الزواج المبكر.. “دعاره مقننه” أم “سترة للبنت” ؟
كتبت : راما الحلوجي
” دعاره مقننه” “سترة البنت” ” اغتصاب زوجي” “زواج عرفي” “حب مراهقه” جمعيها مصطلحات لمسمي واحد فقط وهو” زواج القاصرات” التي أصبحت ظاهرة غير مسبوقه لانتشارها الكبير ليس فقط في المناطق الريفي وإنما في المدن والمناطق الراقيه باختلاف شيوعها ، ورغم خطورتها على حياة الأم الصغيرة الا انه مازال معمول بها بجهل و روعنه ، وبحسب تقرير المركز القومي للمرأة أن ظاهرة الزواج المبكر تفاقمت بصورة كبيره في الفترة الاخيرة، حيث وصلت نسبة زواج القاصرات وفقًا للإحصائيات الأخيرة لتعداد سكان مصر 2017 التى أعلنها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء،إلى ـ2%، أى ما يعادل حوالى 111 ألفًا و40 حالة سنويا ، وهو ما يشير إلى أن قضية زواج القاصرات تعد اغتيال للطفولة
وفي هذا الشأن قال دكتور سعيد لاشين الاستشاري الأمراض النفسيه والعصبيه ان زواج القاصرات قضية خطيرة جدا لها عدة أبعاد منها البعد النفسي والبعد المادي والبعد العاطفي، وهناك أيضا العادات والتقاليد التي تتحكم في سلوكيات الأفراد و تطبق بجهل في المناطق الريفيه أو النائيه، فتزهق معها أرواح الكثير من الفتيات الصغيرات اللاتي لا ذنب لهن سوي أنهن وقعن تحت رحمة آبائهن الجاهلين بخطورة هذا الزواج على حياة بناتهم او طمعا في الاموال ، وأشار ان من أهم الاسباب شأئعه أيضا هو إجبار الفتيات الاقل من ١٥ سنه على الزواج من رجل تعدي الخمسين من عمره طمعا في مال او وظيفه ما، اي كان نوع هذه الوظيفه ، لافتا الي إنه غالبا ما يتم هذا الزواج بشكل عرفي حماية لسمعة الزوج وحفاطا على واجهته الاجتماعيه، وفي المقابل بدلا من أن تستمتع الطفله الصغيرة باللعب مع اقرانها ، تجد نفسها مسؤولة عن بيت وزوج واسره ، و عليها أيضا استيعاب علاقتها بزوجها الذي غاليا ما يكون سن والدها أو أكبر، فتصاب بصدمه نفسيه شديده تؤثر على قرأتها وتفقدها الثقه بنفسها نتيجة احتقار زوجها لها ولارائها الساذجه نتيجة عدم خبرتها، والتي بالتالي تأتي بنتيجه عكسيه تؤثر على صحتها فيما بعد وقد تفقد معها حياتها، لافتا إلى إن من أسبابه أيضا تدخل الأهل وإنسياق الزوج لأوامر أمه “ابن أمه” وتحكمها بكل أمور حياته ، و ايضل لعدم وجود توافق في الفكر والميول والعمر والاتجاهات والطبقة الاجتماعية والتعليم التي تؤدي غاليا لحدوث تصادم بعد الزواج
وفي هذا الاطار قالت دكتوره صفاء عبد الهادي استاذ علم الاجتماع ان الزواج رباط مقدس احله شرع الله ونادت به كل الكتب السماويه لما له من مقومات نفسيه وجسديه لبناء مجتمع صحي سليم، لكن للأسف نتيجه لظروف اجتماعيه واقتصادية مختلفه ظهرت موجه جديده من الزواج نشأت من وقوع فتيات صغيرات في وهم الحب الاول ويرتبطن بشباب غير مسؤول كل همه إشباع غرائزهم فقط ، وتكون نتيجه الحب السريع والزواج هو الطلاق المبكر، و الذي هو ‘ابغض الحلال عند الله ‘ الذي كادت بسببه تنفض اواصر الرباط المقدس، و تتفكك الاسرة التي تعد اللبنة الاولى في بناء المجتمعِ
وأضافت عبد الهادي إن الطلاق بين الشباب يتزايد بشكل غريب بسبب مبالغة الاهل في طالبتهم من العريس، فلا يجد المحبين أمامهم سوي الهروب من البيت والزواج بعيدا عن الاهل، مشيرة الى ان الزواج لا يكتب له النجاح او يقدر له الاستمرار، وغالبا ما يؤدي للطلاق السريع نظرا لعدم تحمل الزوجين لمسؤولية الحياة الزوجية بصورة تضمن دوام التفاهم واستمرارية العلاقةِ، مؤكدة أن الخاسر الأكبر دائما هي الفتاة الصغيره لأن المجتمع ينظر الى المطلقة نظرة تجريم ويعتبرها ‘مذنبة’ حسب المتوارث من العادات والتقاليد الخاطئةِ
ويقول المستشار القانوني سالم غنيم إن عبارة “أن البنت تتزوج لأول طارق يطرق بابها” أو أن” الزواج ستره للبنت ” أو” إن البنت مالهاش غير البيت والجواز ” فجميعها مسميات لجريمة تعد مكتملة الأركان فى حق فتيات قبل بلوغهن السن الإنساني والقانوني وهى ظاهرة اجتماعية فى منتهى الخطورة منتشرة في العالم العربي والدول الناميه وليس في مصر فقط، ولهذه الظاهرة آثاراَ سلبية اقتصادية واجتماعية وانسانه وقانونيه بالغة الخطورة ، لأن الفتاة فى هذه المرحلة العمرية الصغيرة تكون غير مهيأة من الناحية النفسية والثقافية والعقلية والجسدية كى تتحمل مسئولية بيت وزوج وتربية أطفال، وهو ما يشكل عبئا لا قدرة لها عليه ولا على استيعاب دورها به ، وبالتالي مثل هذا الزواج يعد اغتصابا للطفولة واعتداء صارخاَ على كرامة الطفلة وحقوقها
واكمل ان “الجهل والفقر وقلة الوعى” هي من أهم الاسباب التي ساعدت على إنتشار تلك الظاهره فى القرى والمناطق النائيه والتى تزداد فيها نسبة الأمية والجهل بشكل كبير، وهو ما يعجز معه الآباء على استيعاب خطورة هذا الأمر على صحة طفلتهما النفسيه والجسديه بعد الزواج، والتي تمنعها من تحمل اعباء حياتها الزوجي
ويرى غنيم ان تغليط العقوبات لمواجهة وسد وغلق كل طرق التحايل على الزواج هو أفضل رادع واحسن حل للحد من هذه الظاهره وانتشارها