولأن الكتابة بصراحة شديدة مخاطرة كبرى وخطر داهم ولن أضيف جديدا فى قضية سد النهضة أو حتى فى غيرها من القضايا التى هزمنا فيها بالضربة القاضية كجزيرتى تيران وصنافير أوغاز المتوسط، أو التعليم، أو الصحة، أو هدم منازل الناس، أو أو أو الخ…

 فرأيت أن احتفظ بأمنى أو بالأصح بأمن بناتى فأنا لم يرزقنى الله أولادا ذكورا وبصراحة شديدة ان الرعب الذى لحق ببناتى من قبل جعلنى أتراجع كثيرا عن الكتابة، وليس الرعب فقط بل الفقر الذى هزمنى هو الآخر بالقاضية يجعلنى أتراجع مرات آخرى فليس هناك من سوف يدفع لى بكفالة لا أملك منها شيئا فى ظل غلاء يحيط بالجميع ومعاش لايغنى ولا يثمن من جوع.

 ولهذا سوف اتراجع كما قيل لى وكما نصحنى الناصحون ولا أعرف هل هؤلاء على صواب أم على خطأ ؟ وماذا بعد هذا الخوف الذى يسيطر على أمة عاشت لألاف السنين على النيل وجاء الوقت علينا من حظنا السىء كى نشرب من عكارته بل مم استخدمناه من قبل فأصبح فاسدا وملوثا وحراما ان النيل عصب الحياة على أرض الكنانة ورب العزة يقول (وجعلنا من الماء كل شىء حى) صدق الله العظيم.

 اذن فالموت والخراب والفقر والبطالة سوف ينتظر هذا الوطن ويبقى أن أتساءل وهل نحن لم يتبق لنا من حب الوطن والدفاع عنه سوى الأغانى اننى بدأت أنهار حقا هل نحن خير أمة أرسلت للناس ؟.

 وهل نحن من الضعف والهوان بحيث نمتثل لما يملى علينا ويراد بنا لم يبق لى سوى أن أقرأ ما كتبه عمنا أحمد فؤاد نجم:

ايها المواطنون

ايها المواطنات

مصر من طول السكات

بتناديكم

تسمعون ؟

عطرونى بالبارود

كحلونى باللمون

عايز اغمض

او افتح

يرجع الشوف للعيون

والقى سينا جوا حضنى

والجناين والزتون

ياحبايبى

ياجنودى

ماعساكم تفعلون ؟

فى مثل هذه المواقف كان لابد لى ان اتذكر معكم أمل دنقل فى كلمات سبارتكوس الأخيرة

معلق أنا على مشانق الصباح

وجبهتى بالموت محنية

لأننى لم أحنها حية

يا أخوتى الذين يعبرون فى الميدان مطرقين

منحدرين فى نهاية المساء

فى شارع الاسكندر الأكبر

لاتخجلوا .. ولترفعوا عيونكم الى

لأنكم معلقون جانبى على مشانق القيصر

فلترفعوا عيونكم الى

لربما .. اذا التقت عيونكم بالموت فى عينى

يبتسم الفناء داخلى .. لأنكم رفعتم رأسكم .. مرة

يا أخوتى الذين يعبرون فى الميدان فى انحناء

منحدرين فى نهاية المساء

لاتحلموا بعالم سعيد

فخلف كل قيصر يموت

قيصر جديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى