التضحية التي نريدها.. بقلم: سعد الفقي

فضيلة الشيخ سعد الفقي

ونحن نحتفل بعيد الأضحي المبارك حيث ضحي خليل الله ابراهيم عليه السلام بولده وفلذه كبده تسليما وانقيادا لأمر الله عز وجل، هل فكر أحدنا في الغايه والهدف والدروس المستفادة من قصة الذبيح وربما كان من بديهياتها.

التضحية والايثار مهما كان عظيما وكبيرا في خطبة العيد يتباري أئمة المساجد لقد ضرب أسماعيل عليه السلام المثل والقدوة في الاستسلام والانقياد لأمر الله عز وجل عندما قال له أبوه (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).

الفطرة السليمة تدعوا الوليد ان يقول لأبيه (يابت افعل ماتؤمر) ولك ان تتصور ماذا يمكن ان يحدث هذه الأيام لو ان والدا قال لولده ان الله قد أمرني بذبحك ؟.

انها التربية السليمة والسلوك الذي، يجب أن يتربي عليه الأبناء احترام الأب والتسليم بقدر الله ووعده الذي لايخلف الأب صادق فيما قال والأبن يدرك ذلك جيدا لذا كان صادقا هو الأخر في مشاعرة.

وكانت ثمرة الصدق (وفديناه بذبح عظيم) في ساعة اتصلت فيها أنوار السماء بكوكب الأرض وانخلع فيها كل منهما عن بشريته جاء الفرج فبعد العسر يسرين، وعندما تتدخل عنايه الله تتوقف قوانين البشر.

ونحن نعيش هذه الأيام حري بنا جميعا أن نستلهم كل معاني التضحية تسليما وانقيادا حتي تتحقق الثمار المرجوه التي تعود علينا جميعا بالثمار المرجوه ..

التضحية: بالمال والاخذ بأيدي الفقراء والمساكين والتخفيف عن كاهلهم.

التضحية: بالصحة والجسد حماية للأوطان من كل الشرور التي تعتري مسيرته.

التضحية: بالوقت مساعده للناس كل الناس وتذليل العقبات وتفريج كروبهم.

التضحية: بالفكر لصناعه مستقبل امن ومستقر لأولادنا من بعدنا وتحقيق النصيب الأكبر من رسم خريطة تواكب التقدم الذي يشهده العالم.

التضحية: بكل ماهو غالي ونفيس من أجل الوطن والمجتمع الذي نعيش فيه لينهض وليقوم من سباته طمعا في غد أفضل مشرق وماذلك علي الله بعزيز.

التضحية: بالمشورة الصادقة التي تبني ولاتهدم وابداء النصيحة لمن يحتاجها والهدف إن يكون الانسان فاعلا في محيطه الذي يعيش فيه.

نريد أن تمتد سيرة خليل الله ابراهيم لتكون نموذجا حيا في التضحية والإيثار والفداء حسبه لوجه الله تعالي دون انتظار لمغنم أو مكسب…

فهل يتحقق ذلك وكل عام وانتم جميعا بخير ..

الشيخ/ سعد الفقي .. كاتب وباحث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى