البؤوس العام يضرب لبنان.. بقلم: طه خليفة
اعتذر سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة في لبنان، بعد 9 أشهر من التكليف، فترة زمنية طويلة جداً كانت تكفى لتشكيل حكومات كل دول العالم، وليس لبنان فقط.
لكن لبنان حالة خاصة، فهو ليس دولة مثل أي دولة طبيعية في العالم، إنما هو كيان مصنوع على أيدي الاستعمار، والفرنسي خصوصاً، وهو غير قابل للحياة إلا بالعيش المشترك، ونظام الحاكم الفرد المستبد الشائع في المنطقة العربية لا يصلح مع لبنان، فقط رضا الطوائف بالحياة معاً وإلا التفكيك أو الاقتتال الأهلي.
ولبنان إنتقل تدريجياً من كونه كياناً هشاً مُخّلقاً في حضانات قوى أحتلالية أجنبية إلى تبعية كاملة متعددة الأطراف للقوى الأجنبية القديمة والقوى الجديدة في المنطقة.
هناك مذكرة وقعها قبل فترة ألوف اللبنانيين ودعوا فيها فرنسا خلال زيارة ماكرون لبلدهم لإعادة وصايتها على لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت؟. هذه الشريحة من اللبنانيين شديدة الواقعية والفهم لطبيعة البلد التركيبي التلفيقي متعدد الطوائف والمذاهب والقوميات والمشارب والولاءات الذي يعيشون فيه.. فالوصاية الفرنسية مثلاً قد تكون كفيلة بحل المشاكل الحياتية اليومية للناس المرتهنين لزعامات الطوائف ومافيات وأذناب ووكلاء الخارج.
الدولار يساوي اليوم عشرين ألف ليرة لبنانية، والجيش لم يجد الطعام فتكفلت قطر بتوريد الغذاء إليه، والبؤوس العام شامل ويضرب الناس الغلابة الذين لا مال عام تحت أيديهم ينهبونه، ولا تمويلات خارجية تصل إليهم، حتى أبواب الفرار والهجرة للخارج ليست مفتوحة كما كانت من قبل.