وزير خارجين الصين يزور مصر.. ماذا يحمل بحقيبته عن سد النهضة؟
كشف مصدر مصري مطلع، الخميس، تفاصيل زيارة وزير الخارجية الصيني وانج يي للقاهرة مطلع الأسبوع المقبل، وسط حديث عن التطرق لملف سد النهضة.
وقال المصدر إن وزير الخارجية الصيني سيصل مصر، بعد غد السبت في زيارة رسمية تستغرق ٣ أيام، على رأس وفد رفيع المستوى.
وزيارة “وانج يي” سنوية اعتاد وزير الخارجية الصيني القيام بها إلى مصر منذ عام ١٩٩١، وهو ما يعكس اهتمام بكين بتعزيز العلاقات مع القاهرة، وفق المصدر نفسه.
وتعقيبا منه على الزيارة، أكد ياسر جاد الله، رئيس مركز البحوث والدراسات الصينية المصرية بجامعة حلوان، أن تواجد “يي” في القاهرة يأتي في إطار متابعة اتفاقيات التعاون واللجان المشتركة بين البلدين.
وقال إن الزيارة تستهدف تعزيز سُبل التعاون بين بكين والقاهرة في عدد من المشروعات مثل القطار السريع والبرج الأيقوني في العاصمة الإدارية الجديدة، بخلاف التعاون الاقتصادي والصناعي.
الخبير المصري تحدث عن أن القاهرة من الشركاء الأساسين للصين في مبادرة الحزام والطريق التي تساهم في تنمية مصر خلال مشروعات البنية التحتية الضخمة التي تنفذها شركات صينية في مختلف المحافظات.
وأضاف: “وبالتالي الزيارة تأتي في إطار متابعة الملفات المصرية الصينية وما تم تنفيذه وبحيث ما إذا كان هناك عراقيل في أي ملف ليتم بحثها والعمل على حلها”.
وتشهد العلاقات بين مصر والصين تطورا ملحوظا، منذ رفع البلدين العلاقات الثنائية بينهما لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2014.
ومن المنتظر أن يربط مشروع القطار السريع العاصمة الإدارية الجديدة بالمدن الجديدة الأخرى حول القاهرة.
فيما يتم بناء ناطحة سحاب أو برج أيقوني يتوقع أن يكون الأطول في أفريقيا بأياد صينية ومصرية في العاصمة الإدارية.
سد النهضة
ياسر جاد الله أوضح كذلك أن زيارة وزير الخارجية الصيني لمصر تأتي أيضا في ظل مستجدات أزمة سد النهضة الإثيوبي، موضحا أن بكين ستؤكد للقاهرة على مسألة التعامل في إطار من السلام والتفاوض بعيدا عن أي حلول أخرى.
وقبل أسبوع جرت وقائع جلسة استثنائية لمجلس الأمن لمناقشة أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا وذلك بدعوة من كل من مصر والسودان.
واتخذت الصين موقفا مساندا لبناء السد، اتضح جليا في كلمة المندوب الدائم للصين أثناء جلسة مجلس الأمن.
وقبل أسبوع، قال المندوب الصيني تشانغ جيون إن بلاده تؤمن من خلال الجهود المشتركة يمكن استكمال السد وأن يكون مشروعًا تنمويًا يعزز الثقة المتبادلة والتعاون.
وأكدت الصين موقفها اللثابت إذ يفيد بأنه على الدول أن تحل خلافاتها من خلال الحوار على نحو يحقق الفائدة للجميع الدول الأفريقية لديها تاريخ في حل المشاكل الإقليمية من خلال الحوار والمشاورات.
وأضاف: “مصر وإثيوبيا والسودان كلها دول مهمة في المنطقة وأصدقاء مقربين للصين وتأمل الصين بحق أن تقوم الدول الثلاث في سياق التعاون الودي أن تستأنف الحوار في أسرع وقت ممكن وأن تتوصل لاتفاق في وقت مبكر وتتوصل لحل يكون مقبولاً للجميع”.
والمفاوضات المرتبطة بسد النهضة متوقفة رسميا منذ أبريل/نيسان الماضي بعد فشل مصر والسودان (دولتا المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في التوصل لتفاهمات قبل بدء الملء الثاني للسد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.
وترفض الخرطوم إصرار إثيوبيا على البدء بملء السد للمرة الثانية قبل التوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد، قائلة إن “الملء الأول تسبب في أضرار بالغة وعرض 20 مليون سوداني للخطر”.
وتقلل أديس أبابا من مخاوف الخرطوم والقاهرة وتتعهد بمراعاة هواجس دولتي المصب خلال عملية الملء الثاني التي تؤكد أن تأخيرها يكلف البلاد نحو مليار دولار، كما تأمل أن “يلبي السد حاجة البلاد من الكهرباء”.