البصمة الباقية من ميناء بولاق.. بقلم: عادل سيف
يثير مسمى “شارع ساحل الغلال”، الذي يلي طريق كورنيش النيل ويتوازى معه في المسافة الممتدة من شارع الجلاء حيث ناصية فندق هيلتون رمسيس وحتى مبنى ماسبيرو للإذاعة والتليفزيون، التساؤلات حول اين هو من ساحل النيل الذي يفصله عنه كتلة مباني تشمل الفندق ومبنى مجلة أكتوبر ودار المعارف والعمارات السكنية حتى نصل لمبنى ماسبيرو؟ ولماذا الغلال؟.
في الواقع لو عدنا الى القرن 14 لرأينا الصورة بشكل أوضح إذ لم تكن هذه المباني موجودة وان ما يحتل ارضها التي تفصله عن النيل هو ساحة ميناء بولاق التي يجمع فيها البضائع الواردة والصادرة عبر المراكب الشراعية من وإلى جميع محافظات مصر، مع ملاحظة أنه لم يكن يوجد طريق يطل على النيل مثل طريق الكورنيش الحالي ومن هنا استمد الشارع اسمه ولعب دور اقتصادي كبير في كونه نشط في تصريف البضائع الواردة والصادرة عبر ميناء بولاق.
منذ عام 1313م لم يغب مشهد تزاحم المراكب الشرعية وهي ترسوا على ساحل هذه الميناء لتؤدي دورها كوسيلة نقل أسرع وأسهل للبضائع إلا أن هذه الدور أخذ في التراجع عندما ظهر منافس قوي لدورها ألا وهو خط السكة الحديد بين القاهرة والإسكندرية الذي أنشئ في عهد الوالي سعيد باشا عام 1856م.
لم يكن هذا التراجع نهائيا بل كان مؤقتا إذ عاد الميناء للنشاط من جديد مع نهايات القرن 19 ولكنه نشاطا خاصا بالغلال طبع المنطقة حوله بأنشطة متعلقة بالغلال من مخازن ومطاحن لها، الا ان هذه النشاط أخذ في التراجع مع التوسع والانتشار في انشاء خطوط السكك الحديد حتى انتهى دور الميناء تماما لتظهر المنطقة مع التطور على مدى القرن العشرين بمشهدها الحالي ولم يتبق سوى شارع ساحل الغلال كبصمة وحيدة لميناء بولاق.