ترامب يستعد لانتخابات 2024 وكل معارضيه أصبحوا مؤيدين له

بخطابه الحماسي ما زال الرئيس السابق دونالد ترامب يلهب مشاعر مناصريه، في الحزب الجمهوري ليهتفوا “أربع سنوات إضافية”، وإن قاد ذلك للفوضى.

الهتاف بدعم ترامب، لم يعد بين صفوف العامة من منتسبي الحزب الجمهوري، بل تسرّب إلى مشرعين، ومؤثرين في غالبية جمهورية، موسومة بالتطرف.

وداخل هذا الجناح الأكثر راديكالية بالحزب، تنتشر طروحات تزداد تطرفا؛ في طليعتها إعلان الولاء لدونالد ترامب وتأكيد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة خلافا للواقع، وذلك قبل حوالى عام على انتخابات تشريعية حاسمة في منتصف الولاية الرئاسية.

هذه الأفكار تجلت في “مؤتمر العمل السياسي المحافظ”، وهو ملتقى للجمهوريين المحافظين المتطرفين، جمع آلاف الأشخاص في نهاية الأسبوع الماضي بدالاس في ولاية تكساس.

المنبر لترامب
وتعاقبت على المنبر انتقادات شديدة اللهجة ضد إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن، مقابل إشادات بترامب، وسط خطابات ندّدت إلى ما لا نهاية برئاسة “سلبت” من إمبراطور العقارات.

وأمام أنصاره بتجمع دالاس قال الرئيس السابق: “كل شيء كان يجري على ما يرام حتى هذه الانتخابات المزورة”، فيما هتف حشد أنصاره “أربع سنوات إضافيةّ!”.

ومن أصل 29 برلمانيا حضروا التجمع، صوت 24 ضد إقرار نتائج انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني، التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن.

فوضى حتى 2024
وحقق ترامب الأحد نسبة تأييد بلغت 70% في استطلاع للرأي أجري لدى المحافظين المتطرفين المجتمعين في دالاس لمعرفة من هو مرشحهم المفضل للرئاسة عام 2024.

وإلى حين موعد الرئاسيات يبدو أن مؤيدي ترامب يريدون أن تبقى حلبة الصراع ساخنة، بل هناك من يدعم الفوضى فيما تبقى من مأمورية بايدن.

ويتحدث النائب الجمهوري تشيب روي في فيديو بثته الصحافة مؤخرا وسجل على ما يبدو بدون علمه عن “18 شهرا إضافيا من الفوضى والعرقلة”، قائلا: “هذا ما نريده”.

أما أركان الحزب الجمهوري الأكثر اعتدالا مثل السناتور ميت رومني المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عام 2012 وبعض الشخصيات الصاعدة في اليمين الأمريكي مثل حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس، فحرصوا على تفادي هذا التجمع الذي بات مناصرا بالكامل لترامب.

لكن قبل أكثر من عام بقليل من انتخابات منتصف الولاية الرئاسية التي ستكون حاسمة لإدارة بايدن في ظل الغالبية الضيقة جدا التي تحظى بها في الكونغرس، يبدو أن الجناح الأكثر تشددا في الحزب الديموقراطي هو الذي يفرض نبرته في غالب الأحيان.

ويظهر ذلك من خلال فتح جدل واسع النطاق حول برامج مدرسية متعلقة بالعنصرية، أو حول “ثقافة الإلغاء” أو “ثقافة المحو” القاضية بعزل أشخاص تعتبر آراؤهم غير مقبولة، يقول معارضوها أنها تقضي بإعادة كتابة أحداث أو أعمال فنية من منظار تقدّمي حصرا.

على أعين الجمهوريّين
وفي سياق الصراع الحزبي يعمل زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن ماكارثي على تقويض لجنة برلمانية شكلها الديموقراطيون للتحقيق في الهجوم الذي شنه حشد من أنصار الرئيس السابق على مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير.

ماكارثي يمتنع حتى الآن عن التصدي لأي من المواقف المتطرفة التي تصدر عن بعض الجمهوريين مهما بلغت في التمادي، مثل اتهام النائبة الجمهورية لورن بوبيرت إدارة بايدن بالسعي لإرسال “نازيي الحقن” لتشجيع سكان ولايتها كولورادو على تلقي اللقاح ضد كوفيد-19.

ولا يبدي العديد من الجمهوريين أي نية في الدخول في لعبة المعارضة البرلمانية التقليدية في واشنطن، ولا التوصل إلى تسويات مع الديموقراطيين.

الكرامة مقابل دعم ترامب
كل من لا يعلن ولاءه لترامب يتعرض لحملة شرسة، هذا ما أدركه أحد المرشحين الجمهوريين لمقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو جاي. دي. فانس.

وبعدما كان ينتقد في الماضي الملياردير الجمهوري، قال فانس في تصريح لمجلة “تايم” إن الرئيس السابق “هو زعيم هذه الحركة” مضيفا “علي أن أتغاضى عن كرامتي وأدعمه”.

وباتت الأصوات المعارضة مثل آدم كينزينغر نادرة جدا، أو أنها لم تعد تُسمع.، وتعليقا على ذلك يقول النائب الجمهوري الذي صوت في يناير/ كانون الثاني، من أجل فتح آلية عزل بحق ترامب: “إما أن تكون زومبي لنمط تفكير ماغا (شعار ترامب جعل أمريكا عظيمة من جديد)… أو تقف وتقول لناخبيك الحقيقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى