عندما يصبح الموت هاجس .. بقلم: أحمد بن سعيد

ما أجمل الإنسان في تجليه وفي فطرته الحقيقية عندما يتجرد من أنانيته ويسمع نداء نفسه الصافي ويقدم على نفسه ويؤثر عليها ويتمنى الخير لكل من حوله ويشيع في دروب خطاويه المحبة والتسامح والكلمة الصافية الرقراقة التي تخترق الأنفس وتبعث على الحب والإخاء والسلام.
أيام تتلوها أيام هي مجمل مانعيشه على هذه الأرض الفسيحة الخصبة بإمكاناتها الرحبة في احتضان ابناءها من أي ملة ومن أي طائفة أو دين كانوا تحفهم المودة والصداقة والألفة وذاك هو ديدن العيش الكريم والسلام الداخلي الكبير ، ليس هناك تجربة كاملة أو نجاح دائم لأي شعور لكن الحياة المبهجة ولو بالحد الأدنى هي مطلب للكثير.
يجب أن نعي اخواني واخواتي أن الدنيا ممر ولابقاء لعابر فيها وأن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ولكن طالما أنها رحلة فيجب العيش بالتودد والألفة والتعاطف والحنان الذي لاينقطع بين أبناء المعمورة على اختلاف أجناسهم، عندما نؤمن الإيمان الحقيقي بأحقية كل منا بالحياة السعيدة المترفة الهانئة وبحقه في الحصول على كل مكتسباته المشروعة عندها ندرك جليا بتساوي الفرص والرغبات وكامل الحقوق وأن وقع على أحد مظلمة ترفع عنه بالقضاء العدل والطرق المشروعة.
عندما نفهم بوضوح أننا راحلون وأننا مسائلون عن أخطائنا وهفواتنا وزلاتنا على اخواننا تنكسر في دواخلنا لذة الشر ومكائدة وتطوى حباله إلى غير رجعه، عندما تهطل دموعنا في لحظات الزمن الفانية على كل ما اقترفنا بحق شركائنا في الأرض والمصير ندرك حينها صغر حيلنا وتلوننا في المواقف التي لاتقبل التلون، عندما يصبح الموت هاجس ندرك مدى الجرم الذي مارسناه بحق أنفسنا عندما ظلمنا وأفترينا ونصبنا المكائد لبعضنا البعض.
يجب أن تتغير قوانين الحياة السارية بيننا الآن ونتخفف من خبث أنفسنا وخبائث أعمالنا ونعيش حياة الدعة والاستقرار بدلا من حياة الكراهية والخذلان وعدم الاتزان، يجب أن نصلح أمور حياتنا جمعاء وعلى كل المستويات والشؤون مصداقا لقول ربنا سبحانه وتعالى (لايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم) .

نعم اخواني وأخواتي الحياة بسيطة حالمة اذا ماجعلناه كذلك وويل وحسرات أن اتخذنا مسارا آخر وأترككم أحبتي في خير وسرور وحبور وحياة سعيدة لاتنقطع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى