( إنتظارِ الأُمنياتِ فِى الصباحِ).. للشاعرة الدكتورة نادية حلمى
سيبقى القلبُ كُلُ صباحٍ ينبِضُ نحوَ عينيك
أنتظرُك كما العادة فِى صباحِى، وأُفتِشُ فِى خِطاباتِك
أقرأُكَ فِى فِنجانِ القهوة، وعلى الحائِطِ فِى إِيقاعِ بِروازك
أُرهِقُ نفسِى باحِثةً فِى تشابُك طُرقِى إِليكَ، وأزمانك
أُطيلُ التركيزَ فِى خِطُوطِ يديكَ فِى القاعِ وأعماقك
تقبعُ فِى جنباتِ خِيُوطٍ تُجيدُ العبثَ بِأحوالِك
فأرتشِفُ مزيجاً مِن خيباتِى فِى بُعدِك على أملِ لِقائِك
وتأبى هزيمتى تُشفى إلا عِندَ لِقائِى بِك، وإِندِفاعَك
ورُغمّ وِضُوحِ إيمانِى، تيقنتُ بِأن أقدارِى فِى ضِيقِ مسافاتِك
فالروحُ تسكُنَ بينَ أضلُعِى ووِجدانك
فبقيتُ سِنينَ على حالِى، وأنا أتعلقُ بِأشيائِك
وصارَ لهفتِى أكبر، بِتأمُلِى حالِى بغيابُك وفراغُك
فأنتَ بٍداية ونِهاية، فأىُ بِدايةِ تبدأ بِحِضُورك، وأىُ نِهاية بِرحيلِك
وأنا كمازِلتُ على عهدِى لا أرى سِواكَ وبِعُمرِى أحتاجُك
أُسعِدُ نفسِى بِأماكِنْ كانت تجمعُنا، وكأن بِها شئٌ مِن عِطرُك وبقايَا همساتُك
غيرتُ تاريخَ ميلادِى فِى حُبِك
وجعلتُ لنِفسِى هويةً أُخرَى فِى تفاصِيلُك
أُعيدُ قِراءةَ حِكاياتك وأسرارَك فِى سفرِك
وبِأعلى الصوت، أدقُ الجرسَ على بابِك
أمضى وتمضِى سِنينَ العُمرْ، ومازلتُ أنتظرُ إِحتِوائِك
فكُلُ مكانٍ أهربُ مِنه، تُحاصِرُنِى أنفاسِكْ
أشتعِلُ حِطاماً لا أتخيلُ فُقدانِك
ويزيدُ حِطامِى وأشلائِى على موقِد نِيرانِك
أرى فِيكَ طِفلِى وترانِى طِفلتكَ وأحلامك
وطُولِ الوقت أخافُ عليكَ، وإنْ كانَ مِنْ نفسِك
تذُوبُ فِى إندِفاعاتِى أزُودَ عنكَ، وإنتِصاراتك
أغارُ عليكَ مِن نِسمة، أو خدشٍ على يديك
أرى الخُوفُ البادِى علىّ تِجاهِى فِى ناظِريكْ
أقتطعُ دوماً أوقاتِى، سائِلةً عنْ أحوالِك
أتذكرُ دوماً لِعبُ طِفُولتِنا، ومنعُ خِرُوجِى سِوى بِك
أضعفُ أمامَ طبائِعُكَ، عِلُوِ الصوتِ، وغيرتُك
فأُقلِدُ صوتُكَ العالِى، وطريقة غضبُك ووعِيدُكْ وعِقابُك
أتشبثُ فِى عِقابِكَ دوماً لِتكرارِى مخارِج نُطقكَ، وحديثُكَ وألفاظُك
أحفظُ عن ظهرِ القلبِ أخطائِك، هفواتك، وعثراتِك
ورُغمّ مسافةِ البُعدِ، دونتُ مِنكَ فِى لهفَة، أُريدُ دِفئكَ وحنانك
لم يعُدْ يشغِلُنِى سِوى القُربُ إليكَ فِى ضعفِى وإِحتِمائِك
تستوطِنْ قلبِى مُنذُ سنِينٍ، لا أُطيقُ فِقدانِكْ
وفِى كُلِ مرة، تُملى شُروطَ إِستعمارِك
أهربُ إِليكَ طُوالَ الوقت مِنْ نفسِى لِأنفاسك
أتطلعُ إلى أن أنجح فِى معركةِ إحتِلالك
أستسلِمُ ضعفاً مِنى، وأرضخُ لِدِستُورِكْ وأحكامِك
فخرجتُ اليومَ عنْ صمتِى، أتوكأُ على جِدرانِك
فكتبتُ إليكَ بعضاً مِنْ إِنهِزاماتِى ضعفاً لكْ، أشكُو هِجرانك
وأردتُ التخفيفَ عنك، وأنا أبُوحُ بِجُلِ إِعتِرافاتِك