بعد أن عينها ملك بلجيكا.. شائعات تطيح بأول مسؤولة محجبة
أعلنت إحسان حواش، أول محجبة تتولى منصب المفوضة الحكومية لمعهد المساواة بين المرأة والرجل في بلجيكا، عن استقالتها مساء الجمعة، معللة ذلك بتعرضها لـ“هجمات شخصية ومضايقات إليكترونية“، خصوصا بعد انتشار شائعات بعلاقتها مع تنظيم الإخوان المسلمين.
وجاء في استقالة المسؤولة الإدارية والسياسية ذات الأصل المغربي أنه ”لا يمكن أن ينشأ نقاش بناء في مثل هذه الظروف، فهذا السياق من عدم الثقة والعنف تجاهي يجعل من المستحيل أداء وظيفتي بكفاءة“، بحسب ما أورده موقع ”بلجيكا 24“.
وأثارت حواش الكثير من الجدل في البلاد بعد الحوار الذي أجرته معها صحيفة ”لوسوار“ البلجيكية في يوليو 2021، وشرحت فيه مفهومها للحياد، بالقول إن مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة يمكن تنزيله وفقا للتغيير الديمغرافي.
كما اعتبرت أن حظر ارتداء الشعارات الدينية هو ”تمييزي“، وأن المبادئ التأسيسية للدولة لم تتعرض للخطر بسبب المظهر، ولكن بسبب ظهور ردود الفعل اليمينية المتطرفة.
وأرجع جورج لويس بوشيز، زعيم الحزب الليبرالي الفرانكفوني، استقالة حواش لـ“عدم قدرتها على إظهار الحياد اللازم لهذه الوظيفة“، متهما إياها بارتكاب ”أخطاء جسيمة في التفكير“.
من جهتها، تعتزم إحسان حواش رفع شكوى ضد بوشيز، بسبب هجومه المتكرر عليها، خصوصا منذ اختيارها للمنصب، على حد قولها.
وردت حواش على سؤال حول قلق البعض بشأن قربها المحتمل من جماعة الإخوان المسلمين، قائلة ”أدعو أي شخص لإثبات أي شيء. ليس لدي ما أخفيه. لا أعرف هذه الجماعة لا من قريب ولا من بعيد“.
وعادت الصحيفة للاتصال بها بعد إعلان استقالتها، وذكرت في تقريرها أنها لم تتلق أي دليل يخالف ما قالته حواش بهذا الشأن، مضيفة أنها تلتزم فقط بالتوضيحات التي قدمتها السيدة حواش حول استقالتها.
وأعربت سارة شيلتز، وزيرة الدولة البلجيكية للمساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص والتنوع، عن أسفها لقرار إحسان حواش، لأن ”لديها الصفات المطلوبة، لاسيما من حيث الإدارة“، ولكنها قالت إن القرار الأخير يرجع لها.
ووقع الاختيار على سارة حواش في مايو 2021 لتولي منصب المفوضة الحكومية لمعهد المساواة بين المرأة والرجل، ووافق ملك بلجيكا على تعيينها لتكون بذلك أول سيدة محجبة تعين في هذا المنصب.